قوات الجيش اليمني

أطلقت القوات اليمنية المشتركة المسنودة بقوات تحالف دعم الشرعية، الجمعة، معركة تحرير محافظة الحديدة واستعادة مينائها الإستراتيجي من قبضة الميليشيات الحوثية، وذلك غداة انتهائها من تأمين مناطق غرب تعز وجنوبها الغربي وقطع خطوط إمداد الجيوب الحوثية التي باتت تتساقط تباعًا بعد خسارتها مناطق موزع والبرح ومفرق المخا ومفرق الوازعية.

وتزامن إطلاق معركة تحرير الحديدة مع زيارة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ونائبه الفريق علي محسن الأحمر، إلى مقر القيادة المشتركة لقوات تحالف دعم الشرعية في العاصمة السعودية الرياض، للاطلاع على التطورات الميدانية في مسرح العمليات التي يقودها التحالف في مختلف جبهات المواجهة مع الميليشيات الحوثية.

وأثنى الرئيس اليمني، على الدورين السعودي والإماراتي ضمن قيادة التحالف الداعم للشرعية، وفقًا لما نقلته عنه المصادر الرسمية، كما أشاد بمستوى الدقة والسرعة والتركيز التي تمثل عناصر أساسية للنجاح في مسرح العمليات على تعبيره، واستمع إلى شرح وافٍ عن سير العمليات وطبيعة المهام في مقر القيادة.

واستقبل هادي خلال زيارته مركز قيادة التحالف، وفقًا لما أوردته وكالة "سبأ"، الفريق الركن الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز قائد القوات المشتركة، الذي أكد من جهته "العمل معًا لتحقيق أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل وبروح الفريق الواحد لتحقيق كل الأهداف والتطلعات".

وفي الوقت الذي أفادت فيه المصادر الميدانية للقوات اليمنية المشتركة بسقوط عدد من القيادات الميدانية للميليشيات الحوثية في جبهات الساحل الغربي والبيضاء، أكدت استعادة منطقة كهبوب الجبلية الواقعة بين تعز ولحج والمحاذية لباب المندب من جهة الشرق، بعد فرار الجيوب الحوثية منها بعد أن قطعت عنهم الإمدادات، إثر تأمين موزع والبرح ومفرق المخا ومفرق الوازعية غرب تعز.

وكشفت المصادر، أن القوات اليمنية المشتركة، المؤلفة من قوات طارق صالح "المقاومة الوطنية" وألوية العمالقة "المقاومة الجنوبية" والمقاومة التهامية، أطلقت عملية واسعة من محورين، باتجاه الحديدة شمالًا، انطلاقًا من مديريتي حيس والخوخة المحررتين جنوب المحافظة، باتجاه مديريتي الجراحي والتحيتا.

وفي الساعات الأولى للعملية، أكدت المصادر، استعادة ميناء الحيمة شمال الخوخو والسيطرة على عدد من القرى المجاورة في مديرية التحيتا بالتوازي مع معارك في أطراف مديرية حيس المجاورة إلى الشرق من التحيتا، باتجاه مديرية الجراحي.

وفي حين يتوقع المراقبون أن تشهد المعركة تطورات متسارعة في ظل حالة الفزع المسيطرة على عناصر الجماعة الحوثية، تضع القوات المشتركة عينها على مديرية زبيد، الواقعة شمال الجراحي والتحيتا، بموازاة غطاء جوي لمقاتلات تحالف دعم الشرعية.

وقالت المصادر إن نحو 30 حوثيًا على الأقل سقطوا خلال المعارك التي دارت مع القوات المشتركة، وخلال ضربات الطيران التي واكبت المعارك المحتدمة باتجاه مركز محافظة الحديدة، ومينائها، الواقع إلى الشمال من خطوط النار على بعد أقل من 100 كيلومتر.

وفي السياق الميداني ذاته، بدأت المعارك التي دارت رحاها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في الريف الغربي لتعز بعد دخول قوات طارق صالح خط النار، تؤتي أكلها، بعد قطع طرق إمداد الميليشيات، إلى الجنوب الغربي من تعز، إذ تمكنت قوات ألوية العمالقة من تأمين منطقة كهبوب الجبلية الواقعة بين تعز ولحج، بعد فرار الميليشيات منها.

وجاءت استعادة كهبوب غداة تحرير مديرية موزع بالكامل، وانهيار الجيوب الحوثية وفرار عناصرها باتجاه مديرية مقبنة شمالًا، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر ميدانية في القوات اليمنية المشتركة أن انهيار بقية الجيوب التي كانت تمثل مصدر قلق وإرباك أمام أي تقدم نحو الحديدة، ليست سوى مسألة وقت، إذ ليس أمام عناصرها في العمري والوازعية سوى الاستسلام أو الموت بعد قطع الإمدادات عنهم، جراء تأمين البرح ومفرق الوازعية ومفرق المخا "60 كيلومترًا شرق المخا".

وتعليقًا على انسحاب الجيوب الحوثية من كهبوب، أكد قائد ألوية العمالقة أبو زرعة المحرمي في تصريحات صحافية، أن القوات أحكمت سيطرتها أمس على جبال كهبوب، بما في ذلك مواقع المراقبة العسكرية التي كانت تستخدمها الميليشيات، والتي تتحكم في الطرق المؤدية إلى مناطق كهبوب وعزان والعمري وموزع ومفرق الوازعية، وقال إن "السيطرة على تلك المواقع الاستراتيجية غرب تعز من شأنه قطع خطوط الإمداد تمامًا عن ميليشيات الحوثيين في باقي مديريات محافظة الحديدة، خصوصًا الواقعة منها على الساحل الغربي كالجراحي والتحيتا وزبيد والحسينية والمراوعة".

وعلى صعيد القيادات الحوثية المتساقطة، أفادت المصادر الميدانية للقوات اليمنية المشتركة، بأن القيادي في الجماعة محمد عبدالرحمن الشهاري قُتل مع عدد من مرافقيه في مواجهات شمال مديرية حيس، في الوقت الذي لقي فيه قائد الميليشيات في جبهة مقبنة عبد الفتاح المتوكل حتفه، مع 3 قادة آخرين بينهم المسؤول عن نقطة مفرق الوازعية قبل تحريرها.

وذكرت المصادر، أن اثنين من قيادات الميليشيات الحوثية قُتلا أيضًا مع مرافقيهم برصاص القوات الحكومية في منطقة القحيفة التابعة لمديرية مقبنة، التي تمتد في الشمال الغربي من ريف تعز، وجاء تساقط القادة الحوثيين في معارك الساحل الغربي، غداة مقتل قائد الميليشيات في مديرية ناطع، أبو باقر الحكيم، في معارك مع القوات الحكومية في منطقة فضحة، الواقعة بين ناطع ومديرية الملاجم شرق محافظة البيضاء، وذلك بالتزامن مع مقتل القيادي حسن الوشلي والمكنى "أبو مجد" في مواجهات شهدتها جبهة قانية شمال البيضاء نفسها.

وتمكنت قوات الجيش اليمني في البيضاء، وفق ما أعلنته وكالة "سبأ" الرسمية، الجمعة، من تحرير جبل القرحا الإستراتيجي بالكامل، إضافة إلى تطهير ما تبقى من جيوب الميليشيات في "جبل الظهر" ومثلث "مفرق أعشار" بين مديريتي ناطع والملاجم، ووفقًا لتصريحات رسمية لقائد اللواء 173 مشاة، العميد صالح المنصوري، فإن ما لا يقل عن 35 عنصرًا من الميليشيات الحوثية، قتلوا إلى جانب جرح آخرين، خلال معارك تحرير الجبل الإستراتيجي الذي تكمن أهميته في كونه يسيطر ناريًا على جميع مداخل معسكر فضحة الخاضع لسيطرة الميليشيات، فضلًا عن أنه سيساعد في تأمين المواقع التي حررتها قوات الجيش أخيراً، ومنها الخط الرئيسي الرابط بين مديريتي نعمان والملاجم.

إلى ذلك صرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف "تحالف دعم الشرعية في اليمن" العقيد ركن تركي المالكي، بأنه في تمام الساعة السادسة و30 دقيقة "18:30" من مساء الجمعة، اعترضت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي صاروخًا باليستيًا أطلقته الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران من داخل الأراضي اليمنية "محافظة صعدة" باتجاه أراضي المملكة.

وأوضح العقيد المالكي أن الصاروخ كان باتجاه مدينة جازان، وتم إطلاقه بطريقة مُتعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وقال "إن هذا العمل العدائي من قبل الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران يثبت استمرار تورط النظام الإيراني في دعم الجماعة الحوثية المسلّحة بقدرات نوعية في تحدٍّ واضح وصريح لخرق القرار الأممي "2216" والقرار "2231" بهدف تهديد أمن المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، وأن إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان يعد مخالفًا للقانون الدولي الإنساني".