سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي

لم يتخيل أحد انتهاء الخلاف بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، قبل انعقاد القمة التاريخية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في سنغافورة، فقد عُرفت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، بأنها مشاكسة حين يتعلق الأمر بخلاف بلادها مع بيونغ يانغ، حيث قالت أمام مجلس الأمن الدولي في سبتمبر/ أيلول الماضي "عندما يمتلك نظام مُحتال سلاحًا نوويًا، فإن صاروخ عابر للقارات سيتجه نحوك، وأنت لن تأخذ خطوات لتخفيض درجات الحراسة الخاصة بك"، مضيفة " لا أحد يفعل ذلك، وبالتأكيد لن نفعل ذلك".

موقف أميركي اتسم بالتراجع

وتجاوبت هالي مع اقتراح صيني تدعمه روسيا؛ لإيجاد حل للتوترات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وهو ما يسمى "التعليق المزدوج" أو "التجميد مقابل التجميد"، وكانت الفكرة هي أن كوريا الشمالية ستتوقف عن اختبار الصواريخ الباليستية والرؤوس النووية، في مقابل تعليق الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التدريبات العسكرية المشتركة، ولكنها قالت بعد ذلك" سندافع عن حلفائنا وأراضينا، كما أن فكرة التجميد التي اقتراحها البعض مُهينة.".

ورغم ما صرحت به هالي، أصبح الأمر حقيقة بعد تسعة أشهر، حيث لا يشعر أحد بالرضا مما حدث إلا الصين، فبعد القمة التاريخية بين كيم جونغ أون، ودونالد ترامب، وقع كليهما على وثيقة تفيد بتعليق كل منهما نشاطاته التي تعد محل خلاف، حيث تخلي بيونغ يانغ عن أسلحتها النووية في مقابل تعليق واشنطن لتدريباتها العسكرية في سيول، دون الإعلان عن التفاصيل أو الخطة الزمنية لحدوث ذلك.

ورفض ترامب مثل هذا الاتفاق في نوفمبر/ تشرين الثاني، قائلًا "لن نقبل بما يسمى التجميد مقابل التجميد، فهو فكرة مثل الأفكار التي فشلت في الماضي"، أما في سنغافورة أكد أن التدريبات العسكرية كانت استفزازية للغاية.

الصين الرابح الأكبر من قمة سنغافورة

ويوضح وجود رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، في العاصمة الصينية بكين اليوم، هو أن الصين خرجت من القمة في سنغافورة بنتائج جيدة، كما أن أفكارها مؤثرة، ولا يملك الرئيس الصيني شي، القدرة على قيادة كوريا الشمالية، ولكنه يتحكم في خطوط أنابيب الوقود وغيرها من الإمدادات اللوجيستية التي تدعم بيونغ يانغ، لقد أثبتت الصين مرارًا وتكرارًا أنها لا تنوي قطع هذه الإمدادات كاملة، ولكنها منذ فترة طويلة اتخذت القرار الاستراتيجي بأن أي انهيار مفاجئ لكوريا الشمالية سيكون كارثيًا وضد مصلحتها الذاتية، وسواء كان ذلك نتيجة مباشرة لهذا الأمر أم لا، وبالتالي استخدمت نفوذها، ليتفاعل كيم مع العالم الخارجي، وهو ما لم يحدث من قبل، كما أن وجوده في بكين ينطوي على مزيد من التنسيق الاستراتيجي الوثيق بين البلدين، كما يجب أن تثير الزيارة إمكانية مكافأة الزعيم الكوري الشمالي من خلال تخفيف العقوبات.