الرئيس الأميركي دونالد ترامب

أكّد الرئيس ترامب، السبت، أنّ لديه سلطة كاملة للعفو عن أقاربه ومساعديه، وربما حتى نفسه، ردًا على التحقيقات الجارية بشأن تدخّل روسيا في انتخابات العام الماضي، كما أنه جاء للدفاع عن النائب العام جيف سيسيونس بعد أيام من التعبير عن الأسف بشأن تعيينه، واقترح ترامب في سلسلة من الرسائل على "تويتر"، أنه ليس لديه حاجة لاستخدام العفو في هذه المرحلة ولكنه ترك الخيار مفتوحًا، ويملك الرؤساء سلطة العفو عن الآخرين في أي جرائم فيدرالية، لكن علماء القانون يناقشون ما إذا كان بإمكان الرئيس أن يعفو عن نفسه، ويبدو أن استخدام ترامب لكلمة "كاملة" يشير إلى أنه لا يرى حدًا لهذه السلطة.

وأوضح ترامب أنّه "على الرغم من أن الجميع يوافقون على أن الرئيس الأميركي لديه القدرة الكاملة على العفو، فلماذا نفكر في ذلك الأمر والجريمة الموجهة ضدنا عبارة عن أخبار وهمية ومزيفة"، وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في الأيام الأخيرة أن الرئيس ومستشاريه قد ناقشوا العفو في موضوع التحقيق الذي يخوضه المدعي العام عما إذا كان المقربين من السيد ترامب وحملته تآمروا مع روسيا للتدخل في الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2016، ورد ترامب يوم السبت على مقال نشرته صحيفة "ذي بوست" تفيد بأن السيد سيسيونس قد ناقش أنشطة الحملة وسياساتها مع السفير الروسي سيرغي كيسلياك في العام الماضي، على الرغم من تصريحاته العلنية على عكس ذلك، في المقال.

وذكرت صحيفة بوست الاتصالات التي أجريت بين السيد كيسلياك ومقره في موسكو، وشجب السيد ترامب تصريحات الصحيفة وأعرب عن قلقه إزاء سلوك المدعي العام، معلّقًا  أنّ "هناك تسريبات استخباراتية جديدة من الأمازون واشنطن بوست، ضد، جيف سيسيونس"، "هذه التسريبات غير قانونية"، ونشر الرئيس مقتطفات من تقرير في صحيفة بوست، التي يملكها جيف بيزوس، مؤسس الأمازون، بشأن قرار جيمس ب، كومي، الذي عينه السيد ترامب مدير لوكالة الاستخبارات الأميركية، لتسريب بعض المحتويات في مذكرة تصف محادثة مع الرئيس، وقال السيد كومي كانت المذكرة غير مصنف وبالتالي ليس من غير القانوني الكشف عنها، وكانت الرسالة عن قصة جريدة بوست ولحقها اتهام صحيفة نيويورك تايمز، وأشار إلى أن "صحيفة نيويورك تايمز الفاشلة أحبطت محاولة الولايات المتحدة لقتل البغدادي المطلوب عالميا"، ووصف الصحيفة قائلا أن لهم "أجندتهم المريضة التي تضر بالأمن القومي"، لم يحدد السيد ترامب ما كان يقصده، لكنه ربما كان يشير إلى تقرير فوكس نيوز، الذي نشر نسخة منه قبل حوالي 25 دقيقة من تغريدة الرئيس، حول تعليقات أحد كبار القادة في مؤتمر يوم الجمعة.

وبيّن رئيس قيادة العمليات الخاصة في الجيش، الجنرال توني توماس، في منتدى أسبن الأمني، أن القوات الأميركية كانت "قريبة " لأبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم "داعش"، بعد أن استعادت غارة عام 2015 معلومات عن المجموعة المسلحة، وقال الجنرال توماس إنّ "ذلك كان دليلًا جيدا"، "لكن لسوء الحظ، تم تسريبه في صحيفة وطنية بارزة بعد أسبوع، مما افشل العملية"، وأفادت "فوكس نيوز" بأن الجنرال يبدو أنه يشير إلى تقرير صادر عن صحيفة "التايمز" في يونيو / حزيران 2015، قال فيه إن وكالات الاستخبارات الأميركية "استخرجت معلومات قيمة" من الغارة، وأشارت القصة إلى أن قوات الولايات المتحدة حصلت على نسخة من "أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف المحمولة وغيرها من المواد"، بما في ذلك 4 إلى 7 تيرابايت من البيانات، وقال أيضا إن البغدادي وغيره من قادة تنظيم "داعش" استخدموا زوجاتهم في نقل المعلومات إلى بعضهم البعض لتجنب المراقبة الإلكترونية، ولم يثر البنتاغون اعتراضات على صحيفة التايمز قبل نشر القصة، ولم يشتك أي مسؤول أميركي كبير علنا على ذلك حتى الآن.

وكان الجيش الروسي، قد أكّد الشهر الماضي أنه ربما يكون قد قتل البغدادي في غارة جوية على سورية لكن وزير الدفاع جيم ماتيس قال، الجمعة، إنه يعتقد أن السيد بغدادي ما زال حيًا، ولم يستجب المتحدث باسم البيت الأبيض على الفور لطلب توضيحات بشأن تغريدة الرئيس، وجاءت منشورات السيد ترامب قبل وقت قصير من موعد سفره إلى نورفولك، حيث كان يرأس تكليف جيرالد  فورد، أحدث حاملة الطائرات في البلاد، وأفادت صحيفة "ذي بوست" أن السيد كيسلياك أبلغ الرؤساء في موسكو أنه ناقش المسائل المتصلة بالحملة، بما في ذلك المسائل المتعلقة بالسياسات الهامة بالنسبة لموسكو، مع السيد سيسيونس أثناء الحملة، على عكس ما أكده السيد سيسيونز، وقد اجتمع السيد سيسيونس، الذي كان يسدي المشورة للسيد ترامب بشأن السياسة الخارجية آنذاك، مرتين على الأقل مع السيد كيسلياك ولم يكشف عن تلك الاتصالات خلال جلسات الاستماع التي عقدها مجلس الشيوخ، وبعد نشر تقارير إخبارية عنهم، قال إن الاجتماعات لا تتعلق بالحملة.

وكشفت الناطقة باسم وزارة العدل، سارة ايسغور فلوريس، أنها لا تستطيع التعليق على "مصداقية ما تصفه المصادر المجهولة في اعتراض استخباراتي غير مؤكد تماما"، التقى أو أجرى أي محادثات مع أي روس أو أي مسؤول أجنبي بشأن أي نوع من التدخل في أي حملة أو انتخاب "، وقالت إنها لم تنكر أن السيد سيسيونس ناقش قضايا الحملة أو السياسة بشكل عام مع السيد كيسلياك، وأدى الكشف عن اجتماعات السيد سيسيونس مع السيد كيسلياك في آذار / مارس إلى دفع النائب العام إلى الاعتذار عن الإشراف على تحقيق وزارة العدل في التدخل الروسي في انتخابات العام الماضي وأي تواطؤ محتمل مع مرؤوسي السيد ترامب، وقد شعر الرئيس بالضيق حيال هذا الاستنكار منذ ذلك الحين، وقال لصحيفة التايمز فى مقابلة يوم الاربعاء أنه لم يعين السيد سيسيونس بعد أن علم أن النائب العام سيتنحى جانبا.

واعترض ترامب على شهادة السيد سيسيونس المضللة، مشيرًا إلى أنّ "سيسيونس جيف قدم بعض الاجابات السيئة"، "قدم بعض الإجابات لأسئلة بسيطة وكان ينبغي أن تكون إجابات بسيطة، لكنها لم تكن"، وقال إنه لم يبد، في تغريداته صباح يوم السبت، أي قلق من أن السيد سيسيونس لم يكن متوافرا تماما، بدلا من ذلك، كما يفعل في كثير من الأحيان، حاول السيد ترامب تحويل الانتباه إلى خصمه من العام الماضي، وقال إنّ "الكثير من الناس يسألون لماذا لا يكون المجلس العسكري أو المجلس الخاص ينظر إلى جرائم هيلاري كلينتون أو جرائم الكومي العديدة"، في إشارة إلى روبرت مولر ، المحامي الخاص الذي يقود حاليا تحقيق روسيا، "حذف 33 الف رسالة بريد إلكتروني؟، ماذا عن كل علاقات كلينتون مع روسيا، بما في ذلك شركة بوديستا، وصفقة اليورانيوم، وإعادة التعيين الروسية، وخطابات الدولار الكبيرة الخ".

وتم التحقيق مع السيدة كلينتون في العام الماضي من قبل وكالة الاستخبارات الأميركية  لاستخدام خادم خاص لتوجيه رسائل بريد إلكتروني رسمية، تم حذف أكثر من 30 ألف رسالة اعتبرت هي وفريقها شخصية وغير مرتبطة بخدمتها كوزير للخارجية، وقال السيد كومي مدير وكالة الاستخبارات إن السيدة كلينتون تصرفت بشكل غير مسؤول، لكنه لم يقدم اتهامات جنائية ضدها، كما أشار الرئيس إلى الابن الأكبر الذي التقى بعدة شخصيات روسية خلال حملة العام الماضي بعد وعده بتجريم معلومات عن السيدة كلينتون، "ابني دونالد نشر علنا رسائله الإلكترونية إلى وسائل الإعلام والسلطات في حين أن هيلاري كلينتون حذفت 33 ألف رسالة، نشر السيد ترامب رسائل البريد الإلكتروني التي شكلت اجتماع روسيا فقط بعد أن أبلغ أن تايمز قد حصلت عليها وكانت على وشك نشرها.