رام الله ـ ناصر الأسعد
هاجم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حسين الشيخ، حركة حماس بشكل غير مسبوق، وهددها باتخاذ «قرارات وإجراءات بشأن مستقبل وجود الحركة على الساحة الفلسطينية».
وغرّد الشيخ وهو وزير الشؤون المدنية ومقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عبر «تويتر»: «حركة حماس تستمر في تجاوز كل الخطوط الحمراء وتذهب بعيدا في تساوقها مع المتآمرين، وهذا سوف يدفعنا إلى اتخاذ قرارات وإجراءات بشأن مستقبل وجود حماس على الساحة الفلسطينية»، وأضاف: «سنحدد موقفا تبنى عليه استراتيجية جديدة في التعامل معها ومع وجودها».
اقرا ايضا الرئيس عباس يصل شرم الشيخ للمشاركة في القمة العربية الأوروبية
وجاءت تغريدة الشيخ قبل يوم من إطلاق الحركة حملة تتضمن مظاهرات تدعو لرحيل الرئيس محمود عباس. وترى «فتح» أن الهجوم الذي صعدته «حماس» بالتوازي مع هجوم إسرائيلي وأميركي آخر ضد عباس ليس بريئا. وقال الشيخ في تغريدة سابقة إنه «في الوقت الذي تشتد فيه الهجمة الإسرائيلية - الأميركية ضد القيادة الفلسطينية، حماس تدعو إلى مسيرات في غزة ضد الرئيس محمود عباس»، وتساءل: «هل هذا صدفة؟! أم انزلاق وتساوق مع المؤامرة؟».
ولم يشِر الشيخ إلى طبيعة القرارات المحتمل اتخاذها، لكن على طاولة السلطة يوجد كثير من الإجراءات الممكنة القانونية والقضائية والمتعلقة بمستقبل قطاع غزة الذي تحكمه «حماس».
ويفترض أن يطلق «الحراك الشعبي الرافض للإجراءات الانتقامية ضد قطاع غزة» أول مظاهرة له في قطاع غزة الأحد، للمطالبة برحيل الرئيس عباس. وهاجم القيادي في «حماس» حماد الرقب بشدة عباس، أمس، مطالبا إياه بالرحيل. ووصف الرقب قطع عباس رواتب آلاف الموظفين بغزة بأنه «جريمة تمس بحال الصمود الوطني». وأضاف في حديث مع إذاعة «الأقصى» التابعة لـ«حماس»: «لقد ضرب مكونات الشعب الفلسطيني وأخل بالوحدة الفلسطينية بين الفصائل، الأمر الذي أدى إلى تفرده بالسلطة وشرخ الوضع السياسي الفلسطيني الداخلي».
وتدهورت العلاقة بين حركتي «فتح» و«حماس» بعد رفض الحركة الإسلامية التي تسيطر على غزة تسليم القطاع لحكومة التوافق الفلسطينية، قبل أن يقرر عباس حل الحكومة وحل المجلس التشريعي الفلسطيني وتشكيل حكومة وحدة وطنية تستثني «حماس»، ثم الذهاب إلى انتخابات تشريعية جديدة. وجاءت خطوات عباس هذه ضمن توصيات بزيادة الضغط على «حماس»، ضمن إجراءات أخرى شملت وقف دعم الوقود والكهرباء وتخفيض رواتب موظفي السلطة في غزة وقطع بعضها وإحالة كثيرين للتقاعد. ورد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، المتحدث باسمها أسامة القواسمي على تحركات «حماس» ضد عباس، قائلا «إن تحالف حماس وخفافيش الليل مع إسرائيل ضد سيادة الرئيس محمود عباس، هو عمل جبان ومدان، وإن مطالبة الجهتين - إسرائيل وحماس ومرتزقتها - بضرورة رحيل الرئيس أمر يدفع للريبة والشك».
وأضاف في بيان: «إنه في ظل تصدي الرئيس للمشروع الأميركي - الإسرائيلي المتعلق بصفقة العار، ولمحاولات الضغط المتتالية التي كان آخرها اقتطاع 502 مليون شيقل من عائدات الضرائب الفلسطينية كرواتب أسر الشهداء والأسرى، تخرج علينا أصوات جبانة عفنة تتقاطع في أهدافها وأعمالها مع المخطط الإسرائيلي - الأميركي الهادف لتمرير صفقة العار من خلال بوابة المساعدات الإنسانية لغزة، ومن بوابة محاولاتهم ضرب شرعية منظمة التحرير وإفشال الجهود الروسية، والآن الهجوم على الرئيس محمود عباس في توافق كامل مع الهجوم الأميركي - الإسرائيلي». وحيّا القواسمي «أبناء الشعب الفلسطيني البطل في غزة الصمود والإباء، الذين أثبتوا مرة أخرى عميق انتمائهم ودفاعهم عن المشروع الوطني الفلسطيني وقيادتهم الوطنية ممثلة بمنظمة التحرير ورئيسها محمود عباس».
وتجمع فلسطينيون في غزة الجمعة لتشييع جثمان صبي فلسطيني قتلته القوات الإسرائيلية خلال احتجاجات في اليوم السابق، حسب ما أوردت وكالة «رويترز».
وقال مسؤولون بقطاع الصحة في قطاع غزة إن جنودا إسرائيليين قتلوا بالرصاص صبيا فلسطينيا في الـ15 من العمر وأصابوا نحو 50 آخرين في احتجاج شارك فيه آلاف على حدود القطاع مع إسرائيل الجمعة.
قد يهمك ايضا الرئيس محمود عباس يتوجة إلى شرم الشيخ
الرئيس الفلسطيني يصل مصر للمشاركة في القمة العربية الأوروبية