رئيس حزب العمل البريطاني جيريمي كوربين

وافق جيريمي كوربين رئيس حزب العمل البريطاني على القيام برحلة مجانية للقاء الرئيس السوري بشار الأسد وذلك بتمويل من جماعات الضغط الفلسطينية الذين نظّموا حدث هذا الأسبوع لإلقاء اللوم على اليهود في حدوث المحرقة. وقد شارك في هذه الحيلة للاحتفال بيوم بلفور، وهو الذكرى السنوية لتوقيع الإعلان البريطاني في عام 1917 لدعم إقامة وطن لليهود في فلسطين.

واستضاف "مركز العودة الفلسطيني" الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له السيد كوربين، وهي مجموعة ضغط نظّمت الأربع أيام الماضية فعالية لمجلس اللوردات تطالب فيه بريطانيا بالاعتذار عن وعد آرثر بلفور. وفي نفس السياق تسببت موجة الاحتجاج على تصريحات معادية للسامية أدلى بها أفراد الجمهور خلال الفعالية في استقالة البارونة تونغ، التي ترأست الاجتماع، من الحزب الديمقراطي الليبرالي. وقد أعفت نفسها من المسؤولية في وقت لاحق من خلال القول إنها لم تتمكّن من سماع ما يقال. فيما صرّح مركز العودة الفلسطيني بأنها أدانت ورفضت التعليقات التي نفى المسؤولية عنها.

ويُشار إلى أن السيدة تونغ قد رافقت السيد كوربين في رحلة المركز إلى سورية عام 2009، وقد استخدم السيد كوربين الزيارة للادعاء بأن "إسرائيل تمثل ذُل المهرج الأميركي"، وهو إدعاء شائع بين أصحاب نظريات المؤامرة وبين المعادين للسامية. فيما اتهم خبير في معاداة السامية السيد كوربين بالأمس وذلك لاستخدامه "لغة خطيرة". ويُعرف المركز بسجل حافل باستضافة الفعاليات التي يُشارك فيها متحدثون معادون لإسرائيل، حيث يتم الإدلاء بتصريحات متشددة ضد اليهود. في حين يصر المركز على أنه لا يتسامح مع أي شكل من أشكال معاداة السامية أو إنكار الهولوكوست. ومن جهتها، ادعت إسرائيل أن المنظمة تابعة إلى حماس، وهي جماعة إرهابية، في حين أدان "المركز" هذه التصريحات معتبرها محاولة لتدمير مصداقيتها.

وقد سجّل السيد كوربين الرحلة في سجل المصالح المالية للأعضاء بمبلغ يصل إلى 1300يورو وذكر أن الغرض كان لزيارة مخيمات اللاجئين. وقد كان على رأس وفد البرلمانيين الدولي اللورد المحافظ محمد الشيخ. وقد التقى السياسيين الأسد وشكروه على استضافة نصف مليون لاجئ فلسطيني منذ عام 1948. فيما كتب السيد كوربين عن الرحلة في صحيفة "نجمة الصباح" الشيوعية. وقال إنه التقى مجموعة من الفلسطينيين في الذكرى التي أعلن فيها آرثر بلفور إعلانه الشائن لدعم دولة إسرائيل اليهودية". وقال إن الفلسطينيين أصابتهم  خيبة أمل كبيرة أخرى في ذلك اليوم من واشنطن.

وفي مجلس العموم، تحدّث السيد كوربين إلى النواب عن رحلته قائلا: "أود أن أشيد حقيقة أن سورية تستضيف عددًا كبيرًا جدا من اللاجئين وتضمن لهم العيش داخل هذا البلد في أمان" وقد غذى السيد كوربين الانقسامات في حزبه البرلماني بعد أن أصبح زعيم حزب العمل في العام الماضي، من خلال معارضته العنيدة لتفجير أهداف لتنظيم "داعش" في سورية. فيما اعلن حزب العمال أن السيد كوربين رفض كليا نظريات المؤامرة حول 11/9 التي كانت تؤلم أسر وأصدقاء الضحايا وكانت تؤدى إلى تأجج الآراء المعادية للسامية في كثير من الأحيان.

وقال متحدث باسم السيد كوربين: "إن السيد جيرمي يُناهض باستمرار كل أشكال معاداة السامية. وأضاف في كلمته أمام مؤتمر حزب العمال هذا العام: "دعوني أكون واضحا تماما: إن معاداة السامية شرّ، وهي تذكرنا دائما بأسوء جرائم القرن العشرين، وكل منا عليه مسؤولية لضمان عدم السماح أبدا بأن يحدث مثل هذا في مجتمعنا مرة أخرى. وأضاف إن الحزب سيظل دائما محاربًا للتعصب والكراهية ضد الشعب اليهودي " فيما صرّح مركز العودة الفلسطيني الليلة الماضية: "إننا ندين ولا نتسامح مع أي شكل من أشكال معاداة السامية."