البرنامج النووية والباليستية في كوريا الشمالية

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الصين الأربعاء، ومن المقرر خلال الزيارة أن يطلب ترامب من الرئيس الصيني، شي جين بينغ، تصعيد الضغط على كوريا الشمالية بسبب برامجها النووية والباليستية، لكن فيما يبدو بأحدث أزمات ترامب في الدبلوماسية الشخصية قد تنتهي بالإحباط، حيث أن الرجل الشيوعي القوي الذي يصفه ترامب بأنه صديقه إما أنه لا يستطيع، أو لا يريد، القيام بهذه المهمة.

وقال مسؤول كبير في الادارة الأميركية، إن ترامب يُخطط لدعوة القادة الصينيين لقطع صادرات النفط لكوريا الشمالية، على الأقل مؤقتا، وإغلاق الحسابات المصرفية الكورية الشمالية في الصين، وتسريح عشرات آلاف من العمال الكوريين الشماليين الذين يعملون في الصين.

بينما يتحرك شي تدريجيا في الإتجاه الذي يُطالب به ترامب، قال خبراء إنه من غير المرجح أن يُحدث ذلك تغييرًا جوهريًا في سلوك الصين الدينامكي مع كوريا الشمالية، وهي أحد أهم عملاء الدولة وحيث وُطدت العلاقات بينهما كثيرًا بشكل مطرد في عهد كيم جونغ أون.

ويقول يانغ شي، المفاوض الصيني السابق في وزارة الخارجية في كوريا الشمالية :"هناك اختلافات كبيرة في طريقة التفكير بين الولايات المتحدة والصين فيما يتعلق بكوريا الشمالية. ترامب يفكر في كوريا الشمالية بشكل مبسط جدا – وذلك إنه إذا قطعت الصين النفط عن كوريا الشمالية، سيتم حل القضية النووية."

وتعتبر زيارة ترامب  للصين  أشرس اختبار حتى الان، ولكنها تعتبر أيضًا مميز، ومغامرة، وذلك لأنه يريد تنمية العلاقات مع شي ويقدم له التنازلات، مثل تأخير خطوات عقابية  على التجارة، قد يقنع القادة الصينيين للتحرك ضد كوريا الشمالية بطريقة لم يقم بها أيا من أسلافه.

وخلال حديثه في كوريا الجنوبية في وقت سابق يوم الأربعاء، قدم ترامب طلب حماسي للصين ودول أخرى للعمل معًا لمواجهة كوريا الشمالية، والتى وصفها بأنها نظام شرير يجوع ويرهب شعبه، واعتبره تجربة فاشلة مأساوية في "مختبر التاريخ ".

وقال "انها مسؤوليتنا وواجبنا لمواجهة هذا الخطر معا لأنه قد طال انتظارنا، فكلما زاد ذلك كلما زاد الخطر ، وأًبح لدينا خيارات أقل"، وقال ترامب الذي حاول السفر إلى المنطقة المنزوعة من السلاح المحصنة بشدة بين الشمال والجنوب ولكنه اضطر إلى العودة: "بالنسبة إلى الدول التي تختار تجاهل هذا التهديد، أو الأسوأ من ذلك، لتمكينه، فإن هذه الأزمة عبئ على ضمائرهم".

يذكر أن الصين توفر الكثير من الطاقة لكوريا الشمالية. ويتدفق كل النفط الخام تقريبا الى خط انابيب يبلغ طوله 18 ميلا من مدينة داندونغ الساحلية تحت نهر يالو الى بلدة سينويجو بكوريا الشمالية.

وعرض ترامب لشي بطريقة غير معلوم بأن واشنطن ستوقف التحرك ضد الأعمال التجارية الصينية، على الرغم من انتقاد الرئيس الصارخ للممارسات التجارية الصينية، وفي بداية هذه الزيارة نفى مسؤولون في ادارة ترامب ان يكون الرئيس مستعدا لتقديم تنازلات حول التجارة على أمل الحصول على ما يريجه من الصين ضد كوريا الشمالية.

وقال بعض الخبراء الصينيين ان ترامب فشل فى فهم حدود النفوذ الصينى على كوريا الشمالية. على الرغم من أن الصين قاتلت إلى جانب كورياية الشمال ضد الولايات المتحدة في الحرب الكورية 1950-53 ولا تزال راعيها الاقتصادي الرئيسي.  ويصف بعض الصينيين العلاقة بأنها "تحالف وهمي".

وقد يكون تأثير الصين على كوريا الشمالية قد تآكل أكثر من جراء قرار شي الشهر الماضي لاستعادة العلاقات مع كوريا الجنوبية، وهي خطوة عمقت شكوك كوريا الشمالية، ومنذ اكثر من عام، شجعت الصين مقاطعة السلع الكورية الجنوبية وخفضت العلاقات احتجاجا على نشر نظام دفاع صاروخى أميركي الصنع. لكن الصين اعربت عن ارتياحها الشهر الماضي، حيث اتفقت الدول على إنهاء النزاع بالرغم من أن كوريا الجنوبية لا زالت متمسكة بالنظام الصاروخي.