الطائرات الورقية سلاح فلسطيني جديد لمقاومة الاحتلال

حوّل فتية فلسطينيون في غزة طائرات ورقية يلهو بها الأطفال، إلى وسيلة لمقاومة الاحتلال، أحرقت أشجارًا وحقولًا إسرائيلية بمحاذاة الحدود الشرقية للقطاع المحاصر، ويبدو أنها في طريقها للتحول إلى أحد رموز "مسيرة العودة" المطالِبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هُجّروا منها عام 1948.

وتحت شجرة في بستان زيتون على بُعد مئات الأمتار من الحدود مع إسرائيل شرق مدينة غزة، تجمع أطفال بحوزتهم عيدان، وورق ملوّن، وعبوات معلبات معدنية فارغة، ليصنعوا منها طائرات ورقية مختلفة الأحجام. وما إن انتهى فريق من صناعة الطائرة الورقية الأولى (قطرها نحو ستين سنتيمترًا وتحمل ألوان العلم الفلسطيني)، حتى قام فتى بربط سلك معدني في ذيلها بعبوة "كوكا كولا" معدنية محشوة بقماش مبلل بالوقود.

وبعد دراسة اتجاه الرياح، حمل ثلاثة أطفال الطائرة الورقية "المجهّزة" واقتربوا عشرات الأمتار من الحدود، ثم أشعلوا العبوة فطارت عشرات الأمتار فوق مناطق إسرائيلية زراعية حدودية، ثم قطعوا خيطها لتسقط فوق تلك الأحراش، ما أدى إلى اندلاع حريق. وقال عبدالله (16 سنة) "نصنع هذه الطائرات لنوصل رسالة أننا قادرون على إزعاج الاحتلال... نحن لا نعجز. هذه وسائل المقاومة، هم يريدونها سلمية، هذه وسيلة مقاومة سلمية جديدة لن تستطيع صواريخ الاحتلال منعها، وفي أي مكان تسقط فيه عندهم ستحرق المزارع الإسرائيلية".

وقال فتى في السابعة عشر من عمره طلب عدم ذكر اسمه: هم (الجنود) يطلقون الرصاص المتفجر والغاز (المسيل للدموع) ونحن نطير الأطباق لنحرق الأراضي المزروعة". وكرر عبارة الزعيم الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات الشهيرة: هذا شعب الجبارين، ثورة حتى النصر". وأفاد ناشطون في تصريحات إلى وكالة "فرانس برس" بأنهم سيطلقون عشرات الطائرات الورقية تحمل رسائل مكتوبة باللغتين العربية والعبرية تتوجه إلى القناصة الإسرائيليين المتحصنين خلف تلال رملية داخل أبراج المراقبة العسكرية على الحدود، وتحمل عبارات: "لا مكان لكم في فلسطين، لا تستجيبوا لقيادتكم فإنهم يرسلونكم إلى الموت أو الأسر". وتداول ناشطون على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و "واتس اب" صورًا للمناطق الحدودية الإسرائيلية التقطها ناشطون بواسطة كاميرا مثبتة في ذيل إحدى تلك الطائرات، أظهرت كتلة مشتعلة، وأراضي زراعية، وبرج مراقبة عسكري لجيش الاحتلال.