إحدي لوحات عيسى

يجلس خالد عيسى داخل مرسمه البسيط الذي اقتطعه من منزله في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، وبين لوحاته الفنية التي تحكي عن حق العودة والتراث الفلسطيني واللوحات المختلفة للمسجد الاقصى وقبة الصخرة وغيرها من اللوحات الفنية المعبرة، ليرسم أمال وطموح شعب يسعى للعيش بحرية وكرامة، وتجسيد للتراث الفلسطيني الذي يحاول الاحتلال الاسرائيلي لتشويه التاريخ الفلسطيني.

صرح عيسى "45 عامًا لـ"فلسطين اليوم " بأن حكايته  مع الرسم بدأت منذ نعومة أظافره حيث كانت البدايات عندما انتبهت معلمته في الروضة بالموهبة التي يتمتع بها وأبلغت عائلته بذلك، وفي المرحلة الإعدادية كان يمارس خالد هوايته بأن يقوم بإعادة الرسومات التي يشاهدها في الصحف والمجلات حتى تنبه لذلك أستاذ الفنون الجميل في مدرسته سمير طافش ،الذي اهتم به وأقنعه بإنشاء معرض له.

وأضاف أنه في عام 1985، كان أول معرض له، وكان عمره لا يتجاوز "15" عامًا، وشارك به في مسابقة على مستوى مدارس وكالة الغوث في قطاع غزة.

وأشار عيسى إلى أنه في المرحلة الثانوية عام 1987 كان يبحث عن الكتب والمجلات التي تتعلق بالفن والرسم، وكانت تلك الفترة تتزامن مع اندلاع الانتفاضة حيث كان يقوم برسم الجداريات التي تحث على الانتفاضة والتصدي للاحتلال، إضافة لرسم صور الشهداء.

ولفت عيسى إلى أنه التحق بالمؤسسات والجمعيات التي كانت تقيم في دورات في مجال الفنون الجميلة والرسم ، ومنها جمعية الشبان المسيحية في مدينة غزة، التي كانت تقيم عدة دورات، وكانت كل دورة تختتم بمعرض لكل طالب مشارك.
وبين عيسى أنه في عام 2003 التحق في جامعة الأقصى قسم الفنون الجميلة، وأكمل دراسته الجامعية، وتخرج الأول على دفعته بدرجة امتياز، وكان ينوي تكملة دراسة الماجستير في مصر لعدم وجود ماجستير فنون جميلة في قطاع غزة ، ولكن بسبب أحداث 2007 والأوضاع التي عصفت بالقطاع لم يستطع السفر.

وأشار عيسى لرفضه المشاركة في العديد من المعارض الدولية والإقليمية بالرغم من إرسال دعوة له للمشاركة فيها، لاعتقاده أن هذه المؤسسات لها أهداف مريبة حيث توحي أنها معارض فنية ولكن من الداخل والهدف الاساسي لها هو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح عيسى أنه شارك في العديد من المعارض الفنية الداخلية والدولية، وله العديد من المشاركات في إحياء المناسبات الوطنية من رسم اللوحات والجداريات، منوهاٌ لمشاركته الأخيرة في إحياء ذكرى استشهاد أبو عمار والتي نظمتها العلاقات الخارجية للحركة في مصر عام 2012 بلوحة للقائد أبو عمار.

وعن المشكلات، فأكد عيسى أن المشكلات التي تواجه الفنان في الأساس هي مشكلة الثقافة الفنية وليست بالضرورة أن تكون مشكلة المادية، مشدداٌ على أن الفنان الذي يمتلك العزيمة والإصرار يستطيع أن يتغلب على الإمكانيات القليلة.

واعتبر عيسى أن الدور الأساسي للإعلام التركيز على الحياة في غزة والعمل على إثبات أن فلسطين فيها  شعب يستحق الحياة من خلال الحياة وليس من خلال الموت والتدمير.

أم عن حلمة فيسعى عيسى إلى وضع بصمة فلسطينية خاصة به في الفن العربي والعالمي، وإنشاء متحف فلسطيني، وتصميم صالات عرض بشكل احترافي للعرض والتسويق، إضافة لتطوير الفن وأن  يجعله يستحوذ على اهتمام رسمي وشعبي.

كما يسعى عيسى لتجسيد الأسطورة الكنعانية في مجموعة من اللوحات الفنية التي تحكي عن الأجداد الكنعانيين، وأن يثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني هو امتداد للحضارة الكنعانية.