مسؤولو الجيش الأميركي يجتمعون مع نظرائهم الأتراك في أنقرة لمناقشة تحرير مدينة الرقة

اجتمع مسؤولو الجيش الأميركي مع نظراءهم الأتراك في أنقرة، لمناقشة إطلاق تحرك عسكري بقيادة كردية في المرحلة المقبلة، بهدف تحرير مدينة الرقة السورية، من براثن تنظيم "داعش". وأعلن تحالف القوى الديمقراطية السورية، الذي يجمع بين مجموعات مسلحة عربية وأخرى كردية، أنه بالفعل بدأ التحرك بهدف محاصرة الميليشيات المتطرفة ليس فقط في مدينة الرقة السورية، ولكن في مدينة الموصل العراقية، موضحًا أن الولايات المتحدة وافقت على ألا تقوم تركيا والفصائل الموالية لها بأي دور في الهجوم المرتقب على "داعش" في المدينة السورية.

وترفض أنقرة السماح للأكراد للقيام بأي دور في تحرير الرقة، على اعتبار أن القوى الديمقراطية السورية، جزء لا يجزأ من وحدات حماية الشعب الكردية، والموالية لحزب العمال الكردستاني، والذي تنظر إليه الحكومة التركية باعتباره تنظيمًا متطرفًا.

وهدف اللقاء الذي جمع بين رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دانفورد، مع نظيره التركي خلوصي عكار، إلى قياس رد الفعل التركي على الإعلان الذي أصدرته القوى الديمقراطية السورية، لا سيما وأن الولايات المتحدة تنظر إلى القوة الكردية باعتبارها الأكثر فاعلية في المعركة ضد "داعش".

وأكد الأتراك مرارًا وتكرارًا، أنهم لن يتسامحوا بأي حال من الأحوال مع دور كردي كبير في تحرير الرقة من الميليشيات المتطرفة، وتسعر تركيا للحد من النفوذ الكردي في سورية. وكشفت المتحدثة الرسمية باسم القوى الديمقراطية السورية جيهان شيخ أحمد، أن معركة كبرى بدأت بالفعل لتحرير مدينة الرقة السورية والمناطق المحيطة بها، وأن العملية، والتي بدأت السبت الماضي، ستشهد مشاركة من جانب أكثر من 30 ألف مقاتل. وأضافت أن العملية تهدف إلى تحرير الرقة من "قوى الإرهاب الظلامي، والمتمثلة في تنظيم "داعش" المتطرف، والذي أعلن أن الرقة عاصمة لخلافته المزعومة.

وأوضح المتحدث باسم القوى نفسها طلال سيلو، أن العملية تسير على مرحلتين، الأولى تحرير الريف حول المدينة السورية، وهو ما يترتب عليه عزل المدينة، والثانية تتمثل في السيطرة على المدينة. وجاء هذا الإعلان ليتزامن مع التقدم الكبير الذي تحققه القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة في مدينة الموصل، والتي تعد ثاني أكبر المدن العراقية، ونفى مسؤولون أكراد وجود أي تنسيق بين الحملتين، إلا أنهم رأوا أن التوقيت يبدو مناسبًا في المرحلة الراهنة.

وتمكنت ميليشيات "داعش" المتطرفة من وقف القوات العراقية من التقدم بعض الشيء نحو معاقلها الشمالية، الأحد، وقامت بالعديد من العمليات الانتحارية، وقال اللواء الركن معان السعدي، وهو قائد بارز في قوات مكافحة الإرهاب العراقية، أن مقاتلي داعش شنوا أكثر من مائة عملية انتحارية، الأحد، عن طريق السيارات المفخخة. وأضاف أن هجمات التنظيم أدت إلى مقتل حوالي 20 مواطن من مختلف أنحاء المدينة.

وترى الولايات المتحدة من جانبها أن معركة الرقة ينبغي أن تبدأ بالتزامن مع معركة الموصل الحالية في العراق، لاستثمار اللحظة الراهنة التي يتراجع فيها التنظيم، لأن أي تأخير سيفتح الباب أمام قيام التنظيم بشن هجمات متطرفة جديدة ستستهدف الغرب. وأكد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، أن الهجوم على مدينة الرقة السورية لا ينبغي أن يتم منفصلًا عن العمليات الجارية حاليًا في الموصل.

وأضاف "ينبغي أن تبدأ العمليات في الرقة. الأمر سوف يتم تلقائيًا على يد القوات المحلية، بينما تقوم القوات الجوية الفرنسية والأميركية، بتقديم الدعم الجوي لهم من خلال ضرب معاقل التنظيم المتطرف لتمهيد الطريق أمام القوات العاملة على الأرض".

وتدرك الولايات المتحدة أن عملية تحرير الرقة ربما ستكون أكثر تعقيدًا من العمليات التي شهدتها الموصل مؤخرًا، وتسعى القوات الأميركية إلى إشراك عناصر من القوات العاملة في العراق، نظرًا لأن طغيان الجانب الكردي على القوى الديمقراطية السورية لن يلق قبولًا كبيرًا داخل المدينة السورية، وبالتالي فهناك حاجة لدعم تلك القوات بالمزيد من العناصر العربية.
واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أوروبا بدعم الإرهاب من خلال تأييدها لحزب العمال الكردستاني، قائلًا إنه "لا يهمني إذا دعاني الغرب بالديكتاتور كلما اتخذت إجراءات صارمة ضد الحركة الكردية والمتعاطفين معها، وعلى الرغم من أن أوروبا سبق لها وأن أعلنت حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، إلا أننا نرى كيف يعمل التنظيم بمنتهى الحرية داخل المدن والعواصم الأوروبية".