مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الاقصى

استأنفت مجموعات من المستوطنين، بينهم عدد من المتزمتين دينيًا "الحريديم" بلباسهم التلمودي الأسود، اليوم الأحد، اقتحاماتها الاستفزازية للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحراساتٍ معززة ومشددة من قوات الاحتلال الخاصة. وتُجرى الاقتحامات عبر مجموعات صغيرة ومتتالية، وتحطّ في منطقة باب الرحمة المعروفة باسم "الحُرش" بين باب الأسباط والمصلى المرواني في المسجد الأقصى المبارك، في محاولاتٍ لإقامة صلوات وطقوس تلمودية يتصدى لها مصلون بهتافات التكبير الاحتجاجية. ويتواجد في المسجد عدد كبير من المصلين، بخاصة من أبناء البلدة القديمة في القدس المحتلة، وينتشرون في أرجاء المسجد لمراقبة اقتحامات المستوطنين وسلوكهم الاستفزازي في المسجد المبارك لإحباط أي محاولة للمس بالمسجد.

وفي سياق متصل اعتقلت قوّات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأحد، أربعة مواطنين في مداهمات واقتحامات شنّتها بأنحاء متفرقة من الضّفة الغربية المحتلة. وأعلن الاحتلال اعتقال مواطن في قرية بيت عنان بالقدس المحتلة وآخر بقطنّا القريبة، إضافة إلى اعتقال مواطن ببلدة بيت فجار ومواطن آخر ببلدة حوسان غرب بيت لحم. وادّعى أنّ المعتقلين مطلوبون لأجهزته الأمنية، مشيرة إلى تحويلهم للتحقيق لدى الجهات الأمنية المختصة.

وحسب المصادر المحلية في بلدة حوسان، فإنّ قوّات الاحتلال اعتقلت الطفل محمد إبراهيم أبو يابس (14 عاما) بعد اقتحام منزل عائلته. وفي بلدة بيت فجّار جنوب بيت لحم، اعتقلت الشاب محمود ثوابتة (20 عامًا) بعد اقتحام منزله وتفتيشه. كما اعتقلت الأسير المحرر أنس محمد علي طلب طقاطقة (28 عاما) بعد اقتحام قرية أم سلمونة جنوب بيت لحم، وصادرت مركبته الخاصّة.

وفي ذات السّياق، سلّمت قوّات الاحتلال الأسير المحرر رياض أبو عاهور بلاغ مقابلة لمخابراته، إضافة إلى تسليم المواطن عمر حسان بلاغ مقابلة لمخابراته، بعد اقتحام منزليهما في مدينة بيت لحم. هذا وتواصل قوات الاحتلال على مدار ثلاثة أيام إقتحام بلدة عورتا إلى الجنوب من مدينة نابلس، وتقوم بمداهمة عدد من منازل المواطنين هناك وتسجيل بياناتهم وأرقام هواتفهم. وأفاد شهود عيان ان قوات الاحتلال اقتحمت فجر اليوم الأحد, القرية وقامت بمداهمة عشرات المنازل في القرية وأخذت بيانات سكانها وأرقام هواتفهم دون أن تقوم بإعتقال أي من المواطنين.

وبحسب ما قاله عضو المجلس البلدي هشام عواد فإن هذه القوات اقتحمت الليلة الحارة الغربية من البلدة وداهمت خمسة منازل آل أبو حمادة ومنازل تعود لعائلة يوسف، وقامت بالتحقيق مع سكان المنازل وتفتيشها تفتيش دقيق والسؤال عن عدد سكان المنزل وعن عملهم وتسجيل أرقام جوالاتهم بالكامل حتى النساء وكبار السن.
وقال عواد هذه ليست المرة الأولى التي تقوم قوات الاحتلال بمداهمة المنازل وتسجيل بيانات السكان، فخلال ثلاثة أيام تقوم قوات الاحتلال بإقتحام مناطق في القرية، حيث قامت أمس بإقتحام الحارة الشرقية، وقبله بيوم حارة الغوطة. وأشار عواد أن لا معلومات لديهم عن سبب هذه المداهمات وتسجيل بيانات السكان، علما أن المنازل التي يتم اقتحامها لا تعود لمعتقلين سابقين أو أسرى وانما يتم اقتحام المنازل كلها.

في غضون ذلك يناقش ما يسمى بالمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية الإسرائيلي الأحد، مشروع قانون بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. ويقضي مشروع القانون بفرض "السيادة الإسرائيلية" على مستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أراضي الضفة. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" مارس ضغوطًا على رئيس حزب البيت اليهودي الوزير نفتالي بينيت لإقناعه بإرجاء النقاش ليوم آخر. وحسب الإذاعة، فسيقرر "بينيت" في الأمر بعد جلسة المجلس الوزاري المصغر.

وعُلم أن إدارة الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" نقلت رسائل إلى حكومة الاحتلال، طلبت فيها عدم مفاجأتها من خلال اتخاذ خطوات أحادية الجانب. وفي غضون ذلك، أفادت الإذاعة أن هناك اتصالات بين البلدين لترتيب لقاء بين "ترامب" و"نتنياهو" في واشنطن، قد يُعقد في الأسبوع الأول من الشهر المقبل. وفي سياق ذي صلة توجه عدد من أهالي الأسرى المقدسيين فجر الأحد، إلى سجني "جلبوع وريمون" لزيارة أبنائهم القابعين فيهما.

وبحسب رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب، فإن ثلاث حافلات تقل أهالي الأسرى المقدسيين انطلقت فجر اليوم إلى سجني "جلبوع وريمون" لزيارة أبنائهم على نفقتهم الخاصة. وأوضح أن أهالي الأسرى يصرون على الاستمرار في زيارة أبنائهم بالرغم من ارتفاع التكلفة المادية، مبينًا أن هذه الزيارة تأتي تأكيدًا على نصرة الأهالي، ووقوفهم لجانب فلذات أكبادهم، بالرغم من تقصير المؤسسات الدولية المعنية في هذا الموضوع. يذكر أن أهالي أسرى القدس يتحملون تكاليف زيارة أبنائهم في سجون الاحتلال، في ظل استمرار الصليب الأحمر الدولي في تنفيذ قرار تقليص عدد الزيارات إلى مرة في الشهر بدلًا من زيارتين.