مستوطنون يضخون مياه عادمة

ضخ مستوطنون إسرائيليون كميات من المياه العادمة في منطقة "الخان الأحمر" القريبة من مدينة القدس، في محاولة لإجبار سكان القرية الصغيرة المعتصمين هناك، على مغادرة المكان، مع انتهاء المهلة التي أعطاها الجيش الإسرائيلي لهم، لهدم منازلهم طوعا والمغادرة.

وانتهت، الاثنين، المهلة التي حددها الجيش لمواطني القرية قبل استخدام القوة ضدهم، وفتح مستوطنو مستوطنة "كفار أدوميم" مياه الصرف الصحي تجاه القرية أمس.

وقال منسق حملة "أنقذوا الخان الأحمر"، عبد الله أبو رحمة، إن المستوطنين قاموا بضخ المياه العادمة تزامنا مع انتهاء المهلة التي حددتها سلطات الاحتلال للمواطنين لهدم القرية ذاتيا، في سياق الضغط عليهم لتركها. وأضاف أن سلطات الاحتلال والمستوطنين يتناوبون الأدوار ويتقاسمونها في حربهم على الخان الأحمر. وأكد أبو رحمة، أن السكان قرروا الصمود ومواجهة جيش الاحتلال، وعدم مغادرة المكان أيا كانت التهديدات الإسرائيلية.

وحاولت إسرائيل في أوقات سابقة، طرد السكان من المكان، واقتحمته مرارا؛ لكنها اشتبكت مع البدو مرات عدة.

وقال رئيس مجلس قروي الخان الأحمر، عيد أبو داهوك، إن ضخ المستوطنين مياه الصرف الصحي هو سلاح جديد ضد سكان القرية. وحسب أبو داهوك، فهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ضخ مياه الصرف الصحي إلى الخان، بدلا من ضخها إلى محطات معالجة مياه قريبة.

وتعهد أبو داهوك بالصمود في المكان مهما كلف الأمر.

ومنطقة الخان الأحمر منطقة بدوية، تقع على الطريق السريع 1، قرب مستوطنتي معاليه أدوميم وكفار أدوميم، القريبتين من القدس، ويعيش فيها نحو 180 بدويا يصرون على البقاء هناك. ووصل بدو الخان إلى المنطقة، وهم من عرب الجهالين، بعد أن هجرتهم إسرائيل من منطقة عراد خلال النكبة عام 1948. وبعد سنوات من النضال السلمي في المحاكم، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية في مايو/أيار الماضي هدم القرية، التي تضم مدرسة تخدم 170 طالبا، وأمر الجيش السكان بهدم منازلهم والخروج من القرية، وأمهلهم حتى بداية الشهر الحالي.

وتقول الحكومة الإسرائيلية إن المنطقة أقيمت من دون الحصول على تراخيص؛ لكن السلطة تقول إن المخطط الإسرائيلي يستهدف ما هو أبعد من ترحيل السكان، وتتهم إسرائيل بالعمل على خطة لإقامة شريط من المستوطنات المترابطة، سيفصل فعليا القدس الشرقية عن الضفة الغربية، ويمنع تواصل الدولة الفلسطينية. والمشروع المعرف بـ"آي 1" يقوم على مساحة قدرها 13 ألف دونم.

واحتج الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، ودول مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا، على خطة هدم الخان، وطالبوا إسرائيل بالعدول عن الخطة التي تعتبر تهجيرا غير مبرر ولها تداعيات على حل الدولتين. كما وصفت منظمات حقوقية الخطة الإسرائيلية، بجريمة حرب.

وأصدرت منظمة العفو الدولية، الاثنين، بيانا قالت فيه، إن عملية الهدم المزمعة لقرية الخان الأحمر بالضفة الغربية، والتهجير القسري لسكانها، لإفساح الطريق أمام بناء المستوطنات اليهودية غير القانونية، بمثابة جريمة حرب، تنم عن ازدراء الحكومة الإسرائيلية التام للفلسطينيين.

وقال نائب مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، صالح حجازي، في بيان نشر على موقع المنظمة، إن سكان الخان الأحمر يقتربون من يوم الخراب، عندما يرون منازل أجيالهم مهدمة أمام أعينهم. وأضاف: هذا العمل لا يتسم بالقسوة الفظيعة والظلم فحسب؛ بل إنه غير قانوني أيضاً، فالتهجير القسري لتجمعات خان الأحمر يمثل جريمة حرب. وطالب حجازي الاحتلال الإسرائيلي بضرورة وضع حد لسياسته المتمثلة في هدم منازل الفلسطينيين، وتدمير مصادر رزقهم.

ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه النداءات الدولية ستؤثر على قرار إسرائيل.

ويستعد الفلسطينيون لمواجهة محتملة في أي وقت. وتداعى كثير من النشطاء إلى الخان لحمايته. وقال داود الجهالين إن سكان الخان دخلوا إلى مرحلة التهديد الفعلي.

ودعت السلطة الفلسطينية كل فلسطيني قادر على الوصول إلى الخان، إلى الانتقال إلى هناك، في محاولة لإفشال المخطط الذي يستهدف الدولة الفلسطينية. وخاطبت السلطة دولاً ومحكمة الجنايات والأمم المتحدة، محذرة من هدم المنطقة البدوية، لما فيه من مخاطر على التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية.