الشاعر والروائي صبحي موسى

انتقد صبحي موسى؛ الشاعر والروائي ومدير عام النشر سابقا في الهيئة العامة لقصور الثقافة دعوة وزير الثقافة الأسبق د. عماد أبو غازي في وزارة الثقافة، إلى ترشيد نشاط النشر الذي تمارسه 13 هيئة تابعة لوزارة الثقافة.

وقال موسى لوكالة أنباء الشرق الأوسط: كان على أبو غازي بدلا من ذلك أن يطرح حلولا لمشاكل التوزيع حتى تصل الخدمة إلى مستحقيها.

وانتقد موسى مطالبة أبو غازي في مشروع طرحه مؤخرا على المجلس الأعلى للثقافة، بتوحيد جهات النشر، وأن تصبح هيئة الكتاب مطبعة وزارة الثقافة، وحصر النشر نفسه في طباعة كتب المؤتمرات وكتالوجات الأعمال الفنية، فضلا عن سلسلة العمل الأول ومكتبة الأسرة.

وأضاف: من الغريب أن يصدر هذا المقترح من رجل شغل منصب وزير الثقافة في أعقاب ثورة 25 يناير، إذ أنه لا يصب إلا في مصلحة دور النشر الخاصة، فضلا عن السلفيين والإخوان.

واستطرد أن من المدهش أن الوزير الذي قال من على منصة حزب التجمع أثناء توليه الوزارة أن نصيب الفرد من الثقافة في مصر لا يزيد عن 37 قرشا، يطالب الآن بحرمان المواطنين من هذا النذر اليسير بدلا من أن يطالب بزيادة ميزانية الثقافة عموما والنشر بصفة خاصة.

وقال إن الوزير الأسبق لا يدرك على الأرجح كم يحتاج الناس في مختلف أنحاء مصر إلى الكتاب المدعوم من الدولة، ولا يعرف أن مشكلة النشر في وزارة الثقافة ليست في تعدد جهاته ولكن في مدى أهميته بالقياس إلى عدد المواطنين واتساع المساحة المفترض أن يصل إليها، فأي سلسلة في الوزارة لا تطبع أكثر من ألف نسخة، وفي بعض الحالات ثلاثة آلاف.

وشدد صبحي موسى على أن حقيقة الأزمة تكمن في التسويق والتوزيع، وعجز وزراء الثقافة عن إنشاء معارض دائمة للكتاب في مختلف المحافظات، وكذلك عجزهم عن إقناع الدولة بإنشاء شركة توزيع خاصة بالكتب وليس الجرائد.

وتشكك في تكرر اقتراح تقليص النشر عبر وزارة الثقافة، بعد ثورة 25 يناير، مرجحا أن وراءه دور نشر خاصة ترغب في احتكار هذا النشاط وحرمان وزارة الثقافة منه.

وتساءل: لماذا لا يتبنون مشروعات تدعم الفقراء وتزيد من وعيهم وثقافتهم ورؤاهم الفكرية.. لا أفهم لصالح من يسعون لسحب يد الدولة من سوق النشر، هل لصالح البيست سيلر الذي بات ساحة لتنافس دور النشر، أم لصالح كتب عذاب القبر التي يوزعها السلفيون على الأرصفة وفي وسائل المواصلات العامة؟ 

وأضاف أن هيئة الكتاب المعنية بتقديم المثقفين المصريين إلى الخارج سواء عبر الترجمات أو المشاركة في المعارض والمؤتمرات، لا يجب أن تمارس الدور الذي كانت تمارسه المطابع الأميرية التي باتت مهددة بالإغلاق الآن.. أما النشر في قصور الثقافة، ذلك النشر المدعوم، فلا يجب أن تتخطى الأعمال الابداعية فيه 20%، بينما باقي المشروع للكتب الفكرية والسياسية والعلوم الاجتماعية، ويجب أن تضاف له مكتبة الأسرة لأنها تتفق مع سياسة وفلسفة قصور الثقافة وليس هيئة الكتاب.. فقصور الثقافة مهمتها رفع وعي وفكر وثقافة المواطن في مختلف ربوع مصر، أما المركز القومي للترجمة فلا يمكننا الحديث عن إلغائه بدلا من التفكير في كيف تصل اصداراته إلى الناس. 

واختتم صبحي موسى بالتساؤل: لماذا يطالب مثقفون كبار بتراجع الدولة عن دعم الثقافة وليس تقديم حلول لزيادة الدعم وضمان وصوله إلى مستحقيه، وهل جاءت الثورة المصرية من أجل إفساح المجال للرأسمالية على حساب سياسة دعم الثقافة في ظل الدعم الأمريكي لدور نشر معينة، وسيطرة السلفيين والإخوان على دور النشر؟