حركة حماس

رفضت حركة حماس دعوة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالكشف عن مصير الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة؛ إذ قال المتحدث باسم الحركة عبداللطيف القانوع: "إن ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى من اختصاص المقاومة وكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، وهي من تقرر فيه فقط، والحركة لن تستجيب مع مثل هذه الدعوات من الصليب الأحمر".

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد طالبت حركة حماس بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني تجاه الأسرى الإسرائيليين لديها، وتقديم تقرير يوضح مصيرهم، وذكر رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل جاك دي مايو: "إنه بغض النظر عن وضع الأشخاص المعتقلين بوجه عام، سواء أكانوا جنودًا لقوا حتفهم أم أسروا في القتال، أم مدنيين محتجزين، فإن هؤلاء جميعًا مشمولون بالحماية التي يكفلها القانون الإنساني".

وأوضح دي مايو، أنه "يجب معرفة مصير الأشخاص الذين أسروا أحياء ومعاملتهم معاملة إنسانية، كما يجب التعامل مع الرفات البشرية على النحو الذي يحفظ كرامة الموتى، وتحديد هويات أصحابها، وإعادة الرفات إلى العائلات المعنية".

وجاء الخلاف بين "حماس" والصليب الأحمر في وقت شهدت فيه علاقة الحركة مع الأمم المتحدة توترًا كبيرًا بسبب وجود نفق تحت مدرسة تابعة لها، حيث أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" اكتشاف نفق أسفل مدرستين تابعتين لها في قطاع غزة، عن طريق الناطق باسمها سامي مشعشع، الذي أوضح في بيان أنه جرى اكتشاف النفق في الأول من يونيو/حزيران، أسفل مدرسة المغازي الابتدائية للبنين، ومدرسة المغازي الإعدادية للبنين، اللتين تقعان في المكان نفسه.

وأدانت "الأونروا" في بيان "وجود مثل هذه الأنفاق بأقوى العبارات الممكنة"؛ إذ قال المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين كريستوفر غانيس: إن "الأونروا" تدخلت "على نحو حازم واحتجت لدى حماس في غزة، وأعلنت في الوقت نفسه نيتها إغلاق النفق"، موضحًا أن تفتيشًا دقيقًا أتاح لـ"الأونروا" التأكد من أن النفق ليست لديه نقاط دخول أو خروج داخل موقع المدرستين، وأنه لا يتصل بالمدارس أو المباني الأخرى بأي شكل من الأشكال، ولن نسمح للطلاب والموظفین دخول المبنى حتى یتم حل المشكلة، على حد قوله.
وأكد غانيس، أن "بناء الأنفاق ووجودها تحت مباني الأمم المتحدة يتناقض مع احترام الامتيازات والحصانات المستحقة للأمم المتحدة بموجب القانون الدولي الساري"، وجاء في البيان، أنه "من غير المقبول أن يتعرض الطلاب والعاملون للخطر بهذه الطريقة، وبناء الأنفاق ووجودها تحت مباني الأمم المتحدة يتناقض مع احترام الامتيازات والحصانات المستحقة للأمم المتحدة بموجب القانون الدولي الساري، الذي ينص على حرمة مباني الأمم المتحدة، وعلى ضرورة الحفاظ على حيادية وحرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات".

وطالبت "الأونروا" جميع الأطراف بأن تحترم حياد وحرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات، مطالبة بالامتناع عن أي أنشطة أو سلوك يعرض المستفيدين والعاملين للخطر، ويضعف قدرة موظفي الأمم المتحدة على تقديم المساعدة للاجئي فلسطين بسلام وأمان.

فيما ردت حماس، بنفي ما جاء في بيان "الأنروا"، إذ صرح الناطق باسم حماس، فوزي برهوم إن حركته "استوضحت الأمر مع كل فصائل وقوى المقاومة الذين أكدوا بكل وضوح أنه ليست لديهم أي أعمال تخص المقاومة في المكان المذكور"، مشددًا على أن سياسة حماس مبنيّة "على أساس احترام مؤسسات "الأونروا" والمنشآت الحيوية والمؤسسات العامة وتجنيبها وتحييدها من أي أعمال مقاومة".

واستنكرت حماس ما وصفته بادعاءات "الأونروا"، قائلة: "إن من شأن هذه الادعاءات أن تٌستغل من قبل الاحتلال الإسرائيلي لتبرير جرائمه وتشجعه على استهداف المدنيين العزل".