الناقد طارق الشناوي

في كل موسم يبحث المنتج والموزع السينمائي على فيلم يقوم بطرحه بدار العرض ويأمل أن يجذب الجمهور ويحقق إيرادات كبيرة وانتعاش في السينما ، وهو الأمر الذي يعد صعبا بل نادرا في مواسم خارج الأعياد نظرا لعدم توافر عنصر الجذب ونجاح الأجنبي حسبما أكد النقاد ، وخلال الفترة الماضية طرح عدد من الأفلام في موسم اجازة نصف العام وحققت إيرادات مرضية نوعا ما لمنتجيها ، لكن فشلت الأفلام التي تم طرحها في شهر فبراير الماضي ولم يكتب لها النجاح بل أن أغلبها حاليا تم سحبه من دور العرض

 وفي موسم شم النسيم الحالي شهدت دار العرض طرح عدد من الأفلام التي ايضا لم تحقق نجاحا رقميا كبيرا بل أن مجموع ما تم طرحه لم يتجاوز المليونين منها " أخلاق العبيد " بطولة خالد الصاوي ،  " بنك الحظ " لمحمد ممدوح ، و " المهزلة " لبيومي فؤاد ومحمد سلام ، و " سكر بره " ، واستقبلت السينمات أيضا الاربعاء الماضي فيلم " مش رايحين في داهية " بطولة بشري ، و " يجعله عامر " بطولة أحمد رزق ، واليوم تستقبل دور العرض فيلم جديد يحمل اسم  فيلم " على وضعك " بطولة أحمد سعد ، وهي الأعمال التي تواجه صعوبة على شباك التذاكر نظرا للأحداث السياسية التي تعرض لها الشارع المصري خلال الأيام الماضية .

ويري الناقد طارق الشناوي أن الأفلام التي تم طرحها بشكل عام خلال الفترة الماضية " مضروبة " لأنه لا يوجد فيلم قوي يساعد على جذب الجمهور وهبوط الموسم يعود لأن الأعمال ضعيفة وغير قادرة على الجذب لذلك تساقطت تباعا ، موضحا أن الأمر لا يرتبط بوجود نجم شباك من عدمه ، لأن الفيلم القوي يفرض نفسه ويلعب دور أكبر من نجم الشباك ، والدليل على ذلك فيلم " هيبتا " ونجاحه رغم عدم احتوائه على أبطال شباك بالمعني ومع ذلك حقق إيرادات كبيرة لأن الشريط نفسه قوي .

وأوضح الشناوي أن عدم تحقيق فيلم " أخلاق العبيد " لخالد الصاوي النجاح ليس أمرا جديدا خاصة أن تجارب البطولة المطلقة له لم تحقق نجاح مثل " الفاجومي " أو " عبد الناصر " ، ومع ذلك يستطيع أن يتحمل البطولة السينمائية المطلقة لكن بشرط توافر العمل الجيد والشريط السينمائي الذي يجذب الجمهور له ، خاصة أن خالد يمتلك الموهبة ويسرق الكاميرا ايضا إذا تواجد مع نجوم أخرين في أعمالهم لكنه لا يمتلك الجذب بمفرده فهو ليس من نوعية نجوم الشباك التي تحقق الإيرادات ، لكنه في النهاية فنان موهوب يمتلك عقل ويفهم الحياة الفنية جيدا ، وهو ما يعطيه عمر طويل ولن يموت فنيا حتى إذا لم تحقق أعماله سواء على مستوي السينما والدراما نجاح ، لأنه من نفس تكوين نور الشريف الذي يظل متواجد للحظة الأخيرة لأن عقله يسيطر عليه وأي هزيمة مستحيل أن تطرده خارج الخريطة .

وأضاف الشناوي أن فيلم " بنك الحظ " متواضع على كافة المستويات سواء الكتابة أو الإخراج أو الأداء التمثيلي ولا يوجد مواقف كوميدية تدعمه خلال مساحة زمنية قرابة الساعتين ، مشيرا إلي أن محمد ممدوح يقدم مضحكاتي لكن عمره قصير و لا ينطبق عليه توصيف المضحكاتي بعكس ما قدمه في فيلم " بشتري راجل " دور جيد ، ولا أنصحه بالتواجد في منطقة محمد ثروت و محمد سلام لأنه رغم امتلاكه لخفة الظل لكنه ليس كوميديان وبالتالي عليه أن يعرف الاختيار الصحيح ولا يشارك في أي عمل ، وكي يصبح نجم شباك يحتاج لأكثر من اختبار ويستطيع تقديم البطولة المطلقة لكن بشرط توافر عمل جيد يجعله يجذب الجمهور ويحقق الإيرادات .

وأشار أن فيلم "عندما يسقط الإنسان في مستنقع أفكاره فينتهى به الأمر إلى المهزلة" مقارنة بـ " بنك الحظ " أفضل منه ويمتلك بعض الإفيهات  لكنه ليس الفيلم المميز ، مؤكدا أن اختيار اسم الفيلم أفيه لكن لم يقدم شيء ، وأنه لا يتوقع أن تحقق هذه الأعمال نجاح رقمي كبير ، وأشار من الممكن أن يحدث فيلم " يجعله عامر " إيرادات جيدة نظرا للخلطة التجارية التي يقدمها السبكي والتي من الممكن أن تجذب الجمهور .