حركة حماس

رجّحت مصادر سياسية اسرائيلية تولي إسماعيل هنية القيادي بحركة حماس منصب رئيس المكتب السياسي للحركة خلفا لخالد مشعل في الانتخابات الداخلية للحركة المزمع اجرائها في ابريل/نيسان من العام المقبل.

وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية في تقرير لها الأربعاء نقلاً عن تلك المصادر :"في لقاء يشكّل خطوة جديدة لشغل مقعد رئيس المكتب السياسي لحماس، التقى إسماعيل هنية أمير قطر الأسبوع الحالي، الذي صرح أن بلاده "ستواصل دعم النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي " موضحةً أن هنية يجري منذ بداية سبتمبر/أيلول زيارات لدول عربية، استعداداً للمنصب الرفيع.

وأعلن مشعل في وقت سابق عدم ترشحه لولاية جديدة، وأنه سيغادر منصبه في شهر أبريل المقبل، بعد إجراء انتخابات داخل حماس لاختيار رئيس جديد لمكتبها السياسي.

 وغادر هنية الذي يعتبر المرشح الأوفر حظا في 3 سبتمبر قطاع غزة في زيارة للمملكة العربية السعودية، وهناك أدى فريضة الحج. ومنذ ذلك الوقت يواصل زياراته لعدد من الدول العربية، وبعد زيارته الأخيرة لقطر يتوقع أن يطير إلى تركيا وإيران. 

الصحيفة أرجعت خروجه المتكرر من قطاع غزة، إلى خوفه من ألا تسمح له إسرائيل بالسفر خارج القطاع بعد انتخابه وتوليه المنصب. وقالت الصحيفة: "كذلك على ما يبدو تأتي الزيارات للاستعداد للمنصب، الذي يتطلب علاقات دولية. وبحسب معلومات فإن هناك قوة رئيسية في إيران تسعى لدفع انتخابه لتولي المنصب". 

وبحسب المصادر يحظى هنية الذي يشغل اليوم منصب نائب الرئيس الحالي للمكتب السياسي خالد مشعل بدعم واسع النطاق داخل الحركة لاختياره في الانتخابات التي ستجرى بشكل سري للمكتب السياسي لحماس ومؤسساتها.

وكانت صحيفة "هارتس" العبرية اعتبرت في تقرير لها أن فرص هنية تفوق منافسيه، موسى أبو مرزوق ويحيي السنوار.

 وقالت إنه الرجل رقم 2 في القيادة السياسية لحماس، والشخصية القوية والأكثر تأثيرا داخل الحركة بقطاع غزة. 

ويتمتع هنية بكاريزما كبيرة، وقدرة على حشد الجماهير من خلفه في خطاباته المؤثرة، رجل يعرف كيف يبرز ويسوق طريقة عيشه المتواضعة. 

وأوجد هنية لنفسه منظومة علاقات قوية وثقة كبيرة مع باقي الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة وفي مقدمتها حركة الجهاد الإسلامي.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه الأوفر حظاً بين قادة حماس للفوز في انتخابات الرئاسة الفلسطينية حال إجرائها. كذلك فهو شخصية مقبولة لدى قطر (صحابة التبرعات الأكبر في إعادة إعمار قطاع غزة) وتركيا (الراعي الإسلامي الرئيسي لحماس اليوم) وحتى إيران. 

أما موسى أبو مرزوق-  أول من تولى منصب رئيس المكتب السياسي لحماس مطلع التسعينيات-  ينظر إليه في الحركة على أنه صاحب قدرة على التفكير الاستراتيجي وشبكة علاقات واسعة بين القادة المسلمين بالعالم العربي والإسلامي.

وتكمن نقطة قوة أبو مرزوق في قدرته الدبلوماسية وتحديدا في علاقاته الجيدة (مقارنة بباقي قادة حماس) مع رؤساء القيادة السياسية والأمنية في مصر، الذين يفضلون بشكل تقليدي الحديث من خلاله مع الحركة. 

وخلال السنوات الأخيرة الماضية أصبح أبو مرزوق في الواقع حلقة الوصل بين حماس ومصر، ويتنقل بين القاهرة التي أقام فيها خلال السنوات الماضية وبين قطاع غزة.

وبشكل مواز لعلاقاته الجيدة مع مصر، يحظى أبو مرزوق بعلاقات مباشرة مع القيادة الإيرانية وحزب الله، لكن هذه العلاقات تلقت ضربة قوية، بعدما سرب مصدر مجهول، على ما يبدو جهاز مخابرات عربي، للإعلام تسجيلا لمكالمة هاتفية يهاجم فيها أبو مرزوق إيران ويتهمها بممارسة الأكاذيب، وبعدم مساعدة حماس. ويتمتع أبو مرزوق أيضا بعلاقات جيدة مع الجناح العسكري لحماس، الذي كثيرا ما تختلف مواقفه عن القيادة السياسية.
 
كما يلعب دورا مهمًا آخر ممثلا في توليه ملف المصالحة مع فتح، وبناء عليه يرتبط بعلاقات جيدة مع جزء من القيادة الفلسطينية برام الله. المرشح الثالث، يحيي السنوار هو أحد مؤسسي الجناح العسكري لحماس، سجن خلال الانتفاضة الأولى وكان من محرري صفقة شاليط، منذ إطلاق سراحه وصل السنوار لدرجة كبيرة في قيادة حماس وانتخب كعضو في المكتب السياسي للحركة في الانتخابات الاخيرة عام 2012. وبشكل موازي وطّد علاقاته بالجناح العسكري للحركة وأصبح أحد المقربين للغاية من محمد ضيف قائد الجناح. ويستخدم ضيف السنوار لتعزيز نفوذه داخل الجناح السياسي للحركة .وإذا كان يمكن اعتبار ضيف رئيس أركان حماس، فإن السنوار هو وزير دفاعها - حسب الصحيفة العبرية.