وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي

أكد وزير الخارجية الفلسطيني د رياض المالكي أن دولا تدخلت كي لا يتضمن البيان المشترك الصادر عن مؤتمر باريس يوم أمس مواقف محددة بشأن عملية السلام لا سيما بما يتعلق بالسقف الزمني وفرق المتابعة والاستيطان.

وأشار المالكي في هذا الصدد لصحيفة الأيام المحلية الصادرة اليوم السبت إلى خلو البيان الختامي لإجتماع باريس من جداول زمنية لاستكمال المفاوضات ولتنفيذ الإتفاق وعن تشكيل فرق لمتابعة المفاوضات حال إستئنافها ، فضلا عن عدم إشارة البيان إلى  خطر النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وتأثيرها على مجمل حل الدولتين  والدعوة لوقفها بشكل كاملن ومع ذلك، فقد حيّا الجهود التي قامت بها فرنسا على مدى الإشهر الماضية والمرتقب أن تقوم بها في الأسابيع والأشهر المقبلة متوقعا أن تتلقى السلطة الفلسطينية إتصالا فرنسيا لتوضيح ما جرى في اللقاء وقال: نحن نحيي الجهد الفرنسي ولا نلقي باللوم على فرنسا.

وكانت مصادر إسرائيلية قالت: أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجرى ليل الخميس إتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري وطلب منه التدخل لكي لا يخرج بيان باريس بمواقف شديدة من إسرائيل. وفي هذا الصدد، فقد استغرب المالكي ان البيان الختامي المشترك للقاء باريس حاول أن يساوي ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين في المسؤولية عن الأعمال على الارض التي تؤثر على حل الدولتين، وقال: من المستغرب والمستهجن جدا أن البيان لم يتحدث عن النشاطات الإستيطانية الإسرائيلية وتأثيرها المدمر على حل الدولتين وفرص تطبيق هذا الحل، كما لفت إلى أن البيان تحدث عن المفاوضات المباشرة وقال : يعلم كل الحاضرين في اللقاء تفاصيل المفاوضات التي جرت على مدى السنوات الماضية والتي عرقلتها إسرائيل وهو ما بات يستدعي تدخلا دوليا من أجل ضمان إنجاح هذه المفاوضات.

وقال المالكي:  كنا قد طلبنا أن يتضمن البيان سقفا زمنيا محددا لإستكمال المفاوضات وسقفا زمنيا لتطبيق الإتفاق حال التوصل اليه وأن تكون هناك فرق لمواكبة المفاوضات ومتابعتها وإنما اكتفى بالاشارة إلى أن باب الإنضمام إلى هكذا فرق مفتوح ومرحب به من قبل الدول الراغبة وأن فرنسا ستنسق هذا الجهد، وأضاف: البيان تحدث عن اللجنة الرباعية وكأن لا أحد يعلم أن هذه اللجنة لم تقدم أي مساهمة ملموسة في العملية منذ تشكيلها"لافتا أيضا الى محاولة عكس مبادرة السلام العربية من خلال الحديث عن السلام والأمن الإقليمي. ولفت إلى انه " سنتواصل مع فرنسا في الأيام القادمة ونتوقع إتصالا من قبل فرنسا من أجل توضيح ما جرى " وقال: هناك الكثير من الأمور التي من الممكن أن تقوم بها فرنسا حتى إنعقاد المؤتمر الدولي الذي نص البيان على عقده قبل نهاية العام .

وكشف عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الدكتور أحمد مجدلاني إنه رغم انخفاض سقف التوقعات المرجوة من مؤتمر باريس الذي عقد بفعل الضغط الامريكي، الا ان اهمية المؤتمر تكمن في الإشارة خلال البيان الختامي إلى استعداد فرنسا لتولي التنسيق والمتابعة لدعوة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لمفاوضات بسقف زمني لعامين برعاية دولية.

 وأوضح مجدلاني في تصريحات لاذاعة "رايــة"، أن الفرنسيين عادوا واكدوا للرئيس محمود عباس مؤخراً أن بلادهم ستعترف بالدولة الفلسطينية في نهاية المطاف في حال فشلت جهودها لتحريك عملية السلام. وكان وزراء خارجية الدول المشاركة في مؤتمر باريس للسلام أكدوا في بيانهم الختامي، امس، ان حل الدولتين وحده كفيل باحلال السلام بين الجانبين الفلسطيني الاسرائيلي شرط ان يتم التوصل اليه عبر التفاوض، معربين في البيان الختامي عن قلقهم من "العنف" واستمرار الاستيطان، الأمر الذي يمس بفرص تطبيق حل الدولتين. واعتبر مراقبون أن لهجة البيان بدت مخففة دون اي دعوة صريحة لوقف الإستيطان أو أي الزام بتحديد سقف زمني للمفاوضات، وذلك اثر جهود دبلوماسية اسرائيلية واميركية، هذا وأفاد موقع "واللا" الاخباري بأن البيان الختامي لقمة السلام في باريس أثار رضىً عامًا في إسرائيل. وبحسب مسؤول سياسي، أوضح نتنياهو في محادثة أجريت بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو أنه كان يُفضل أن تشجع فرنسا وشركاءها أبا مازن بالاستجابة للمبادرة والعودة للمفاوضات المباشرة بشكل فوري. وأضاف المسؤول أن نتنياهو كرر خلال المحادثة مواقف إسرائيل التي تؤكد على أن أي بديل للمفاوضات بلا شروط مسبقة فقط سيبعدنا عن عملية السلام، مشيرًا إلى أن مبادرة مؤتمر السلام قد تضر بالجهود الإقليمية التي يمكن ان تعمل على إحلال السلام بين الشعبين، حتى انه رفض إقامة جماعات عمل تناقش المصالح الايجابية لإسرائيل، من بينها أمنها. هذا وحلل مسؤولون في اسرائيل البيان الختامي، والذي يحتوي على رسائل مقتضبة جدًا من قبل المؤتمر، كنتيجة ايجابية للضغط الذي شددته اسرائيل حول الأمر. يشار إلى أنه جاء في ختام المؤتمر أن "المفاوضات حول حل الدولتين هي الطريق الوحيد للتوصل لسلام بين الطرفين من أجل ان يعيشا جنبًا إلى جنب بسلام وأمن. نحن نحذر أن العمليات البرية، وأعمال العنف ونشاطات الاستيطان على وجه الخصوص، تضر بشكل خطير بفرص حل الدولتين"