طائرة تابعة لقوات التحالف الدولي

تواصل القوات العراقية المشتركة وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن تنفيذ عملية واسعة أطلقتها منتصف تشرين الأول/أكتوبر، لاستعادة السيطرة على الموصل التي سيطر عليها المتطرفون بعد هجوم شرس في حزيران/يونيو 2014، وأعلن رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، عن تحرير مركز مدينة الموصل ومسك مواقع أخرى من قبضة "داعش"، وقال العبادي: إن "وعد التحرير النهائي والانتصار التام في الموصل قد اقترب".

 وذكر العبادي في بيان له "تكللت بالنجاح جهود قواتنا البطلة بإكمال الخطة الأساسية في تطهير الجانب الأيسر في أكثر المحاور وتحرير مركز مدينة الموصل، ويجري العمل حاليًا على تحرير ما تبقى من مناطق الغابات والقصور والمناطق القليلة الأخرى في المحور الشمالي والعمل بقوة وعزيمة باتجاه إكمال تحرير الجانب الأيمن".

وأضاف "لقد سطر المقاتلون الغيارى أروع صور البطولة والفداء والتعامل الانساني مع المدنيين وحققوا انتصارات باهرة خلال الأيام الأخيرة تم خلالها استعادة الكثير من المناطق والقرى والأحياء السكنية والقضاء على اعداد كبيرة من أفراد "داعش" المهزومة، وستواصل قواتنا الظافرة تقدمها لتنفيذ كامل الخطة لتحرير مدينة الموصل بعون الله وببسالة وتضحيات المقاتلين الشجعان"، وأعلنت وزارة الدفاع ، بأن المحور الشمالي لقيادة عمليات نينوى أحرزت تقدمًا كبيرًا في الساحل الأيسر لمدينة الموصل، بينما أكدت قيادة عمليات "قادمون يانينوى" أن قطعات جهاز مكافحة التطرف انجزت مهمتها في المحور الشرقي من الساحل الأيسر من الموصل وإن قطعات الجيش الأخرى مازالت تواصل تقدمها في المحور الشمالي.

وقال بيان لوزارة الدفاع إن" هنالك تقدمًا كبيرًا حققته قيادة عمليات تحرير نينوى وفرقة المشاة السادسة عشر وفرقة المشاة الخامسة عشر في المحور الشمالي للساحل الأيسر، حيث تمكن أبطالنا في القوات المسلحة من تحرير عدد من الأحياء، هما شقق الحدباء والقيروان والكندي "، وأضاف " خلال تحرير منطقة السادة بعويزة في الساحل الأيسر عثر الجيش العراقي على مضافة للمتطرفين بداخلها أعتدة وأسلحة بالإضافة إلى أنفاق يستخدمها للتنقل من مكان إلى آخر هربًا من الغارات الجوية ".

وأكد أن "قيادة القوة الجوية نفذت واستنادًا إلى معلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن ضربات جوية ناجحة استطاعت من خلالها تدمير معامل لتلغيم العجلات ومخازن للأسلحة والاعتدة في مناطق "الدير والعماري والوضاحية" التابعة لقضاء راوة"، ونقل البيان عن قائد عمليات تحرير نينوى اللواء نجم الجبوري قوله :إن" معنويات مقاتلينا الأبطال عالية وسط انهيار التنظيمات المتطرفة قتلاهم في الشوارع لاسيما بعد تدمير عجلاتهم المفخخة وتجمعاتهم المحصنة، التي كانت بإسناد صقور الجو من القوة الجوية وطيران الجيش ".

وبين أن" شقق الحدباء السكنية أماكن ستراتجية للتنظيمات المتطرفة، حيث كان قناصي "داعش" المتطرف يستخدمها لاستهداف قواتنا المتقدمة ، لكن القوات المشتركة كانت لهم بالمرصاد"، وبدوره قال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله في بيان صادر عن خلية الإعلام الحربي: إنه "فيما يخص قطعات جهاز مكافحة المتطرف فقد أنجزت واجبها ضمن المحور الشرقي للساحل الأيسر لمدينة الموصل ولازال التقدم مستمر لتحرير ماتبقى من الأحياء".

وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية ، أنه بناءً على "معلومات مديرية الاستخبارات العسكرية طيران الجيش يوجه غارات دقيقة لعناصر داعش المتطرفة ويقتل 10 منهم ويدمر عجلتين في الحي العربي"، وأكد بيان لاعلام الحشد الشعبي، إن "قوات الحشد الشعبي، فجرت 3 سيارات ملغومة وقتلت 6 عناصر من داعش في صد تعرض على تقاطع الحضر جنوب الموصل"، وقال مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين، إن "اشتباكات عنيفة اندلعت بين مسلحي داعش وقوات الحشد العشائري في منطقة الجلام شرقي قضاء الدور "25كم شرق تكريت"، مبينًا أن "المواجهات أسفرت عن مقتل أربعة عناصر من الحشد العشائري وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة".

وأوضح المصدر،  أن "العملية أدت الى مقتل ثلاثة من عناصر تنظيم داعش المتطرف وإحراق عجلة لهم"، لافتًا إلى أن "الهجوم يعد الثالث من نوعه خلال 24 ساعة في المحور الشرقي"، وفي شان آخر، كشف السفير العراقي في أنقرة، هشام العلوي، في لقاء مع صحيف ،أن "المعلومات الاستخبارية التي قدمها العراق لأنقرة أظهرت عبور عدد كبير من مسلحي داعش الحدود إلى تركيا، وأن قسماً آخر يحاول العبور، وغالبيتهم من تلعفر والموصل والمناطق القريبة منهما".

وأكد العلوي ضرورة "تعاون بغداد وأنقرة وتبادلهما المعلومات الاستخبارية المتعلقة بالتمييز بين السكان الأصليين الذين أجبروا على ترك مناطقهم، وعناصر داعش الذين تركوا تلك المناطق بسبب العمليات العسكرية"، عادًا أن "عناصر داعش يشكلون تهديدًا للأمن الوطني التركي مثلما يهددون الأمن الوطني العراقي أيضًا، لاسيما أن عددهم بالآلاف".

وأضاف العلوي، أن "تبادل المعلومات الاستخبارية بين تركيا والعراق قد نوقش تفصيليًا خلال لقاء مسؤولي الأجهزة الأمنية للبلدين على هامش أعمال مجلس التعاون التركي العراق الذي عقد في بغداد في السابع من كانون الثاني 2017 الحالي"، وكان العراق وتركيا، قد اتفقا خلال زيارة رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، لبغداد، في 7 كانون الثاني/يناير 2017 الحالي، من بين أمور أخرى سياسية واقتصادية عدة، على عدم السماح بتواجد أية منظمات متطرفة على أراضيهما وعدم القيام بأيّ نشاط يهدد الأمن القومي لكليهما، وعلى ضرورة العمل سويًا في مجال مكافحة التطرف و"داعش" مع التحالف الدولي.

وردّ رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي٬ على تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي اتهمه فيها بإضعاف الحكومة والتسبب بتمدد تنظيم داعش المتطرف في العراق٬ مشيرًا إلى أن التنظيم "صنيعة" إدارة رئيس الولايات المتحدة المنتهية ولايته باراك أوباما، وقال المالكي٬ إن "تنظيم داعش كان صنيعة إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما٬ والتي تسببت في إراقة الدماء في العراق وسورية واليمن"، وهاجم وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء٬ رئيس الوزراء السابق نوري المالكي٬ واتهمه بإضعاف الحكومة والتسبب بتمدد تنظيم داعش في العراق.