الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

أثنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على المرشح للرئاسة الفرنسية فرنسوا فيون، واصفًا إياه بـ"المهني العظيم"، وذلك بعد فوز الأخير بالمركز الأول، في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح حزب الجمهوريين الفرنسي، والذي يمثل تيار اليمين الوسط. وأنه من المقرر أن يخوض جولة الإعادة يوم 28 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أمام منافسه ألان جوبيه، والذي حلّ ثانيًا في الجولة الأولى، بينما تمكن من الإطاحة بالرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي من السباق.

وتبدو فرصة الفائز يوم الأحد المقبل كبيرة في الدخول إلى قصر الإليزيه، وأن فرصته في الفوز بالانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في الربيع المقبل تبدو كبيرة للغاية، في ظل التوقعات التي تدور بشأن جولة إعادة متوقعة بين مرشح اليمين الوسط مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، والتي تتزعم الحركة الوطنية الفرنسية المتطرفة. ووصّف الرئيس الروسي المرشح الفرنسي بالمفاوض العنيد، موضحًا أنه مهني عظيم وصاحب مبدأ.

ويُصور المرشح الفرنسي من قبّل وسائل الإعلام الروسية، بأنه صديق لموسكو، وأنه في حالة وصوله إلى الرئاسة في فرنسا، سيكون قادرًا على إصلاح العلاقات بين البلدين، والتي شهدت توترًا عميقًا منذ قيام موسكو، بضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، وأنه دعا من قبّل إلى توثيق العلاقات مع الجانب الروسي، وأعرب عن دعمه للرئيس السوري بشار الأسد.

ويعدّ فيون، والذي شغل منصب رئيس الوزراء في بلاده في الفترة ما بين عامي 2007 و2012، أحد أشد معارضي زواج المثليين، واقترح تعديل القوانين في بلاده لحرمان هؤلاء الأشخاص من تبني الأطفال، كما أنه يحمل موقفًا مماثلًا لفكرة الإجهاض.

وردّ بوتين، على سؤال لأحد الصحافيين، قائلًا "إن فيون يبدو مختلفًا تمامًا عن الساسة في عالم اليوم، موضحًا أنه شخص مغلق، ليس بالشخصية العامة، ولكن بالرغم من توجهاته الأوروبية المطلقة، إلا أنه يبقى قادرًا على الدفاع عن وجهة نظره الشخصية بطلاقة". ويقول المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف، أن الرئيس الروسي تعرف على فيون عن قرب عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء، في الفترة بين عامي 2008 و2012، وهي الفترة نفسها التي شغل فيها فيون نفس المنصب في بلاده، إبان حقبة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، موضحًا أن العلاقة فيما بينهما كانت جيدة جدًا. وأضاف بسكوف أن روسيا ستتابع الانتخابات الرئاسية الفرسية المقررة في نيسان/إبريل المقبل باهتمام شديد.

وشنّ المرشح الأخر الأن جوبيه، هجومًا شديدًا على فيون، واصفًا إياه بالتقليدي للغاية، وموضحًا أن رؤاه تتسم بقدر كبير من الرجعية خاصة عند الحديث عن دور المرأة والأسرة والزواج، وهو ما ردّ عليه فيون قائلًا "لا ينبغي أن أعتذر عن التمسك بالقيم، فما أقوله يقوله البابا فرنسيس نفسه".

وأكدت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، في مقالتها الافتتاحية، أن فيون يبدو وكأنه ناشطًا عدوانيًا لما يسمى بالكاثوليكية السياسية، والتي تقدم الصورة الأخرى لتيارات الإسلام السياسي، وهو الطرح الذي رفضته صحيفة "لا في"، والتي أكدت أن الكاثوليكية السياسية غير موجودة في فرنسا من الأساس".