ألقت قوات الشرطة الروسية القبض على "إرهابيين" كانوا قد خططوا لتدمير قطارين سريعين وقيادة شاحنة مُعبأة  بالمتفجرات إلى احتفال حضره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سان بطرسبرغ. وقالت الشرطة ان الجماعة المتطرفة كانت تريد استهداف خط سكة حديد سريع يستخدمه قطار" سابسان" فائق السرعة في محطة سكة حديد "فارفوروسكيا" بالقرب من مدينة  سان بطرسبرغ، مسقط رأس الرئيس الروسي. ويعتقد أنهم كانوا يريدون استهداف بطولة كأس القارات الشهر الماضي، والذي يسبق كأس العالم لكرة القدم والذي تستضيفه روسيا العام المقبل.

ووفقًا لمصادر في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إنه عندما فشل المُخطط في التسبب في الحادثة المُروعة في القطار فائق السرعة، والذي كان سيتسبب في مقتل وجرح المئات، غيَّر الارهبيين الخطة وأرادوا قيادة شاحنة مُحملة بالمتفجرات في حشد من الناس في نفس المدينة. وقيل إنَّ الهجوم كان من المُخطط له أن يكون في الـ30 من يوليو/تمّوز في مدينة سان بطرسبرغ عندما كان الرئيس الروسي يحضر احتفالات يوم البحرية الروسية السنوي، ولكنَّ المخطط أُحبط.

وأظهرت صور نشرها جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بينما كان بوتين في طريقه إلى الاحتفال، كيف ألقى العملاء المسلحون بالقبض على 7 أشخاص مشتبه فيهم، أُفيد بأنَّهم من دول أسيا الوسطي،  في الـ27 من يوليو/تمّوز. وظهر بعض المحتجزين، المدربين على الأساليب التخريبية، مكبلين على الأرض في أثناء  مداهمة ليلية لجهاز الأمن على محل تصيلح سيارات ومبنى في مدينة سان بطرسبرغ. ولم تُكشف أسماؤهم وهوياتهم للافساح في القيام بتحقيقاتٍ إضافية.

وذكرت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية أنَّ "بعد تخطي العقبة، كان من المفترض أن يصطدم قطار سابسان فائق السرعة مع قطار سابسان آخر يسير في الجهة الآخرى". وأضافت الصحيفة: "وكانت سرعة القطارين معًا حوالي  300كم في الساعة، مع فرصة تكاد تكون منعدمة لتفادي الاصطدام، ولكن الإرهابيين فشلوا في ذلك".  ويرتاد القطار، الذي يُسافر بسرعة أكثر من 250كم في الساعة، السيّاح الأجانب الذين ينتقلون من سان بطرسبرغ إلى موسكو،على نطاق واسع.

وفي نفس الوقت، طُلب من موظفي سكك الحديد الروسية التوقيع على أوراق تطالبهم بالصمت حيال هذه القضية، على الرغم من ظهور التفاصيل لاحقًا. وأُفيِد أنه بعد فترة وجيزة من محاولة التخريب، رُصد الإرهابيون.  وعبر مراقبة جهاز الأمن، فقد تم التنصت على خطط الإرهابيين للقيام بالهجوم باستخدام شاحنة "كاماز" في تجمع من الناس. وقال مصدر أمني: "أجهزة المُراقبة تعمل ليل نهار. ولكن بمجرد سماعهم يتحدثون عن شاحنة "كاماز" وخططهم لشن هجوم ما، صدر قرار القبض عليهم". ومن المعلوم أنَّ المُتفجرات وجدت خلال عمليات البحث في المبنى التابع للخلية المزعومة.  وقال مصدر رافضًا الادلاء بمزيدٍ من التوضيح: "الأشياء التي عُثر عليها لم تكن تابعة لهم".

يُذكر أنَّ بوتين كان في مدينة سان بطرسبرغ في 3 أبريل/ نيسان عندما فجر إنتحاري نفسه في تجمع في محطة مترو، ما أودي بحياة 16 شخصًا وجرح 64 آخرين. وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 تحطم قطار "نيفسكي إكسبريس" في الطريق من موسكو إلى سان بطرسبرغ ما أدى إلى مقتل 28 شخصًا في هجومٍ إرهابي.