دونالد ترامب وفلاديمير بوتين

استمرت حالة الغضب لدى الرئيس دونالد ترامب، بشأن مشروع قانون يثبت حق النقض "الفيتو" الذي أحبط قدرته على رفع العقوبات التي فرضها الكونغرس على روسيا بمفرده. وقال البيت الابيض إن الرئيس وقع على مشروع القانون مع انه لا يوافق على الاجراءات العقابية الواردة فيه من حيث المبدأ. وقد أدان ترامب بقوة الأحكام التي تحدُّ من سلطته. وقال ترامب أمس الخميس ان الكونغرس كان مسؤولا عن الضغط بشأن العلاقات مع حكومة فلاديمير بوتين. واضاف "علاقتنا مع روسيا في وضع خطير. وغرد ساخرا "أشكروا أعضاء الكونغرس، وهم نفس الناس التي لم تلغِ  "اوباماكير! ".

والعقوبات التي عززها الكونغرس في مشروع القانون الذي وقعه ترامب ضد إرادته كانت انتقاما من مخططات القرصنة والتسرب وغيرها من التدخلات الانتخابية التي اقرت وكالات الاستخبارات الأميركية أنها مدبرة من قبل الروس. وقد اشار ترامب مرارا بشأن الهجمات السيبرانية، على الأرجح  الى أنه مرتبط "بالكرملين"،لا أحد يعرف على وجه اليقين حقا". وقالت أربع وكالات استخبارات أميركية انها واثقة من ان حكومة بوتين كانت وراء الهجمات السيبرانية. وأراد الكرملين أن يقوض الثقة في العملية الديمقراطية للولايات المتحدة. ويرى ترامب انه ضغط على بوتين حول هذه القضية مرتين خلال القمة الاخيرة، على الرغم من انه قال في مؤتمر صحفي قبل يومين ان روسيا ربما لم تكن الجاني.

 وقد وقع ترامب أمس تشريعا يقضي بفرض عقوبات جديدة على روسيا ويحد من قدرته على خلق تنازلات "من اجل الوحدة الوطنية". وقال السكرتير الصحفي للبيت الابيض سارة هوكابي ساندرز للصحفيين "ان الرئيس يؤيد اتخاذ اجراءات صارمة لمعاقبة وردع السلوك السيىء للأنظمة المارقة فى ايران وكوريا الشمالية"، كما ارسل اشارة واضحة الى اننا لن نتسامح مع التدخل فى عمليتنا الديمقراطية من قبل روسيا ".

ووقع مشروع القانون بعيدا عن الكاميرات وأرسل بيان كشف عن اسفه. وقال ترامب انه على الرغم من بعض التغييرات، "لا يزال مشروع القانون معيبا بشكل خطير - خاصة لأنه يتعدى على سلطة السلطة التنفيذية للتفاوض". ووصف أجزاء منه بأنها "غير دستورية" وأشار إلى توترات جديدة مع الجمهوريين من خلال انتقاد فشلهم في إلغاء واستبدال "أوباماكير". وقال ترامب فى بيان صحفى مطول ان البيت الابيض ارسل الى جانب بيان توقيع رسمي انه "يوقع على مشروع القانون هذا من اجل الوحدة الوطنية".

ولم يتمكن الكونغرس حتى من التفاوض على مشروع قانون الرعاية الصحية بعد سبع سنوات من الحديث عنه. ومن خلال الحد من مرونة السلطة التنفيذية، فإن هذا القانون يجعل من الصعب على الولايات المتحدة أن تعقد صفقات جيدة للشعب الأميركي، وأن تقود الصين وروسيا وكوريا الشمالية بشكل أوثق. " وقال ترامب في البيان ان مشروع القانون سيثبت حكمة هذا الاختيار. وأضاف ان التشريع "يمثل ارادة الشعب الاميركي لرؤية روسيا تتخذ خطوات لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة. وأمل في " ان يكون هناك تعاون بين بلدينا حول القضايا العالمية الرئيسية حتى لا تكون هذه العقوبات ضرورية".

وفي رسالة وجهها إلى "الكونغرس" ردا على مشروع القانون، حدد ترامب الأحكام التي يعتبرها محاموه في نزاع مع السوابق القضائية للمحكمة العليا - ويؤكد خطته الخاصة لتنفيذ القانون كما يراه مناسبا. وقال الرئيس في نقطة واحدة - بلغة معينة إلى المشرعين الذين يعتبرون القانون أكثر بكثير من تفضيل: "سوف تقوم إدارتي بالنظر بعناية واحترام للأفضليات التي أعرب عنها الكونغرس في هذه الأحكام المختلفة". واضاف "إدارتي ... تتوقع من الكونغرس الامتناع عن استخدام هذا القانون المعيب لعرقلة عملنا المهم مع الحلفاء الأوروبيين لحل الصراع في أوكرانيا، ومن استخدامه لعرقلة جهودنا لمعالجة أي عواقب غير مقصودة قد يكون للشركات الأميركية ، أو أصدقائنا، أو حلفائنا ".

كما اشتكى الرئيس مما اشار اليه بانها "أحكام غير دستورية بشكل واضح" في التشريع الخاص بالصلاحيات الرئاسية لتشكيل السياسة الخارجية. وأقر مشروع قانون الكونغرس بهوامش ساحقة تكفي لتجاوز حق النقض الرئاسي. وكان ترامب يمكن أن يسمح لمشروع القانون أن يصبح قانونا دون توقيعه، لكنه قرر توقيعه. وكان البيت الابيض قد ضغط على خفض القيود المفروضة على مشروع القانون. وهي تحتوي على لغة تهدف إلى منع الرئيس من رفعها دون موافقة الكونغرس، وهي الأحكام التي صيغت وسط مخاوف من أن ترامب وسط مديحته المتكررة لبوتين والرغبة في تحسين العلاقات بين القوتين.

وأعلن تيلرسون للصحفيين انه يشاطر الرئيس الشكوك مع محاولته تحسين العلاقات مع روسيا. وقال "لا الرئيس ولا أنا سعيدين بذلك". ويقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي والكونغرس بمراقبة اتصالات حملة ترامب مع الروس خلال الانتخابات. ودعا ترامب خلال الحملة مرارا وتكرارا لتحسين العلاقات مع روسيا. وخلصت المخابرات الامريكية الى ان الحكومة الروسية تدعم حملة للتدخل فى الانتخابات الرئاسية. وعلى الرغم من الاتصالات مع بوتين، التي قطعها اجتماعان واحد في واحد في أوروبا، كافح ترامب من أجل تحقيق هدفه.

وقال بوتين في نهاية الاسبوع الماضي ان روسيا ستطرد اكثر من 700 دبلوماسي اميركي من روسيا انتقاما من تشريع العقوبات. وذكر تقرير اليوم ان ترامب تحدث مع بوتين على الهاتف قبل ان يضع القلم على الورق، بيد ان هوكابي ساندرز قالت للصحفيين ان ذلك غير صحيح.