أهالي حلب يودّعون ذكرياتهم العائلية

ودّع محاصرو أحياء مدينة حلب الشرقية ذكرياتهم وشوارع مدينتهم التي شرعوا في الخروج منها، الخميس، بعد اتفاق المعارضة مع روسيا، وهم لا يعلمون متى سيعودون، وذلك بواسطة عبارات "مع السلامة يا يوم"، "سنعود" بإستخدام فن الغرافيتي على جدران المدينة في رسالة واضحة للحرب التي تعصف بالمنطقة، ومشاهد الدمار التي تكسو الشوارع بلون الدماء.

ووجّهت الكلمات المكتوبة رسالة إلى المدنيين كي يهربوا من سقوط حلب، حيث جاءت تقارير تفيد بأن القوات السورية استخدمت جرافات لمنع الناس من الخروج وحصارهم داخل المدينة، فيما أعرب بعض الشباب السوري عن غضبهم إزاء تدمير منازلهم وذلك بطريقتهم الخاصة، حيث ظهرت صورة زوج يحتضن زوجته بعد أن كتب لها على أحد الجدران المهدمة "إلى من شاركتني الحصار بحبك".

وبدأت عملية إجلاء 50 ألف شخص من آخر أحياء حلب المحاصرة، الخميس، بعد حملة طويلة من القصف الكثيف أدت لسقوط أكثر من 500 قتيلًا خلال هذه الفترة، إلا أن عملية الإجلاء تحوّلت إلى مشهد درامي، صباح الجمعة، عندما بدأت القوات السورية إطلاق النار على الحافلات

ووقّع أحدهم على جدار منزله بجزء من أغنية المطرب الشهير كاظم الساهر "أحبيني بلا عقد"، والتي غناها للشاعر الراحل نزار قباني، واقتبس أحد السوريين بعض كلمات القصيدة وكتب على الجدار "أحبيني بعيداً عن بلاد القهر والكبت، بعيداً عن مدينتنا التي شبعت من الموت"، وعلى جدار آخر ساقط، كتب شاب سوري: "راجعين يا هوى"، مدونًا تحته تاريخ 15 – 12 -2016، كما وقفا لالتقاط صورة معًا أمام هذه العبارات، حاملا خلف ظهره بندقية.

يأتي هذا في خضم اعتقال المدنيين على يد المتشددين الإيرانيين الموالين للرئيس بشار الأسد، أثناء نقلهم إلى ما يُفترض أن يكون مكانًا آمنًا في بلدة إدلب.