قوات من الجيش الليبي

يخوض الجيش الليبي، معارك عنيفة مع آخر العناصر المتطرفة، في منطقة قنفودة وحي بوصنيب المتاخم له في مدينة بنغازي. وباتت قوات الجيش على مرمى أمتار من فصل حي بوصنيب عن قنفودة، مما يسهل السيطرة، وربما الحسم القريب في آخر معاقل المجموعات الإرهابية غرب المدينة.

وأعلنت القيادة أن سلاح الجو نفذ العديد من الغارات بشكل دقيقة على تمركزات الإرهابيين في المنطقة بالتوازي مع تقدم كبير على الأرض من قبل القوات الخاصة، التي سيطرت على أجزاء من المحور الغربي. وأشارت القيادة إلى أن تأجيل حسم معقل الإرهاب الأخير في قنفودة والصابري يرجع لاعتقال الإرهابيين لعدد من المدنيين كدروع بشرية، يتمترسون خلفهم، مؤكدة أن أعداد الإرهابيين باتت قليلة جدًا في الوقت الجاري.

واستعادت حكومة الوفاق سيطرتها على مقر وزارة العمل وسط العاصمة، فيما يجري التفاوض على عودة باقي الوزارات التي سيطرت عليها ميليشيات موالية لحكومة الإنقاذ، الخميس، من دون الدخول في صدامات مسلحة. وعقد المجلس الرئاسي اجتماعًا، ضم قيادات عسكرية وأمنية بحضور وزير الدفاع لوضع خطة لتأمين المقار الوزارية والمؤسسات الحكومية وناقش سبل احتواء المجموعات المسلحة المنتشرة بالعاصمة، لقطع الطريق أمام استغلالها من أي جهة تحاول زعزعة استقرار العاصمة.

ونفى وزير دفاع حكومة الوفاق المهدي البرغثي، أنباء هربه من العاصمة طرابلس، والتي تداولتها وسائل إعلام محلية. وقال البرغثي، في بيان رسمي له، إنه "موجود في طرابلس ويزاول عمله بشكل طبيعي"، مستنكرًا "الشائعات التي تهدف إلى زيادة زعزعة استقرار العاصمة. وكان رئيس حكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني السابق قد أعلن، عبر بيان متلفز، من مقر وزارة الدفاع، عما وصفه بــ"استعادة سيطرته على مقار ووزارات العدل والدفاع والاقتصاد والجرحى، وطالب في بيانه "الأطراف بالاعتراف بفشل الاتفاق السياسي".

وهناك بوادر على تحالف بين حكومة خليفة الغويل، رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الليبية في طرابلس، وحكومة عبد الله الثني الموالية لمجلس النواب التي تتخذ من مدينة طبرق في أقصى الشرق الليبي مقرًا لها، ضد حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج المعترف بها دوليا. وكشف مسؤول رفيع المستوى في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في طرابلس النقاب عن أن مقر السراج سيكون هدفًا لمحاولة ميليشيات موالية للغويل استعادة السيطرة عليه.

وأضاف المسؤول الذي رفض تعريفه "ستتم إعادة السيطرة على كل طرابلس... هي مسألة وقت فقط، أغلب الوزارات الآن هي تحت سيطرة حكومة الغويل، وسيتم الإعلان عن فتح مطار طرابلس قريبا، وأغلب الوزارات بأيدينا ونسعى لاستئناف الحوار الليبي... وحكومة مشتركة مع الحكومة المؤقتة".

ووسط توقعات بنشوب حرب بين الميليشيات المسلحة الموالية للحكومتين المتصارعتين على السلطة في طرابلس، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة السراج، أنه كلف وحدات عسكرية لحماية مقرات الدولة، بعدما سيطرت ميليشيات موالية للغويل على مقرات لأربع وزارات، معتبرًا أن تحرك ما وصفه بالمجموعات المسلحة الخارجة عن القانون هو محاولة يائسة لزعزعة أمن العاصمة.