مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في القدس

اقتحم مستوطنون، المسجد الأقصى في القدس، تحت حراسة إسرائيلية مشددة، مستغلين الاحتفالات في الذكرى السبعين "لإقامة إسرائيل".

وتعمد المستوطنون اقتحام المسجد بلباس ديني، وهتفوا "شعب إسرائيل حي".
وجاءت هذه الاقتحامات، تلبية لدعوة "منظمات الهيكل" للمشاركة الواسعة في اقتحامات الأقصى، بمناسبة ما يُسمى "استقلال إسرائيل".

وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في الأوقاف الإسلامية فراس الدبس، إن 203 مستوطنين و4 من شرطة الاحتلال اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح في مجموعات، ونظموا جولات استفزازية في أنحاء متفرقة من باحاته.

وأوضح أن شرطة الاحتلال انتشرت منذ الصباح في باحات الأقصى ومحيطه، واحتجزت هويات المصلين الشخصية عند الأبواب وقبيل دخولهم إلى المسجد.

وجاءت الهتافات داخل الأقصى بعد يوم من قرار محكمة إسرائيلية جواز أن يهتف المستوطنون الإسرائيليون داخل المسجد الأقصى بعبارات "شعب إسرائيل حي"، لأنها، بحسب القاضي الإسرائيلي، عبارة قومية وليست دينية، ولا يمكن تفسيرها كصلاة.

وأصدرت محكمة الصلح في القدس القرار ضمن قضية المستوطن المتطرف إيتمار بن غفير، الذي رفع قضية ضد الشرطة الإسرائيلية بعد أن أخرجته من داخل ساحات المسجد في سبتمبر (أيلول) 2015، بعدما كان يهتف بهذه العبارة.

وكان بن غفير يقوم بجولة استفزازية في المسجد، أدت إلى توتر كبير، آنذاك، مع مصلين مسلمين بعد هتافاته، فأوقفته الشرطة وأخرجته.

وقال بن غفير لقناة "حداشوت" الإخبارية، إن انتصاره في المحكمة هو "هدية لشعب إسرائيل عشية يوم استقلال إسرائيل السبعين".

وأضاف أنه يأمل أن تكون "التطورات المقبلة سماح المحاكم لليهود بالصلاة في الموقع".
وتابع "أعتقد أنه آن الأوان لقرار المحاكم تمكين اليهود من الصلاة في جبل الهيكل، تمامًا كما يُسمح للمسلمين بالصلاة في الموقع"، مضيفًا "لا يمكن أن يكون هناك تمييز خاطئ في أهم موقع لشعب إسرائيل" على حد قوله.

ويخالف ما يطرحه المستوطن المتطرف اتفاقًا قائماً بين إسرائيل والمملكة الأردنية، بصفتها راعية المقدسات الإسلامية، وينص على منع أي يهود ينوون زيارة المسجد الأقصى بالقيام بأي صلوات أو طقوس دينية أو مستفزة.

ويُعرف هذا الاتفاق بـ"الوضع القائم"، منذ أن احتلت إسرائيل الشق الشرقي في مدينة القدس عام 1967.

وفجّر المسجد الأقصى مواجهات عدة , واسعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأطلق في عام 2000 شرارة الانتفاضة الثانية التي حملت اسمه، واستمرت لسنوات بعد إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون، الذي كان زعيم المعارضة آنذاك، على زيارة المسجد.

وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اقتحامات المسجد والدعوات التي أطلقتها منظمات يمينية يهودية متطرفة لما سمته بـ"الاحتفال بعيد استقلال إسرائيل"، في باحات المسجد الأقصى. كما دانت أيضاً، قرار محكمة الصلح الإسرائيلية السماح لليهود بالهتاف: "شعب إسرائيل حي"، في المسجد الأقصى "في سابقة خطيرة تتيح للمقتحمين اليهود إطلاق الهتافات الاستفزازية داخل باحاته، وتعكير الصلاة والتعبد على جموع المصلين المسلمين".

وقالت الخارجية إن ذلك يأتي "في إطار المحاولات الرامية إلى تكريس عمليات الاقتحام نفسها وكأنها أمر واقع ومُسلَّم به، على طريق تعميق تقسيم المسجد الأقصى المبارك وباحاته زمانياً، ريثما يتم تقسيمه مكانياً".

وحذَّرَت الخارجية في بيان لها "من تداعيات التعامل مع اقتحامات المستوطنين المتصاعدة للمسجد الأقصى وباحاته كأمر اعتيادي بات مألوفًا وروتينيًا. وقالت إنها تعتبر قرار محكمة الصلح الإسرائيلية "تأكيدًا جديدًا على أن القضاء في إسرائيل جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال وانتهاكاته وجرائمه".