الحرب فى حلب

 اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير النظام السوري بارتكاب "جرائم حرب" في مدينة حلب شمال سورية التي تتعرض لقصف عنيف منذ تسعة أيام رغم اتفاق وقف الأعمال الحربية. واعتبر أن "الرئيس السوري بشار الأسد لن يستمر في حكم سورية ما دام هناك شعب سوري صامد". وقال الجبير في تصريح صحافي قبيل مغادرته الرياض مساء أمس الى جنيف، إن "ما يحدث من انتهاكات في حلب من قبل طيران النظام وحلفائه هو جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب". هذا ويادر الجبير مساء أمس الاحد إلى جنيف لإجراء محادثات تتعلق بالملف السوري مع نظيره الأميركي جون كيري.

وزير الخارجية الأميركي الموجود في جنيف، قال إنه يأمل في إحراز تقدم في جنيف خلال اليومين المقبلين بشأن تجديد اتفاق وقف الأعمال القتالية في عموم سورية واستئناف مباحثات السلام الرامية لإنهاء القتال. وأبدى الوزير الاميركي لدى بدء اجتماع مع نظيره الأردني ناصر جودة بعد قليل من وصوله الى جنيف "الأمل بأن نتمكن من إحراز بعض التقدم". وأضاف "هذه ساعات حاسمة ونتطلع لتعاون روسيا، ونتطلع بالتأكيد لأن يستمع النظام السوري إلى روسيا ويستجيب".

وأوضح كيري أن وقف إطلاق النار يلزم في مختلف أنحاء سوريا معربا عن أمله أن يتمكن من تثبيت وقف الاقتتال بعد محادثات جنيف. وقال: "آمل أن نتمكن في سياق المحادثات التي سأعقدها ومن خلال العمل الذي تقوم به الفرق من أن نصوغ أطرا تؤكد الوقف." ومن المقرر أن يجتمع كيري مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ودي ميستورا اليوم الاثنين. من جهته وصف الوزير الأردني ناصر جودة الوضع حول حلب بأنه "مقلق جدا"، وقال إن "وقف الاقتتال ضروري من أجل محادثات السلام السورية ولاستئناف تسليم المساعدات الإنسانية".

وأضاف جودة أنه ينبغي التعامل مع الموقف على الأرض بالتأكيد على وقف للاقتتال في مختلف أنحاء البلاد، ما يقود إلى بيئة أفضل وأكثر إيجابية من أجل المسار السياسي. وتابع أن "تلك حزمة متكاملة تضم وقف الاقتتال والمفاوضات وطرق إيصال المساعدات الإنسانية"، مؤكدا على أن هذه النقاط الثلاث تمثل تحديات ينبغي التعامل معها. وفي الرياض أكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، أن "كل ما يتوفر لدى الجهات الأمنية من معلومات، سواء أكانت تهم جهات داخل المملكة أو خارجها، يتم إيصالها عبر القنوات الرسمية المعنية بمنظومة عمل متكاملة".

وقال: "ما لدينا من معلومات تصل لكل جهة ذات علاقة، هناك معلومات تصل إلى وزارة الدفاع ومعلومات أخرى لوزارة الخارجية وأخرى لوزارة التعليم والشؤون الإسلامية، كل من له علاقة بالمعلومة تصل إليه، ومهمته استقبال المعلومة واتخاذ الإجراءات اللازمة في ضوء ما تتوفر إليه من المعلومات". وفي ما يتعلق بتبادل المعلومات ما بين وزارة الداخلية وقوات التحالف لمحاربة تنظيم داعش بسوريا عبر وزارة الدفاع السعودية قال اللواء التركي إن "وزارة الدفاع هي الجهة الممثلة للمملكة بمحاربة التنظيم في سوريا عبر مشاركتها قوات التحالف الدولية لاستهداف عناصر داعش، وكذلك تحديد المواقع والأهداف"، مؤكداً أن الجهات الأمنية السعودية ممثلة بوزارة الداخلية لا تتردد في تمرير أي معلومات للجهات الأمنية.

وقال اللواء منصور التركي "يهمنا تمرير ما لدينا من معلومات لتحقيق الأهداف المرجوة من العمل الحالي، ونسعى لإنهاء هذا التنظيم، فكل ما نتعرض له يقتضي سرعة معالجة القضية في سوريا". وأضاف أن "المملكة حريصة على تبادل المعلومات مع كافة الدول التي لها علاقة"، مشيرا إلى أن المتابع للكثير من مجريات الأحداث يدرك المعلومات التي وفرتها المملكة لدول عربية وغربية لإحباط جرائم إرهابية كانت وشيكة وفي طور التنفيذ.