روسيا تطلق "الشيطان 2" من قاعدة ياسني وتؤكد إمكانية وصوله إلى بريطانيا في 13 دقيقة

أطلقت روسيا الصاروخ الجديد "أوبجيكت 4202"، الأسرع من الصوت، من قاعدة ياسني العسكرية الروسية، إلى شبه جزيرة كامتشاتكا، والتي تقع في منطقة نائية في الشرق، وهي التجربة التي وصفها المسؤولون الروس بأنها ناجحة، مؤكدين إمكانية وصول الصاروخ إلى بريطانيا في 13 دقيقة فقط.

ويبدو الصاروخ الروسي الجديد غير مرئي، بالنسبة لأنظمة الدفاع الصاروخية الأميركية، وأن سرعته الفائقة، ربما تجعل من مهمة اعتراضه بالأمر المستحيل. وأعربت شركة الأسلحة الروسية التكتيكية عن سعادتها بالسلاح الجديد، والذي يعدّ طفرة كبيرة في النظام الدفاعي الروسي. ويمكنه الوصول إلى الشاطئ الغربي للولايات المتحدة في غضون 12 دقيقة.

ويأتي الصاروخ الجديد ليتربع على قمة ترسانة الصواريخ النووية الروسية، ويطلق عليه من قبّل حلف شمال الأطلسي "الناتو" اسم "الشيطان 2". وكان الصاروخ الروسي "أر إس 28"، والذي تم الكشف عنه من قبّل السلطات الروسية في الشهر الماضي، يمتلك السرعة القصوى، التي بلغت حوالي سبعة كيلومترات في الثانية الواحدة، وأنه تم تصميمه بحيث يمكنه تفادي أنظمة الدفاع الصاروخية، التي نشرتها الولايات المتحدة بالقرب من روسيا.

ويستطيع الصاروخ الجديد حمل رؤوس حربية يصل وزنها إلى 40 ميغا طن، وتبلغ قوتها أكثر من 2000 مرة أكثر من القنبلة التي تم إلقائها على هيروشيما، إبان الحرب العالمية الثانية، وذلك في عام 1945. وأضافت الصحيفة البريطانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يخطط لكي تحل صواريخ "أر اس 28" محل الصواريخ القديمة "اس اس 18". وتطوير ترسانة الأسلحة الروسية في المرحلة الراهنة يأتي بالتزامن مع زيادة الخلافات بين روسيا والغرب بصورة كبيرة، حول العديد من القضايا، وأهمها الصراع السوري.

ويصل المدى الذي يمكن أن يقطعه الصاروخ الجديد، إلى حوالي 10 ألاف كيلو متر، مما يسمح له بالهجوم على العاصمة البريطانية لندن، والمدن الأوروبية الأخرى، ويمكنه كذلك الوصول إلى المدن الأميركية المتواجدة على السواحل الغربية والشرقية.

وأكد المحلل العسكري الروسي إيجور سوتياغين أن الصاروخ الروس "إس إس 18" يتجاوز عمره الأن 30 عامًا، وبالتالي فقد أصبح جزءًا من الماضي. وأضاف أن مسألة تطوير النظم الصاروخية لا ترتبط بتوتر العلاقات مع الغرب، موضحًا أنه إذا كانت لديك علاقات طيبة للغاية مع كافة العواصم الغربية، والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، فلابد من تحديث المنظومة الدفاعية التي تمتلكها. وأضاف "ولكن بالطبع ربما يحق للرئيس الروسي أن يشعر بالسعادة من جراء تصوير التحرك الروسي باعتباره عدوانيًا تجاه الغرب، لأنه من المهم بالنسبة له أن يفشل خصومه في التنبؤ بما سيقوم به في الخطوة المقبلة".

وأوضح الخبير الروسي أن الحكومة الروسية لم تلجأ لتطوير صاروخ "إس إس 18"، لأنه تم تصنيعه في عام 1988، في ظل وجود الاتحاد السوفيتي، وتم تصنيعه في أحد المقاطعات الأوكرانية، وبالتالي فلا يمكن للروس الاعتماد على المهندسين الأوكرانيين لتطوير سلاحهم القديم. وأضاف أن أهم ما يميز الصاروخ الجديد ليس فقط سرعته الفائقة، والتي تجعل مسألة اعتراضه شبه مستحيلة، ولكن أيضًا يمكنه تغيير المسار الذي يمكن التنبؤ به بسرعة فائقة، وهو الأمر الذي يمنحه قدرة دائمة على المناورة، وبالتالي يصعب استهدافه من قبّل نظام دفاعي مهما بلغت كفاءته.

وتخطط وزارة الدفاع الروسية، لوضع الصاروخ لكي يكون جاهزًا للعمل في عام 2018، بينما ستتخلى عن صاروخ "إس إس 18" بحلول عام 2020. وكانت التوترات بين روسيا والغرب بلغت ذروتها بعد تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، التي اتهمت فيها الحكومة الروسية برئاسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتقويض الجهود الغربية لحل الأزمة السورية.

وكانت الحكومة الروسية أعربت عن ترحيبها البالغ بانتخاب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، مؤكدة أنهما سيلتقيان قريبًا لمناقشة عدة قضايا حيوية، أهمها الأزمة السورية، وكذلك الأزمة الأوكرانية، إضافة إلى تنسيق الجهود في الحرب الحالية ضد تنظيم "داعش".

وأثار موقف ترامب الهادئ من الرئيس الروسي بوتين، قلقًا بالغًا في الغرب، وأن هناك تخوفًا بالغًا من احتمالات انسحاب الولايات المتحدة من خط المواجهة أمام روسيا أو اتجاهها نحو تخفيف العقوبات المفروضة على الكرملين، وهو الأمر الذي يدفع الروس إلى الاعتداء على جيرانهم، مثلما حدث إبان الأزمة الأوكرانية عندما قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم.