غضب نرويجي بسبب المخاوف من حصول بريطانيا

أكد نواب نرويجيون للاتحاد الأوروبي أنه يجب ألا يُسمح لبريطانيا الحصول على اتفاق أفضل بشأن الخروج من الشراكة التي تجمعها مع الكتلة، كما زعم حليف مقرب من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وقال إلمر بروك، عضو البرلمان الأوروبي البارز، إن النواب النرويجيين حذّروه من أن بروكسل يجب ألا "تعامل المملكة المتحدة بنفس المعاملة أو أفضل منها" إذا لم تفي بنفس الالتزامات، مثل إتباع قواعد الاتحاد الأوروبي، مضيفا "في اجتماع مع وفد من البرلمان النرويجي، ذكروني بأننا يجب أن لا نعطي بريطانيا نفس المزايا التي تُعطى للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي"، موضحا "تدفع النرويج ثمن سياسات التماسك في الاتحاد الأوروبي، وسويسرا تقوم بذلك أيضا، لقد قالوا لنا هذا ورئيس الوزراء النرويجي قال ذلك قبل بضعة أسابيع حذرونا وقالوا، لا تمنحوا نفس الامتيازات، نفس المعاملة أو حتى أفضل منها، لأننا نفي بالالتزامات، لذلك هناك حدود يجب أن نضعها".
 
والنرويج ليست دولة عضو في الاتحاد الأوروبي ولكنها تدفع ملايين الدولارات للموازنة الأوروبية كل عام وتتبع لوائح الاتحاد الأوروبي، دون أن يكون لها رأي في صياغتها، في مقابل الوصول إلى السوق، ونفى ناطق رسمي باسم الحكومة النرويجية بشدة الاقتراح الداعي إلى معارضة صفقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والتي تفوق ترتيبات النرويج، وقال "لقد نكرنا ذلك مرارًا، على العكس من مصلحة النرويج المباشرة أن ينجح الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في التفاوض على انسحاب بريطاني منظم من الاتحاد الأوروبي وإطار لعلاقاتهما المستقبلية"، وأضاف أن وجهات نظر النواب النرويجيين، كما تم التعبير عنها في الاجتماع مع السيد بروك، لا تعكس سياسة الحكومة.
 
ويأتي ذلك بعد أن ذكرت صحيفة "غارديان" أن المسؤولين النرويجيين قد حذّروا الاتحاد الأوروبي مرارًا من تقديم عرض سخي جدا لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وفي وقت سابق من هذا العام قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي للصحيفة إن النرويج تتابع عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "عن كثب" للتأكد من "أننالا نمنح المملكة المتحدة صفقة أكثر تفضيلا".
 
وتعد النرويج جزء من المنطقة الاقتصادية الأوروبية (EEA) وتدفع أكثر في الموازنة الأوروبية للفرد الواحد من المملكة المتحدة، بينما يناضل رافضي الاتحاد الأوروبي في النرويج من أجل ترك المنطقة الاقتصادية الأوروبية وبدلا من ذلك يُبرم اتفاق تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي، ويقود ذلك حزب الوسط، الذي ضاعف من أصواته في انتخابات العام الماضي، وأدى هذا إلى إثارة القلق في أوسلو من أن الحكومة النرويجية قد تضطر إلى إعادة التفاوض بشأن علاقتها مع الاتحاد الأوروبي.
 
ومن المحتمل أن تترك المنطقة الاقتصادية الأوروبية، إذا تمكّنت المملكة المتحدة من تأمين ترتيب متفوق، كما شكا السيد بروك، وهو من الأوروبيين الصريحين الذي وصف إستراتيجية بريطانيا الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنها "غير واقعية"، بأن المملكة المتحدة تسعى للحصول على جميع مزايا عضوية الاتحاد الأوروبي دون تحمل أي تكاليف، قائلًا "إذا لم تكن في النادي، فعليك دفع رسم أخضر عندما تريد اللعب في الدورة، لا يمكن لبريطانيا الحصول امتيازات مماثلة لدولة تبقى وتفي بالتزاماتها، بما في ذلك دفع الأموال في موازنة الاتحاد الأوروبي، وإذا لم يساهم شخص ما في ذلك، فلا يمكنه امتلاك المزايا نفسها."