إسماعيل هنية

وصل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، إلى العاصمة العُمانية مسقط، على رأس وفد من الحركة للتعزية بالسلطان قابوس بن سعيد الذي توفي الجمعة، في وقت وصل فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس كذلك، وقال بيان مقتضب لمكتب هنية إنه وصل على رأس وفد قيادي من الحركة لتقديم واجب العزاء، مؤكدًا أنه سيلتقي بالسلطان الجديد هيثم بن طارق آل سعيد. ويضم وفد "حماس"، إضافة إلى هنية، رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية عزت الرشق، ورئيس مكتب العلاقات الوطنية حسام

بدران، وعضو المكتب السياسي نزار عوض الله.وكان هنية قد أرسل معزيًا بوفاة السلطان قابوس، وهاتف وزير الخارجية يوسف بن علوي. وأشاد هنية بـ"حياة ومسيرة السلطان قابوس، والنهضة الشاملة التي قام بها في السلطنة، وقيادته السياسية الحكيمة عربيًا وإسلاميًا ودوليًا، ودوره في الدفاع عن فلسطين وقضيتها العادلة، والوقوف مع نضال الشعب الفلسطيني المشروع لانتزاع حقوقه وتحرير أرضه وتحقيق استقلاله".وعُمان رابع دولة تسمح لهنية بزيارتها بعد تركيا وقطر وإيران. وسمحت مصر لرئيس

المكتب السياسي لحركة حماس بجولة خارجية، غادر على أثرها قطاع غزة في ديسمبر (كانون الأول)، في أول جولة إقليمية له منذ انتخابه عام 2017 لقيادة الحركة. ويستقر هنية في قطر بشكل مؤقت، ومنها يتم ترتيب زيارته للدول.وسلطنة عُمان هي واحدة من دول الخليج القلائل التي حافظت على علاقات جيدة مع "حماس" وباقي الأطراف، قبل أن تتوتر العلاقة بسبب انتقادات "حماس" لمحاولة سلطنة عُمان طمأنة إسرائيل على مستقبلها.والعام الماضي، استهجنت حركة حماس تصريحات وزير الخارجية العُماني

يوسف بن علوي، في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في منطقة البحر الميت بالأردن، وطالب خلالها الدول العربية بـ"طمأنة إسرائيل على مستقبلها، وتبديد مخاوفها". وقالت "حماس" إنها تستهجن بشكل شديد تصريحات بن علوي التي "تجاوزت حد التطبيع المجاني مع العدو المحتل إلى التماس الأعذار والذرائع له".ورغم التوترات التي طالت أيضًا العلاقة مع السلطة الفلسطينية، تمكن السلطان السابق قابوس من الحفاظ على حياد سلطنة عُمان في معظم الخلافات العربية، وحتى في العلاقة مع الفلسطينيين

وإسرائيل.وفي مؤشر على العلاقات بين حماس والسلطنة، قدّم القيادي في "حماس" أحمد بحر التعازي بوفاة قابوس، خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس الشورى العُماني الشيخ خالد المعولي. وذكر بيان عن مكتب بحر أنه تمنى التوفيق والسداد "في إدارة البلاد لخليفته صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق".واستذكر بحر، وفق البيان "المواقف التاريخية للسلطان قابوس آل سعيد تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مشيدًا بدوره في خدمة القضايا العربية والإسلامية". وذكر البيان أن "المعولي شكر

لبحر مبادرته بالاتصال وتقديم التعازي، مؤكدًا على مواقف السلطنة الداعمة للشعب والقضية الفلسطينية".ولم تؤثر العلاقة بين سلطنة عُمان و"حماس" على العلاقات مع السلطة أو إسرائيل. ووصل هنية لعُمان في وقت وصل فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس كذلك. وقدم عباس واجب العزاء لسلطان عُمان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد. وأكد عباس أن الأمتين العربية والإسلامية فقدتا قائدًا وزعيمًا من خيرة رجالاتها، كرّس حياته لخدمة وطنه وشعبه وقضايا أمتنا بحكمة واتزان، مشيدًا بما حققته السلطنة

الشقيقة في عهده من نهضة شاملة وتطور كبير في مختلف المجالات.وأعرب بن طارق عن خالص شكره لعباس والوفد المرافق على تعازيهم الخالصة ومواساتهم الصادقة. وأعلنت دولة فلسطين الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام ثلاثة أيام على روح الفقيد الكبير. كما عزى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في وفاة السلطان العُماني، مشيرًا إلى دوره في "تعزير السلام والاستقرار في منطقتنا".وغرد نتنياهو، عبر حسابه على "تويتر": "أتقدم بالتعازي للشعب العُماني، وأشارك في حزنه العميق إثر رحيل

السلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله. وجه السلطان الراحل قبل عام دعوة لزوجتي ولي للقيام بزيارة مهمة مؤثرة للغاية لعُمان، عرض خلالها مساعدته في دفع السلام والاستقرار في المنطقة قدمًا".وأشار نتنياهو إلى أن السلطان قابوس "كان زعيمًا عظيمًا عمل دون هوادة من أجل تعزيز السلام والاستقرار في منطقتنا. أصبحت سلطنة عُمان تحت قيادته دولة مركزية متقدمة". وهنأ السلطان الجديد قائلًا: "أهنئ السلطان الجديد هيثم بن طارق على تعيينه، وأرحب بتصريحاته التي أكدت على استمرار السياسة الخارجية العُمانية وعملها من أجل تحقيق السلام في المنطقة".

قد يهمك أيضا : 

هنية والنخالة في القاهرة من أجل التوصّل إلى "تهدئة طويلة" مع إسرائيل

الرئيس يتلقى اتصالا هاتفيا من إسماعيل هنية