مربية الأطفال الروسية التي قطعت رأس طفلة معاقة

رفض القضاء الروسي إدانة مربية الأطفال الروسية التي قطعت رأس طفلة معاقة لا يتجاوز عمرها أربع سنوات، وطافت بها في الشوارع وهي تهتف "الله أكبر"، حسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وأوضحت الصحيفة أن المحكمة الروسية التي نظرت القضية اكتفت باحالة المتهمة إلى مستشفى الأمراض العقلية، حيث قرر القاضي إطلاق سراحها من الملاحقة الجنائية، في حين اتخذ قرار الإحالة لإخضاعها للتدابير الطبية الإجبارية.

وكانت المربية الروسية غيولشيرا بوبوكيولوفا قد اعترفت بقتل الطفلة الروسية المعاقة أناستاسيا ميشيرياكوفا، انتقامًا من سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يسفك دماء المسلمين في سورية، وقطعت المربية رأس الطفلة وخرجت في أنحاء مدينة موسكو تلوح برأسها المقطوع، بينما كانت تهتف "الله أكبر"، مهددة بتفجير نفسها.

تقول "ديلي ميل" إن الخطوة التي اتخذتها المحكمة الروسية تعني أن المربية لن تواجه أية عقوبات جنائية، موضحة أنها طلبت والدة الطفلة بالصفح عنها أثناء وجودها في جلسة المحاكمة، حيث قالت لها "سامحيني كاتيا... أنا أعاني من مرض خطير."

وأضافت الصحيفة البريطانية البارزة أن المربية الروسية قد يتم إطلاق سراحها في المستقبل القريب، إذا ما أوصى بذلك الأطباء الذين يقومون بمتابعة حالتها في المستشفى التي تتابع حالتها. وأعلنت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن اعتراف مربية الأطفال، التي قتلت الطفلة الروسية الذي لا يتعدى عمرها أربعة أعوام، تمت إزالته من الأدلة التي قدمت خلال المحاكمة التي عقدت في العاصمة الروسية موسكو. وكانت التصريحات المسربة حول عملية القتل، والتي اعترفت خلالها جليسة الأطفال بالعملية، تقدم دليلًا قاطعًا أن الجريمة جاءت لتحقيق أهداف سياسية.

وأدعت المربية بأن قتلها للطفلة المعاقة، جاء تنفيذًا لأمر من قبل الله، وهي ممسكة بالرأس المقطوعة قائلة "أنا إرهابية". وعندما بدأت إجراءات المحاكمة، هذا الأسبوع، قال المحامي أليكساندر جوفيردوفيسكي، أن المدعين لم يقدموا أي دليل يثبت أن الجانية ارتكبت فعلتها تحت تأثير الإسلام الراديكالي، أو عضويتها في أي من المنظمات الإرهابية. وأضاف، في تصريحات صحافية، أنه لا توجد لديه معلومات حول هذا الأمر، ويرى أن السبب ربما يكمن في إصابتها بحالة اضطراب نفسي مزمن، موضحًا أنها يمكن أن تكون مصابة بمرض الانفصام في الشخصية.

وأضافت المربية الروسية أنها استمعت لصوت الله مطالبًا إياها بتنفيذ فعلتها بحق الطفلة المعاقة، وذلك قبل شهر من الواقعة، موضحة أنه "كان صوتًا ذكوريًا الذي طالبها بقتل الطفلة."

وكانت محققة الشرطة قد أظهرت، في شهادتها الأولية، أن الحادث يحمل أهدافًا سياسية، وأكدت المتهمة أنها قامت بفعلتها انتقامًا لدماء المسلمين التي سفكها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سورية. وعن ارتكابها للجريمة، قالت الجانية أنها رأت عبر مقاطع الفيديو التي كان ينشرها تنظيم "داعش" كيف كانت الميليشيات المسلحة تقطع الرؤوس، موضحة أنها فعلت كما كانوا يفعلون. 

وأضافت أن صوتًا كان يوسوس لها يطلب منها قتل الفتاة، واستجابت له في النهاية. وقالت "نعم لقد قتلت الفتاة... ولكني لا أحتاج إلى علاج."

أما لجنة التحقيق الروسية، والتي تعادل مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة، فقد أعلنت أنها أخبرت المحكمة الروسية أنه لا يوجد دليل إطلاقًا على أن السيدة التي ارتكبت الجريمة، بناء على طلب من أي جماعة إرهابية، بينما نجلها المراهق أكد في شهادته أمام المحكمة أن والدته أصبحت تميل نحو التطرف منذ لقائها بزوجها، موضحًا أنها أخبرته بنيتها في الذهاب للالتحاق بصفوف تنظيم "داعش". وأضاف أنها أكدت له أنها تريد الذهاب أولًا أداء فريضة الحج، بحيث تنتقل من هناك مباشرة إلى الأراضي السورية، من أجل الالتحاق بالميليشيات المتطرفة.

وقالت المحكمة الروسية في حكمها إن المربية كانت تعاني من مشاكل نفسية خطيرة، وبالتالي لم تكن مسؤولة عن تصرفاتها، حيث أكدت أن هناك احتمالات حول اصابتها باضطراب نفسي مزمن، وبالتالي يجب أن تخضع للتدابير الطبية اللازمة