فلسطينيون يصلون خارج المسجد الاقصى

دخلت الإدارة الأميركية على خط الأزمة بين الفلسطينيين وإسرائيل في شأن الإجراءات الأمنية التي فُرضت على مداخل الحرم القدسي الشريف بعد هجوم الأقصى الجمعة، فحضت الأطراف على ضبط النفس، في وقت أثارت قراءة "الفاتحة" على أرواح شهداء عملية الأقصى خلال اجتماع لمجلس النواب الأردني الأحد الماضي، عاصفة ديبلوماسية بين عمان وتل أبيب.

ولم يطرأ جديد أمس على الوضع المستعصي أمام الحرم، فواصل الفلسطينيون مقاطعة البوابات الإلكترونية، واعتصموا أمام باب الأسباط حيث حصلت اشتباكات واسعة مع قوات الاحتلال أسفرت عن إصابات، ما دفع الحكومة الفلسطينية الى المطالبة بحماية دولية للمقدسيين وبدعم صمودهم. في المقابل، عبّرت مجموعات من المتدينين اليهود على مواقع التواصل الاجتماعي عن عبارات الابتهاج بعدم دخول المسلمين الحرم، ومنها "حررنا جبل الهيكل من المسلمين... هذه لحظة تاريخية". وطالب مجلس الوزراء الفلسطيني بحماية دولية للمقدسيين، وأعلن في بيان عقب اجتماعه الأسبوعي في رام الله أمس أنه يعكف على إعداد خطة طوارئ تُموّل عربياً وإسلامياً، وتغطي حاجات القدس الشرقية المحتلة وتساعد أهلها على الصمود.

وقال مسؤول أميركي لـ "الحياة": إن "الإدارة الأميركية تحض الأطراف كافة على ضبط النفس وخفض التوتر، وترحب بالتزام الأطراف كافة التفاهمات الخاصة بالأقصى، ونحض على استكمال الجهود لضمان أمن الحرم القدسي وسلامته".

وأكد المفتي العام للمملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن إغلاق الأقصى والتعدّي على المصلين يعدّان انتهاكاً لحرمة المسجد واستفزازاً لمشاعر المسلمين. وزاد أن هذه الجرائم المتكرّرة تُوجب على المسلمين تنسيق مواقفهم لمنع قوة الاحتلال من العدوان على الأقصى.

وفي الأردن، لمحت مصادر سياسية لـ"الحياة" الى أن وقوف رئيس الحكومة وأعضائها وأعضاء مجلس النواب تحت قبة البرلمان وقراءة "الفاتحة" على أرواح شهداء عملية الأقصى، تسببا بأزمة ديبلوماسية بين عمان وتل أبيب. وكان رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة استهل جلسة الأحد الماضي بتلاوة بيان نيابي اعتبر فيه أن التمادي الإسرائيلي وفداحة ما يُرتكب من جرائم سيظل السبب في إشعال نار الانتقام في صدور الأجيال التي ما زالت تتوارث كره الاحتلال، قبل أن يطالب الجالسين تحت قبة البرلمان بالوقوف وتلاوة الفاتحة على أرواح شهداء عملية الأقصى.

وأثار البيان رئيس الكنيست يولي إدلشطاين الذي هاجم الطراونة أول من أمس عبر وسائل إعلام اسرائيلية بالقول: "من الأفضل أن تسكت"، مضيفاً: "من غير المعقول أن مسؤولاً رفيعاً في دولة وقعنا معها اتفاق سلام يشجع على قتل مواطنين إسرائيليين". واعتبر أن "حدثاً برلمانياً خطيراً حصل، ففي حين كنا نتألم من العملية... وقف رئيس البرلمان الأردني وقال: الشهداء يسقون الأرض الطاهرة."

وافتتح الطراونة جلسة مجلس النواب أمس بالقول إنه يترفع عن الرد على هذه التصريحات، مؤكداً مواصلة نصرة القضية الفلسطينية من منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. واستطرد أن إمعان الاحتلال بسياساته المتطرفة تمثل بوضع بوابات إلكترونية تشكل تغييراً مرفوضاً فيه مس بالوضع القائم، وهو ما ترفضه المملكة. وقال إن مجلس النواب سيبدأ خلال أيام بمخاطبة البرلمانات العربية والدولية لفضح الانتهاكات الإسرائيلية، مشيراً إلى شروع المجلس عبر أذرعه برصد القوانين العنصرية التي يسنها الكنيست وتوثيقها، وتزويد كل البرلمانات الشقيقة والصديقة في العالم بها.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي افتتاحية بيان الطراونة، وقال فيها: "نترحم على شهدائنا الذين سقوا ويسقون ثرى فلسطين الطهور، ونرفع هاماتنا بتضحيات الشباب الفلسطيني الذي ما زال يناضل باسم الأمة".