المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر

أجرى المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، اليوم السبت في نيويورك، العديد من اللقاءات لبحث آخر التطورات على الساحة الليبية.

وبحث كوبلر مع نائب أمين عام الأمم المتحدة جان إلياسون، وعدد من المسؤولين في المنظمة الدولية، سبل مساعدة ليبيا للخروج من الوضع الراهن ومساعدة حكومة الوفاق الوطني.

كما التقى كوبلر مندوب ليبيا في الأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي والمبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، وبحث اللقاء السبل الكفيلة بدعم الجهود الدولية لحل الأزمة في ليبيا والعمل على استقرار الوضع في ليبيا.

وقال كوبلر في تصريحات له إنه استمع خلال اللقاءات إلى أفكار مهمة ونصائح قيمة، مشيرا إلى رغبة الجميع في دعم الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة في ليبيا.

وقالت مصادر دبلوماسية في مجلس الأمن الدولي، إن المؤسسة التابعة للأمم المتحدة تسعى إلى الحصول على ضمانات من حكومة الوفاق الوطني الليبية بأن أي أسلحة جديدة لن تقع في الأيدي الخطأ، قبل أن يوافق رفع حظر التسليح عن ليبيا.

واشار دبلوماسي كبير في مجلس الأمن الجمعة، إلى أن على الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة أن تقدم المزيد لدعم طلبها لدى اللجنة. وقال الدبلوماسي لـ"فرانس برس"، طالبا عدم كشف هويته، إن "حكومة الوفاق تحتاج إلى توفير ضمانة عند تقديم طلبات إلى لجنة العقوبات في الأمم المتحدة، بأنه ليس هناك خطرا من أن تتحول صادرات الأسلحة إلى جماعات إرهابية".

وأضاف أن "الأمر سيستغرق وقتا لتضع حكومة الوفاق الوطني التدابير اللازمة مثل تأمين أماكن التخزين، لذا فإن الطلب قد يستغرق بعض الوقت للموافقة عليه".كما أشار دبلوماسي آخر إلى مخاوف بشأن مجموعات مسلحة داعمة لحكومة السراج حاليا، وقال إن هناك حاجة إلى توضيح ما الجهات التي ستتلقى الأسلحة.

وفي واشنطن، رأى الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن القبلية التي تسود الأجواء في ليبيا هي وراء حالة الفوضى التي وصلت إليها اليوم . وأشاد أوباما في حفل تخريج دفعة جديدة من الطيارين في ولاية كولورادو، بمشاركة القوات الجوية الأميركية في الحملة ضد النظام الليبي السابق، مضيفا أنهم لم يخططوا لما بعد ذلك، حيث قادت القبلية العميقة للحال الذي وصلت إليه ليبيا اليوم.

وفي طرابلس، أعلن المركز الإعلامي لقوات عملية "البنيان المرصوص" أن قوات العملية سيطرت، اليوم السبت على قاعدة القرضابية الجوية في منطقة أبوهادي (20 كيلومتر) جنوب سرت. وكانت قوات "البنيان المرصوص قد سيطرت على محمية “العثعث” القريبة من قاعدة القرضابية"، وقالت إنها بسطت سيطرتها على المحمية وبدأت عمليات تمشيط واسعة لملاحقة عناصر تنظيم “داعش” في المنطقة.

وكان مصدر عسكري تابع لعملية البنيان المرصوص، أكد أن قواتهم سيطرت، أمس، على منطقة الغربيات غرب مدينة سرت بعد تقدمهم من المحور الجنوبي الغربي، مشيرا إلى أن قواتهم اشتبكت مع عناصر من تنظيم “داعش” لعدة ساعات سقط خلالها ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى.

من جهة ثانية، صنف الجيش الليبي التابع لـ"الحكومة المؤقتة" في طبرق، شرقي البلاد، اليوم السبت، جهازين عسكريين كانا يتبعان لسلطات حكومته، على أنهما "مليشيات مسلحة غير شرعية"، وذلك بعد انضمامهما الى وزارة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني.

وقالت القيادة العامة للجيش الليبي (التابع للحكومة المؤقتة)، في بيان مصور نشرته عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، وتلاه مدير مكتب الإعلام في الجيش، خليفة العبيدي، "لن نسمح بتواجد أي وزارة أو جسم يتبع لحكومة الوفاق بممارسة نشاطاتها من مدينة بنغازي، ما لم تحصل الحكومة (التوافق) على موافقة من مجلس النواب".

وأضاف "العبيدي" في البيان، أن "قيادة الجيش صنفت جهاز الإسناد الأمني (كان تابعا للجيش)، وجهاز قوة المهام الخاصة (يتبع لوزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة)، ميليشيات مسلحة غير شرعية".

ويأتي القرار بعد ظهور صلاح بولغيب، آمر جهاز "الإسناد الأمني"، و فرج قعيم، آمر جهاز "المهام الخاصة ومكافحة الإرهاب"، في مؤتمر صحفي قبل يومين في مدينة بنغازي، شرقي البلاد، عقده العقيد المهدي البرغثي، المفوض بمهام وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني، وهو ما اعتبرته قيادة الجيش في طبرق، "خروجا عن سيطرتها ومخالفة لها".

وجهازا "مكافحة الإرهاب"، و"الإسناد الأمني"، يقاتلان إلى جانب الجيش الليبي، الذي يقوده الفريق خليفة حفتر في مدينة بنغازي، ضد تنظيمي "داعش"، و"أنصار الشريعة"، و"كتائب الثوار".

والعقيد المهدي البرغثي، كان قائدا للكتيبة (204) دبابات التابعة للجيش الليبي في طبرق، ووصل العاصمة طرابلس، الخميس قبل الماضي، لاستلام مهام وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني.

من جهة ثانية، أقفل تنظيم داعش الإرهابي جميع اشتراكات الاتصالات الدولية والإنترنت ببلدة هراوة منذ صباح اليوم السبت. وقال مصدر من قبيلة أولاد سليمان بالبلدة إن عناصر ما يسمّى بـ"الشرطة الإسلامية" الحسبة توعدوا الأهالي بعدم فتح اشتراكات الاتصالات نهائيًا. وأضاف المصدر أن «داعش» أقام بوابات تفتيش بهراوة وغربها ووسط سرت.

وأكد مصدر محلي أن "داعش" سرت أخلى سبيل جميع السجناء، مقابل فرض الجزية على عدد منهم، حيث أطلق سراح أكثر من 65 سجينًا .