القوات الحكومية السورية

هزّت انفجارات عنيفة الضفاف الغربية لنهر الفرات والتي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية وحلفائها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، وكشفت مصادر متقاطعة أنها ناجمة عن هجوم من قبل مجموعة من عناصر تنظيم “داعش” ترافق مع تفجير يجرح أنه لعربة مفخخة استهدفت القوات الحكومية في منطقة البوكمال وبادية دير الزور، ووردت معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية جراء الاشتباكات بين الطرفين، وإثر الاستهدافات المتبادلة والتفجيرات، ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات من خسارة التنظيم لمناطق سيطرته في ريف حماة الشمالي الشرقي وريف حلب الجنوبي ومنحه ممراً من قبل القوات الحكومية، وصل من خلاله التنظيم إلى ريف إدلب الجنوبي الشرقي وبدأ قتاله ضد هيئة تحرير الشام والفصائل العاملة في المنطقة.
وشهد الريف الإدلبي اليوم دخول رتل تركي يضم العشرات من الآليات وحاملات العتاد الثقيل والعربات المدرعة حيث توجه الرتل إلى منطقة سراقب وتل طوكان ومنها إلى ريف حلب الجنوبي، حيث مواقع القوات التركية المتمركزة على خطوط التماس مع القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، واستهدفت الطائرات الحربية الاتستراد دمشق – حلب الدولي المار من سراقب، بعد مرور الرتل التركي، حيث فتحت الطائرات نيران رشاشاتها الثقيلة على الاتستراد، دون ورود معلومات عن تسببها بسقوط خسائر بشرية
و تجولت مجموعة آليات من القوات التركية في عدة مناطق من ريف إدلب الشرقي وصولاً إلى منطقة معرة النعمان بالريف الجنوبي لإدلب، قادمة من نقاطها قرب الحدود الإدارية بين إدلب وجنوب حلب، وأكدت المصادر أن القوة أجرت جولات استطلاعية خلال الساعات الـ 24 الفائتة في عدة مناطق من ريف إدلب، ومن ثم عادت إلى قواعدها، وياتي هذا التجوال بعد أن شهدت محاور التماس بين المسلحين الموالين للنظام من جنسيات غير سورية وبين مناطق سيطرة الفصائل والتي تمركزت فيها القوات التركية يوم الاثنين الفائت، عمليات استهداف وإطلاق نار متبادلة جرت بين حلفاء النظام من جهة، والقوات التركية من جهة أخرى، ومعلومات عن سقوط جرحى في القصف، إذ جاء هذا الاستهداف حينها بعد ساعات من دخول رتل تركي ووصله لمنطقة العيس في الريف الجنوبي لحلب، ودخل رتل من القوات التركية، الاثنينـ إلى الأراضي السورية عبر منطقة كفرلوسين الحدودية مع منطقة لواء إسكندرون، واتجه الرتل عبر ريف حلب الغربي نحو منطقة العيس الواقعة في الريف الجنوبي لحلب، والمتاخمة لمناطق سيطرة القوات الحكومية السورية وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني في منطقة الحاضر، في ريف حلب الجنوبي، وضم الرتل عشرات الآليات والحاملات التي أقلت على متنها عشرات المدرعات والآليات الثقيلة والآليات الهندسية وحملت على متنها العشرات من جنود القوات التركية.
ونفّذ  عناصر تنظيم “داعش”، في الـ 25 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، هجمات عنيفة فجر الخميس الـ 25 من آب / أغسطس الجاري، حيث قتل 26 على الأقل بينهم 12 من الجنسية السورية من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، في التفجيرات والاستهدافات والاشتباكات مع عناصر التنظيم في المحور الممتد من شرق الميادين إلى غرب الصالحية، فيما قتل 18 على الأقل من عناصر التنظيم بينهم 4 فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة، كما تسببت المعارك العنيفة في سقوط جرحى من الطرفين.
ولا يوفر تنظيم “داعش” فرصة للانتقام من خسارته الكبيرة في غرب نهر الفرات، وفقدانه لوجوده الكامل في بلداتها ومدنها وقراها، بعد انتهاء تواجده كقوة مسيطرة منذ الـ 6 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2017، إذ شهدت الضفاف الغربية هجمات مختلفة بأساليب مختلفة، بعضها جرى عبر تفجير عربات مفخخة، والبعض الآخر من خلال هجمات لمجموعات منفردة، فيما جرى بعضها الآخر عبر هجمات منظمة القوات الحكومية السورية في عدة مواقع ومدن وبلدات وقرى في غرب نهر الفرات بالريف الشرقي لدير الزور، ومع استمرار انتقام التنظيم وتنفيذه لهذه العمليات، بدء تنظيم “داعش” الخميس الـ 25 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2018، تنفيذ هجوم عنيف استهدف القوات الحكومية السورية على شريط بطول نحو 32 كلم على الضفاف الشرقية لنهر الفرات بين منطقة الميادين ومنطقة الصالحية، فيما جاء هذا الهجوم حينها في أعقاب مقتل ضابط إيراني وعناصر أفغان كانوا برفقته في مدينة البوكمال الواقعة على الضفاف ذاتها بالريف الشرقي لدير الزور، وطالت عملية اغتيال ضابطاً من القوات الإيرانية و4 عناصر وقادة ميدانيين من الميليشيات الأفغانية، قتلوا في مدينة البوكمال القريبة من الشريط الحدودي مع العراق، والتي سيطرت عليها القوات الحكومية السورية بدعم من الحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني وحركة النجباء العراقية ولواء فاطميون وحزب الله العراقي والقوات الحكومية السورية وحزب الله اللبناني والمسلحين السوريين والغير سوريين الموالين لها، قبل نحو شهرين ونصف، ولا يزال الغموض يلف طبيعة وأسلوب عملية قتل الضابط الإيراني والعناصر والقادة الأربعة الأفغان، فيما رجحت المصادر أن عملية القتل جرت عبر استدراجهم من قبل أشخاص وقتلهم داخل المدينة، بواسطة آلات حادة أو أسلحة كاتمة للصوت، فيما عممت القوات الحكومية السورية بعد هذه الحادثة التي جرت قبل نحو 4 أيام في مدينة البوكمال، محذرة عناصرها وضباطها من الاختلاط بسكان المدينة والقاطنين فيها، وحذرتهم بالابتعاد عن معاملتهم
وتواصل أعداد الشهداء المدنيين ارتفاعها في غوطة دمشق الشرقية، مع مفارقة مزيد من المواطنين للحياة متأثرين بإصاباتهم التي تعرضوا لها اليوم الجمعة الـ 9 من شباط / فبراير الجاري من العام 2018، حيث ارتفع إلى 16 على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا في مذبحة  نفذتها الطائرات الحربية في مدينة عربين، و6 شهداء بينهم طفلان استشهدوا في مذبحة  جراء القصف من الطيران الحربي على مدينة دوما، ومواطن استشهد في الغارات على مدينة حرستا، ومواطنة استشهدت في قصف مدفعي على مناطق في مدينة دوما، كما لا يزال عدد الشهداء قابلاً للازدياد لوجود عشرات المصابين بينهم جرحى بحالات خطرة، وتوفي 5 مواطنين متأثرين بإصاباتهم في القصف الذي جرى يوم أمس الخميس، هم 4 شهداء قضوا متأثرين بإصاباتهم التي تعرضوا لها في مدينة عربين، وطفلة استشهدت متأثرة بجراح أصيبت بها في القصف من قبل الطائرات الحربية على بلدة مسرابا، وقتل 4 مقاتلين من حركة إسلامية جراء قصف بقذيفة اطلقتها القوات الحكومية السورية على أطراف مدينة حرستا
ومع مفارقة مواطنين اثنين الحياة متأثرين بإصاباتهما التي تعرضوا لها أمس الخميس، فإنه يرتفع بذلك إلى 78 على الأقل بينهم 20 طفلاً و15 مواطنة، عدد الشهداء الذين قضوا في القصف الجوي الذي طال مناطق في مدن وبلدات الغوطة الشرقية يوم أمس الخميس الـ 8 من شباط / فبراير الجاري من العام 2018، وبذلك يكون الترتيب التنازلي لعدد الشهداء خلال أيام الجمعة والخميس والأربعاء والثلاثاء والاثنين، وفقاً للمدن والبلدات مع تغير في أعداد الشهداء، حيث قتل 61 مواطناً مدنياً بينهم 16 طفلاً و8 مواطنات في مدينة عربين التي تصدرت قائمة الشهداء بالقصف الجوي، تبعتها في الترتيب مدينة دوما التي استشهد فيها 59 مدنياً بينهم 14 طفلاً و12 مواطنة في الغارات على مدينة دوما، بالإضافة لاستشهاد 7 مدنيين بينهم مواطنتان في القصف المدفعي من قبل القوات الحكومية السورية على المدينة، تبعتها عربين بتعداد مماثل والتي استشهد فيها ومن ثم مدينة حمورية التي استشهد فيها 26 مواطناً بينهم 8 أطفال ومواطنتان، تبعتها بلدة بيت سوى بـ 21 شهيداً بينهم 6 أطفال ومواطنتان، عقبتها بلدة جسرين بـ 17 شهيداً بينهم 3 أطفال و6 مواطنات بمجزرة في البلدة، ومن ثم بلدة حزة التي استشهد فيها 15 مدنياً بينهم 5 أطفال ومواطنة، تبعتها في ذلك مدينة زملكا بـ 12 شهيداً بينهم طفل و3 مواطنات، عقبتها بلدة مسرابا بـ 11 شهيداً بينهم 3 أطفال و4 مواطنات، ومن ثم بلدة كفربطنا بـ 7 شهداء بينهم طفل، وبلدة سقبا بـ 7 شهداء مدنيين بينهم طفلان ومواطنتان، ومن ثم بلدة مديرا التي استشهد فيها 4 مدنيين بينهم طفل ومواطنة ومن ثم مدينة حرستا التي استشهد فيها 3 مواطنين طفل
وارتفع إلى 91 عدد الذين انضموا يوم أمس الخميس إلى قافلة شهداء الثورة السورية، ففي محافظة ريف دمشق استشهد 75 مواطناً هم 29 شهيداً بينهم 10 أطفال و3 مواطنات استشهدوا في مجزرة نفذتها طائرات حربية باستهدافها سوق مدينة عربين، و17 مواطناً بينهم 3 أطفال و6 مواطنات استشهدوا مجزرة نفذتها الطائرات الحربية في بلدة جسرين، و 8 بينهم طفل جراء مجزرة نفذها الطيران الحربي في مدينة حمورية، و4 مواطنين بينهم 3 مواطنات استشهدوا في الغارات من قبل الطائرات الحربية على المنطقة الواقعة بين بلدتي مسرابا ومديرا، و5 بينهم 3 أطفال ومواطنة جراء قصف طائرات حربية على حزة، و5 بينهم طفلة ومواطنة استشهدوا في قصف جوي على مدينة دوما، و3 مواطنين هم طفلان ومواطنة استشهدوا في قصف جوي على مناطق في مدينة سقبا، و4 أشخاص استشهدوا في قصف استهدف حرستا وبيت سوا وزملكا، وشاب استشهد جراء سقوط قذائف على ضاحية الأسد
وفي محافظة إدلب استشهد 12 مواطناً هم 3 من عناصر الدفاع المدني استشهدوا في القصف من قبل الطائرات الحربية على مدينة خان شيخون، وطفل استشهد في غارات على منطقة كفر سجنة بريف إدلب، ومواطنان استشهدا في قصف صاروخي استهدف مناطق في بلدة بداما بريف جسر الشغور، و6 بينهم رجل وزوجته ورجل آخر وطفله استشهدوا جراء مجزرة نفذتها طائرات حربية بقصفها مستوصفاً في قرية مشمشان في ريف جسر الشغور الشرقي، وفي محافظة درعا استشهدت 3 مواطنين هم رجل ومواطنة استشهدا في القصف المدفعي من قبل الفصائل على مناطق في بلدة سحم الجولان، ومواطن استشهد في القصف المدفعي من قبل جيش خالد بن الوليد على مناطق سيطرة الفصائل في منطقة عمورية في ريف درعا، وفي محافظة دمشق استشهد شاب جراء سقوط قذائف على منطقة القزاز وسط العاصمة دمشق، كما قضى مقاتل من الفصائل جراء استهداف من تنظيم “داعش” بالقناصات لمواقع الفصائل في مخيم اليرموك جنوب العاصمة، في حين ارتفع إلى 23 على الأقل عدد عناصر جيش خالد بن الوليد ممن قتلوا في عمليات الاستهداف والقصف المتبادل التي رافقت الاشتباكات التي شهدتها محاور عدة في الريف الغربي لدرعا، فيما قضى 14 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية في الاشتباكات ذاتها، بينهم قائد لواء، كما ارتفع إلى 135 عدد المقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي ممن قضوا في هذه الاشتباكات خلال 21 يوماً متواصلة من العمليات العسكرية، فيما ارتفع إلى 158 عدد عناصر قوات عملية “غصن الزيتون” ممن قضوا وقتلوا في هذه الاشتباكات، بينهم 22 قتيلاً من جنود القوات التركية، فيما البقية من مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية، وأصيب العشرات من عناصر الطرفين بجراح متفاوتة الخطورة، ما يرشح عددهم للارتفاع بشكل أكبر، و8 من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها جراء إصابتهم في قصف واشتباكات مع تنظيم “داعش” والفصائل، وتوفي ما لا يقل عن 6 مقاتلين من تنظيم “داعش” والفصائل من جنسيات غير سورية، وذلك في اشتباكات وقصف من الطائرات الحربية والمروحية وقصف على مناطق تواجدهم.