رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو

رغم تأكيد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أن الإدارة الأميركية الحالية هي الأكثر قرباً من إسرائيل منذ سنوات، إلاّ أن التصدعات الأولى في العلاقة الحميمية بينه والرئيس دونالد ترامب ظهرت خلال لقائهما مساء أول من أمس الاثنين في نيويورك، حين أعلن الأخير، خلافاً لرغبة نتانياهو، أن الموضوع الرئيس الذي يشغل باله هو السلام في الشرق الأوسط، فيما كرر نتانياهو وضع الملف الإيراني في سلم أولوياته.

وأشار مراسلون يرافقون نتانياهو إلى نيويورك إلى أن الأخير بدا بكل وضوح غير مرتاح لتصريح ترامب. وكتبت صحيفة "هآرتس" أنه لو انتبه نتانياهو إلى تغريدة الرئيس الاميركي في صفحته على "تويتر" قبل ثلاث دقائق من اجتماعهما، لوفّر على نفسه شعور عدم الارتياح، ولتوقع ما سيقوله الرئيس، إذ كتب أن "السلام في الشرق الأوسط سيكون فعلاً ميراثاً هائلاً لجميع الأشخاص"، كما كرر هذا الموقف في شكل علني أمام الكاميرات وهو يقف إلى جانب نتانياهو الذي بذل ورجاله جهوداً كبيرة الأسبوع الماضي خلال لقاءاتهم مع وسائل الإعلام الأميركية لحصر الاجتماع في إطار واحد هو الملف الايراني، لكن لسوء حظهم كانت لترامب اجندة أخرى".

وأضافت أن الرئيس الأميركي كرر عملياً اللازمة من اللقاءات السابقة مع نتانياهو في شأن أولوية ملف السلام في الشرق الأوسط، وحاول نتانياهو تقليص الأضرار وتمتمَ بعض الكلمات بأن الرئيس نفسه قال إن اتفاق النووي مع إيران مخيف ... لكن ذلك جاء متأخراً. وأشارت إلى أنه رغم أن ترامب يختلف عن سلفه باراك أوباما، وأنه لا ينتقد إسرائيل على الملأ على خلفية البناء في المستوطنات ويتعامل معها في هذا الملف بليونة، لكن مرة أخرى تبين أنه بالنسبة إلى كل رئيس أميركي أياً كان، يبقى الموضوع الفلسطيني في رأس لقاءاته مع رئيس حكومة إسرائيل، و في نهاية الأمر، يريد ترامب من رئيس الحكومة ما أراده بالضبط أسلافه جميعاً من رؤساء حكومات إسرائيل منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1967.

وتابعت أن أقوال ترامب نقضت عملياً الرسائل التي بثها بقوة مستشاروه في الأيام الأخيرة إلى الإعلام الأميركي والإسرائيلي بوجوب خفض التوقعات من لقاء ترامب مع كل من نتانياهو والرئيس محمود عباس، وأن عملية السلام لن تكون في محور لقائه مع نتانياهو، و هوت هذه الرسائل حيال التصريحات الحماسية للرئيس الأميركي في شأن رغبته الجمة بالتوصل إلى سلام فلسطيني إسرائيلي.

وأشارت إلى أن ثمة فجوة واسعة بين تصريحات ترامب المتفائلة وبين الواقع الميداني في الضفة الغربية وأزمة الثقة العميقة بين إسرائيل والسلطة، لكن مع ذلك، فإنه يحاول خلق واقع أو على الأقل تغيير الواقع من خلال تصريحات، وسبق أن أقام من القبر كلمة السلام خلال زيارته إسرائيل في أيار/مايو الماضي، وأعادها إلى السجال العام. وخلصت الصحيفة إلى الاستنتاج بأنه رغم كل الشكوك لدى كل من إسرائيل والسلطة، فإن ترامب ما زال ماضياً في الاتجاه ذاته نحو استئناف عملية السلام بين الجانبين، متوقعاً منهما بادرات حسن نية وتنازلات.

وختمت بأن اللقاء كان الأقصر بينهما قياساً باللقاءات السابقة، وأنه لم يُعرف بعد الموقف الأميركي من الملفين الفلسطيني والإيراني اللذين كانا محور الاجتماع وماذا ستقدم واشنطن لإسرائيل رداً على قلق الأخيرة الحقيقي من الاتفاق النووي والوضع في سورية غداة انتهاء الحرب الأهلية.