أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات

اتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، الإدارة الأميركية بالعمل على استبدال القيادة الفلسطينية الحالية بأخرى تقبل بالواقع الجديد. وقال عريقات إن الولايات المتحدة تسعى لتحويل القضية الفلسطينية من سياسية إلى إنسانية بامتياز، وتريد التخلص من القيادة الفلسطينية الحالية، بسبب تمسكها بالثوابت الوطنية وبالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية"، مضيفا "أن الإدارة الأميركية بحاجة لقيادة (أخرى) تتعامل مع الواقع الجديد الذي تريده".

وتابع: "الولايات المتحدة دخلت في لعبة خطيرة جدا، من خلال استبدال الحقوق الوطنية بالمشاريع الإنسانية، ما يتطلب تنفيذ اتفاقات المصالحة، وإيجاد نقطة ارتكاز لشراكة سياسية كاملة، تقوم على أساس برنامج منظمة التحرير". وجاءت اتهامات عريقات قبل جولة مرتقبة لمسؤولين أميركيين في المنطقة، تهدف إلى التركيز على خطة السلام الأميركية، إضافة إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة.

وكان مستشار الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، ومبعوث عملية السلام جيسون غرينبلات، إلى جانب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، بحثوا، الجمعة، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الوضع في الشرق الأوسط والإجراءات الأميركية الأخيرة في مجال التعاون مع الأمم المتحدة، إلى جانب تعزيز السلام في المنطقة، وضمان الاحتياجات الإنسانية في غزة.

واجتمع كوشنر، في عمان، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في عمان، وبحثا الوضع الإنساني في غزة، ومساعي الإدارة الأميركية لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بحضور جيسون غرينبلات. وجاء اللقاء بعد يوم من لقاء ثنائي بين العاهل الأردني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تناول دفع مساعي السلام. وقالت تقارير إسرائيلية إن الوفد يريد حشد تمويل مناسب لدعم غزة من أجل المساعدة في تهدئة الوضع الأمني في قطاع غزة وخلق زخم إيجابي لعرض خطة السلام.

ويدور الحديث عن إمكانية بناء محطة للطاقة في العريش وأخرى للكهرباء في سيناء، وميناء بحري في سيناء لنقل البضائع وخدمة سكان غزة. وأعلنت السلطة أنها ترفض ولن تتعاون مع المبادرة الأميركية لجمع مساعدات مالية لقطاع غزة، لأن الهدف هو الفصل السياسي بين قطاع غزة والضفة الغربية. وأرسلت القيادة الفلسطينية رسائل إلى دول عربية لشرح موقفها قبل وصول الوفد الأميركي.

وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، أكد في تصريحات أن القيادة الفلسطينية وشعبنا لن يعترفا بأي شرعية لما تخطط له الإدارة الأميركية، وإسرائيل، بشأن فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، تحت عنوان (المساعدات الإنسانية لقطاع غزة)".واتهم أبو ردينة الأميركيين بالتخطيط "لتقويض المشروع الوطني، المتمثل بإنهاء الاحتلال وقيام الدولة وعاصمتها القدس الشرقية، وتحويل موضوع غزة إلى قضية إنسانية".

وثمة قناعة في رام الله، بأن الولايات المتحدة تريد استبدال القيادة الحالية من أجل تمرير صفقة القرن التي تتضمن فصل غزة عن الضفة. ونشر عريقات مقالا للكاتب الصهيوني الأسترالي ديفيد سينجر، يدعم فيه مطلب جيسون غرينبلات باستبداله (عريقات). وقال إنه إذا تمسكت منظمة التحرير الفلسطينية بهذه المواقف فعلى الرئيس ترامب استبدال التفاوض مع م ت ف بالدول العربية والفلسطينيين الذين يقبلون بالأمر الواقع.

وعقب عريقات "لقد آن الأوان لنفهم جميعا أن استمرار حالة الانقلاب قد فتحت الآفاق لإدارة الرئيس ترامب لمحاولة تحويل القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، من قضية سياسية بامتياز تشمل القدس عاصمة لدولة فلسطين، وحل قضايا الوضع النهائي وعلى رأسها قضية اللاجئين والأسرى استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة وعلى رأسها القرار الدولي 194، إلى حلول تسمى إنسانية، عبر توفير أموال لمشاريع يعتقدون أن بإمكانهم استبدال الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، بمهازل وأكاذيب الحلول الإنسانية".

وأضاف: "نحن بحاجة الآن لتجميع طاقاتنا، وتوحيدها ورص الصفوف، بدلاً من تشتيت الإمكانات والطاقات". وتابع: "مفتاح الحل يكمن في تحقيق الشراكة السياسية الكاملة على أساس الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، كما ثبتها القانون الدولي والشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وهذا متوفر بتنفيذ اتفاق القاهرة العام الماضي، وباقي التفاهمات، التي أكدت تجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، وحل قضايا الوضع النهائي كافة، استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة. والاستناد إلى مبدأ العودة إلى إرادة الشعب، انتخابات عامة حرة ونزيهة، فعندما نختلف نعود إلى صناديق الاقتراع وليس إلى صناديق الرصاص. ارتكازا إلى مبدأ السلطة الواحدة والسلاح الشرعي الواحد وسيادة القانون".

وأردف: "إدارة الرئيس ترامب وحكومة نتانياهو بدأتا بتنفيذ مشروعهما لتصفية القضية الفلسطينية، وبطبيعة الحال وكحتمية سياسية وقانونية وأخلاقية وتاريخية، فهذه المشاريع إلى فشل، مهما كبرت وعظمت إمكانات وتهديدات إدارة ترامب وحكومة نتانياهو. فلنكن صفا واحدا لمواجهة وإفشال وإسقاط هذه المشاريع الهزيلة". وطالبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، بتحرك أوروبي فوري في مواجهة ما وصفته التحركات الأميركية المشبوهة والمناورات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.