قياديّون إسلاميّون يرون أنّ التنظيمات المتطرّفة في العالم الأكثر سعادة

اجتاحت حالة من الرعب والخوف الدول الإسلامية بعد أن تم تأكيد فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، والتي جرت يوم الثلاثاء الماضي، وذلك بعد شهور من الخطاب المعادي للإسلام الذي أطلقه خلال حملته الانتخابية، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وكان المرشح الجمهوري قد أطلق تصريحاته المسيئة للإسلام، والتي أثارت قدرًا كبيرًا من الجدل، في شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، وهو الأمر الذي أثار غضبًا بين أكثر من مليار ونصف مسلم حول العالم، حيث كان قد دعا إلى فرض حظر على دخول المسلمين إلى الأراضي الأميركية، وذلك بعد حادث لإطلاق النار في ولاية كاليفورنيا الأميركية.

وتلقى المسلمون في كل أرجاء آسيا خبر فوز ترامب بقدر كبير من الصدمة صباح الأربعاء، حيث أنهم أجمعوا أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض لن يسعد أحدًا سوى تنظيم "داعش". الأميركيون خذلوا العالم، هكذا قال مواطن بنغالي يُدعى سيد تشافين تشودري، موضحًا أن النتائج التي أعلنت حول فوز ترامب بالرئاسة الأميركية كانت صادمة بالنسبة له. وأضاف أنه يرى الناس في بلاده في حالة صدمة حقيقية، موضحًا أنه يخشى أن تندلع مزيدًا من الحروب في العالم. أما الناشط الإندونيسي أليجا دايت فقد تساءل "هل تطلق الولايات المتحدة حربًا جديدة ضد بلد إسلامي آخر؟" وأوضح أن فوز دونالد ترامب أمرًا صادمًا.

أما القيادي الإسلامي زهير مصراوي، وهو أحد قيادات منظمة نهضة الأمة الإسلامية الإندونيسية، فقد أكد أن نبأ فوز المرشح الجمهوري يقدم دعمًا للتنظيمات المتطرفة في كل أنحاء العالم. وأضاف "عندما تلجأ الولايات المتحدة لاستخدام القوة الصلبة وإظهارها في التعامل مع دول العالم، فإن هذا يساهم بصورة كبيرة في إكساب التيارات المتطرفة قدرًا كبيرًا من الزخم، ولذا فإن تلك الجماعات والتنظيمات، وعلى رأسها تنظيم "داعش" سوف تكون الأكثر سعادة بنتيجة الانتخابات الأميركية هذه المرة."

وعُقدت الاحتفالات في المقر الخاص بالرئيس المنتخب، كان عمدة ولاية إنديانا الأميركية مايك بينس أول المتحدثين، حيث أعرب عن سعادته البالغة بفوز ترامب بالرئاسة الأميركية، مؤكدا أنها "ليلة تاريخية. الشعب الأميركي انتخب بطلًا جديدًا." وأضاف "لقد جئت إلى هنا في تلك اللحظة متواضعًا، شاكرًا الله على نعمته المذهلة، كما أشعر بذات الامتنان لرئيسنا المنتخب، وقيادته ورؤيته، والتي من شأنها أن تجعل الولايات المتحدة عظيمة مرة أخرى."

ونقلت الصحيفة البريطانية عن أحد المعلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة قوله بأنه عندما أخبر تلاميذه صباحا بفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ردوا عليه بقولهم أنه ربما لم يعد ممكنا بالنسبة لهم دخول الأراضي الأميركية بعد ذلك. وأضاف "إنه أمر محزن للغاية... حتى الأطفال صاروا يشعرون بالقلق."

وأكد مسؤول في الحكومة الباكستانية، رافضا ذكر اسمه، أن أنباء فوز المرشح الجمهوري بالرئاسة في الولايات المتحدة بشعة للغاية وأضاف المسؤول الباكستاني "أشعر بخيبة أمل من جرّاء الرؤية التي يتبناها ترامب. هيلاري كلينتون كانت تحمل رؤى أفضل لباكستان وللمسلمين في كل أنحاء العالم."

وكانت الانتخابات الرئاسية الأميركية مختلفة تماما هذه المرة، حيث أنها ربما تكون قد وضعت كلمة النهاية لحياة السيدة كلينتون السياسية، ولكن بصورة درامية للغاية، حيث كانت كل التوقعات واستطلاعات الرأي تصب في صالحها بصورة كبيرة، وهو الأمر الذي جعل من فوز المرشح الجمهوري بمثابة صدمة لكافة المتابعين في كل أنحاء العالم.

وفي إندونيسيا، كان الحديث دائرًا قبل بداية الانتخابات عن كيفية إدارة العلاقة مع دولة تعد من أقرب حلفاء الحكومة الإندونيسية في حالة فوز ترامب، بالإضافة إلى الكيفية التي سوف تكون عليها العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي في المستقبل في ظل توجهاته المتطرفة ضد المسلمين.

وتقول إحدى الناشطات المسلمات في إندونيسيا إنها تشعر بقلق شديد من جراء التوتر الذي سوف تشهده علاقة الولايات المتحدة بالعالم خلال المرحلة المقبلة، خاصة إذا ما أقدم بالفعل على منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، موضحة أن هذا الأمر ليس عادلا على الإطلاق.