الركاب الذين تم اجلاؤهم من محطة جنوب مطار أورلي بعد إطلاق النار

قتلت قوات الأمن في فرنسا، السبت، متطرّفًا معروفًا لدى الأجهزة الأمنية بالرصاص بعد محاولة سرقة سلاح أحد الجنود في مطار أورلي في باريس، وأوضح وزير الداخلية الفرنسي، برونو لو رو، أنّ المهاجم، يُدعى زياد بن بلقاسم، فرنسي يبلغ من العمر 39 عامًا، أطلق النار على ضباط شرطة يحرسون نقطة تفتيش في شمال باريس باستخدام "مسدس ضغط هواء" قبل شنّ هجوم المطار.

وأوضح برونو لو رو، خلال زيارة قام بها إلى المطار أن أحد الضابط أطلق عليه النار خلال فحص روتيني وكان يخضع إلى العلاج في المستشفى من جروح في وجهه، مضيفًا أنّ "هوية المهاجم معروفة لدى أجهزة الشرطة والاستخبارات" حيث تم احتجاز والد بلقاسم وشقيقه، وكذلك ابن عمه، لاستجوابهم.

ووصف مصدر في الشرطة أن المهاجم "مسلم متطرّف معروف إلى أجهزة الاستخبارات"، وقال المدعي العام في باريس، فرانسوا مولاينس في مؤتمر صحافي، مساء السبت، في المطار، أن  بلقاسم صرخ بأنه يريد أن" يموت في سبيل الله"، وقال "أيا كان ما سيحدث، سيكون هناك حالة وفاة"، مشيرًا إلى أنّ المهاجم امسك بمسدسه على رأس الجندي واستخدامه كدرع، وقد أطلق زملاء الجندي 3 طلقات نارية عندما قتلوه.

ولدى بلقاسم تاريخ إجرامي طويل من جرائم العنف والسرقة والمخدرات ولكن لم يكن على "قائمة التهديدات المتطرّفة"، على الرغم من انه يخضع إلى التحقيق كجهادي محتمل بعد ظهور مؤشرات التطّرف الإسلامي عليه في عام 2015، وأظهرت بعض الابحاث أن أكثر من نصف مقاتلي "تنظيم داعش" الأوروبيين لديهم ماض إجرامي، حيث تستهدف عمليات التوظيف عمدًا المجرمين العنيفين وأفراد العصابات الباحثين عن الخلاص والرخصة للقتل باسم الجهاد، ومثل الكثير من المتطرفين الآخرين، يعتقد أن بلقاسم أصبح متطرفا في السجن ووضع تحت المراقبة بعد إطلاق سراحه، على الرغم من أنه من غير الواضح متى توقفت عملية مراقبته.

وبيّنت النيابة العامة أنّه لم يتم اكتشاف أي دليل على التطرّف في تفتيش منزله، وكان منزله من بين عشرات المنازل التي داهمتها الشرطة في أعقاب الهجمات في باريس، وجاء الهجوم الأول لبلقاسم في 05:50 بتوقيت غرينتش، صباح السبت، عندما تم إيقافه لتجاوزه السرعة المقرّرة من قبل دورية للشرطة في ضاحية باريس الشمالية، وأطلقوا النار عليه مرة أخرى ولكن تمكن بلقاسم من الفرار في سيارة رينو كليو، والتي سرقها من امرأة بعد توجيه تهديدات لها، وتم العثور على السيارة المسروقة في وقت لاحق في مطار باريس أورلي - ولكن ليس قبل قتل بلقاسم بالرصاص في محاولة الهجوم.