احتفالات عيد الميلاد

حذّر كبار حاخامات القدس المحتلة، في خطاب مشترك لهم، من وضع أشجار عيد الميلاد المجيد والعام الجديد، في المؤسسات الرسمية والفنادق، بادعاء تعارض ذلك مع الشريعة اليهودية، واعتبار إقامة الشجرة "عبادة وثنية".

وأكدوا في الخطاب، أن منع الأشجار أمرًا "بديهيًا"، مشيرين إلى أنه من المناسب عدم إقامة حفلات العام الجديد، إذ تتزامن مع العام اليهودي، في شهر أيلول/سبتمبر أو تشرين الأول/أكتوبر، على الرغم من أن العديد من الإسرائيليين يعاودون الاحتفال بالعام اليهودي في 31 ديسمبر. وفي صدفة غير معهودة، تتزامن الليلة الأولى من عيد الأنوار اليهودي "حانوكا" مع عشية عيد الميلاد المجيد، وأعرب الزعماء الدينين اليهود عن غضبهم، من أن الرموز الدينية المسيحية ستُعرض مع الرموز الدينية اليهودية.

ولا يهدّد خطاب الحاخامات بتنفيذ عقوبات محددة على الفنادق، وفي حالة عدم الامتثال، تصبح الفنادق معرضة لخطر فقدان شهادات "كوشير"، أي الطعام الحلال عند اليهود.  وتعدّ الحاخامية الأرثوذكسية الإسرائيلية هي الجهة الوحيدة المنوط بها إصدار شهادات "كويشر"، ووضع لوائح كيفية إعداد الطعام حسب ما يتوافق مع الشريعة اليهودية. ويُفرض على الفنادق عقوبات معينة في حالة السماح لموظفيها اليهود، التعامل مع المال في يوم السبت، أو مغادرة الغرف المفتوحة المخصصة لغسيل الملابس.

وقرّرت الحاخامية إلغاء شرط الاحتياجات غير الغذائية، من عملية صنع القرار فيما يتعلق بإصدار شهادات "كوشير"، وجاء هذا القرار ردًا على التماس جمعية "هيدوش" الخيرية الإسرائيلية، والتي تناضل من أجل الحرية الدينية.  وردت وزارة السياحة الإسرائيلية على فتوى الحاخامات، في بيان، قائلة "إن الفنادق لها حرية إقامة أشجار عيد الميلاد المجيد، والعام الميلادي الجديد، وحرية الاستعداد لأي عطلة أخرى، وحتى في البلاد غير المسيحية، بما في ذلك دول الخليج، تسمح الفنادق بإقامة أشجار عيد الميلاد المجيد".

ودعا حاخام الكنيس القائم في معهد الهندسة التطبيقية "التخنيون" في حيفا، إلعاد دوكوب، الطلاب اليهود إلى الامتناع عن دخول اتحاد الطلاب في المعهد، وتناول الطعام هناك بسبب إقامة الشجرة. وقال إن "شجرة الميلاد هي رمز ديني، ليس مسيحيًا وإنما أكثر إشكالية – وثني". وأشار إلى أن "الشريعة تشرح بأنه في كل حالة يمكن خلالها الالتفاف، وعدم المرور في المكان الذي تجري فيه عبادة الأوثان، يجب عمل ذلك، ولذلك يجب عدم الدخول إلى بيت الطلاب في كل حالة يمكن فيها تجاوزه". ورفض الحاخام إقامة وضع الشمعدان بجانب شجرة الميلاد داخل التخنيون، "لأن الشمعدان سيقف إلى جانب شيء يتعارض بشكل مطلق مع كل صراع الحشمونائيم".