الكنيست الإسرائيلي

حذرت القائمة العربية المشتركة، في الكنيست الإسرائيلي، حكومة الاحتلال وأذرعها من مغبة التصعيد الدموي الخطير لتدمير القرى العربية في النقب، وإقامة بلدات يهودية على أنقاضها.

 وقالت القائمة، في بيان لها، إن الغزو العسكري الذي قامت به قوات الشرطة لقرية أم الحيران، هجمة إرهابية ودموية تعيد مشاهد تهجير وتدمير القرى العربية، إبان النكبة، عام 1948، حيث حاصرت قوات كبيرة من الشرطة وأجهزة الأمن القرية، وأطلقت قنابل الغاز والأعيرة المطاطية، وبثت الرعب في قلوب الأهالي، الذين خرجوا لحماية بيوتهم، تصرفت الشرطة وكأنها في ساحة حرب، ما أدى إلى مواجهات، واستشهاد الشاب يعقوب أبو القيعان، ووقوع عشرات الجرحى، ومنهم النائب أيمن عودة، الذي تواجد في القرية للتصدي للهدم مع الأهالي.

وأكدت القائمة المشتركة أن جريمة أم الحيران تنسجم والتصعيد الخطير للحكومة المتطرفة ضد الوجود العربي، مبينة أن حكومة بنيامين نتنياهو أعلنت حربًا فعلية عسكرية على الشعب الفلسطيني في الداخل، باشرتها بالهدم في قلنسوة، وتواصلها الآن في أم الحيران، وتحارب وتقتل أبناء فلسطين الذين يناضلون من أجل البقاء والعيش الكريم. ودانت القائمة روايات الشرطة الكاذبة، التي تروجها للإعلام، وهي أن مقتل الشرطي كان متعمدًا خلال المواجهات"، واصفة إياه بعمل "إرهابي".

وقالت القائمة: "تحاول الشرطة التغطية على جريمة اقتلاع وتهجير بلد كامل، وقتل مواطن عربي أعزل، من خلال التحريض على كل المواطنين العرب، وبث رواية تؤكد أن مقتل الشرطي نتيجة عمل إرهابي، وإلصاق تهمة التطرف بأهالي أم الحيران، علمًا بأن قوات الشرطة هي من اقتحمت القرية، لتقتلع أهلها، وشنت عليهم عدوانًا غاشمًا".

وطالبت القائمة المشتركة وسائل الإعلام العبرية بتوخي الحذر في النشر، والتيقن من المعلومات، والحرص على التغطية المهنية وعدم تبني رواية الشرطة، وعدم المساهمة في التحريض على الجمهور العربي. كما طالبت الحكومة الإسرائيلية بوقف كل مخططات التهجير والتدمير، ووقف عمليات سلب الأراضي ونهب ثرواتها، وبالاعتراف بكل القرى والبلدات غير المعترف بها في النقب، من خلال نهج سلمي وقانوني وأخلاقي مع السكان، أصحاب البلاد الأصليين.

وقال النائب أيمن عودة، رئيس القائمة، تعقيبًا على الفيديو الذي يوثق استشهاد الشاب الفلسطيني قصي العمور، إن هذا هو الوجه الحقيقي للاحتلال. وأضاف أن استعمال النيران الحية في المظاهرة هو أمر ممنوع، وفق القانون الدولي، وأن جيش الاحتلال لا يمكن أن يكون أخلاقيًا، لأن مهتمه باستمرار تناقض الضمير والأخلاق.

ويذكر أن النائب "عودة" أصيب بالرصاص المطاطي في الرأس والظهر، خلال اقتحام جيش الاحتلال لقرية ام الحيران، فجر الأربعاء. وفي ذات السياق، أكد حازم قاسم، المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في الداخل المحتل يتطلب إنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة، وصياغة برنامج نضالي يشترك فيه الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم.

وأوضح "قاسم"، تعليقًا على ما يجري في قرية أم الحيران في النقب المحتل، أن الاحتلال يستهدف الإنسان الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وأن الذي يقتل الفلسطينيين في أم الحيران هو نفسه الذي قتلهم في قطاع غزة، في حروبه المتكررة، ويقتل الشباب على الحواجز في الضفة، ويعتدي على المرابطين في القدس، ويغتال المناضلين خارج فلسطين.

وأضاف: "إن جماهير شعبنا، على امتداد الجغرافيا التي تتواجد فيها، ما زالت، وستبقى تعتبر الكيان الصهيوني عدوًا لها، وأن مقاومته واجبة لرد عدوانه، ودحره عن أرضنا". وأكد أن مصير هذا الاحتلال إلى زوال، و يومًا قريبًا سينتفض الشعب في القدس والضفة وغزة، وفي الداخل المحتل، وفي الشتات، ضد هذا الكيان الغاصب، حتى يحصل على حريته وأرضه.

وأكد داوود شهاب، مسؤول المكتب الإعلامي لـ"حركة الجهاد الإسلامي" في فلسطين، الأربعاء، أن المطلوب اليوم هو استراتيجية عمل فلسطينية، تستند إلى خيار المقاومة والمواجهة مع الاحتلال، وعدم الاستمرار في الرهان على خيارات التنسيق الأمني والمفاوضات، في ظل إرهاب كيان الاحتلال الإسرائيلي المنظم بحق الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها الهجمة على بلدة أم الحيران، في النقب المحتل.

ووصف "شهاب"، في تصريحات خاصة، ما يجري في النقب المحتل بـ"جريمة إسرائيلية"، و"إرهاب دولة منظم"، تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة والقدس، والأراضي المحتلة عام 1948، وفي قطاع غزة. 

وأوضح أن حالة من "السعار" أصابت المؤسسة الأمنية والسياسية والعسكرية في الكيان الإسرائيلي، مما جعلها تُصعد من جرائمها وعدوانها ضد الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى استشهاد الفتى قصي العمور، في بلدة تقوع، شرق بيت لحم، في الضفة المحتلة، الثلاثاء، وهدم البيوت، والهجمة على بلدة أم الحيران في النقب المحتل، فضلاً عن اقتحام وعدوان سافر ضد الفلسطينيين في مخيم قلنديا، مساء الثلاثاء.

ووجه "شهاب" التحية إلى أهل النقب والداخل المحتل، قائلاً: "اليوم الأهل في النقب المحتل يؤكدون انتماءهم إلى هذه الأرض، وأنهم أصحاب الحق، ويدافعون عن حقهم". 

كما وجه رسالةً إلى كل جماهير الشعب الفلسطيني، مطالبًا إياها بأن تنتفض وتخرج في مواجهة الاحتلال، الذي لم يعد من سبيل سوى مواجهته، دفاعًا عن الأرض والعرض.

واعتبر "شهاب" مايجري "ترانسفير جديد"، يهدد شعب فلسطين، مضيفًا:" عندما تدخل قوات الاحتلال وتريد هدم حي بأكمله في النقب، كما هدموا بيوتًا في قلنسوة، فالهدف هو تهجير الشعب الفلسطيني، وترانسفير جديد يتهدد شعبنا، الأمس أم العراقيب واليوم أم الحيران، ولا نعلم إلى أين سيصل المخطط الصهيوني المستعر، ومخطط الإرهاب المنظم".

وشدد مسؤول المكتب الإعلامي لـ"حركة الجهاد" على أن الخيار والأسلوب والنهج الذي سار عليه أهالي النقب المحتل في مواجهة الحملة العدوانية الصهيونية هو الخيار الأصوب والأمثل. وفي تعقيبه على تحرك السلطة الفلسطينية الواجب في مثل هذا التوقيت، قال "شهاب":"السلطة الفلسطينية مقصرةٌ تمامًا في كثير من الملفات، فقد قلنا مرارًا وتكرارًا، وطالبنا بضرورة تفعيل قضايا الإجرام والجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق شعبنا، وأن تُفعل أمام المحاكم الدولية، فضلاً عن ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين".

وأضاف: "ما يجري اليوم هو ذلك الرد الإسرائيلي على تحركات ومشروع السلطة للتواصل الاجتماعي مع المجتمع الإسرائيلي، وهذا هو وجه إسرائيل القبيح، وهؤلاء هم من يريدون أن يتفاوضون ويتحاورون معهم، كل ذلك يجب أن يتوقف، ويجب أن يبذل جهد حقيقي من أجل محاصرة إسرائيل، ومقاطعتها، وملاحقتها على ما ترتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني".

وطالب باتخاذ قرار رسمي بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، موضحًا أنه لا يُعقل أن يهجر أبناء الشعب الفلسطيني في النقب، ويعتدى عليهم بهذه الطريقة الوحشية، وتُرتكب بحقهم الجرائم والمذابح، فيما يستمر التنسيق الأمني، ويستمر جزء كبير من الشعب مكبل اليدين وملاحق، لا يستطيع أن يقاوم الاحتلال، ولا يرد على هذه الجرائم. ودعا إلى استراتيجية عمل فلسطينية تستند إلى خيار المقاومة والمواجهة مع الاحتلال، مضيفًا: "لا يمكن أن يستمر الرهان على خيارات التنسيق الأمني والمفاوضات، فليس معقولاً أن شعبًا يخضع للقمع والتنكيل، ونحن نبحث عن حلول سياسية وتسويات هنا أو هناك، ويستمر التنسيق الأمني من جانب واحد".

ويذكر أن شابين استشهدا، صباح الأربعاء, في أم الحيران، شمال شرق حورة، في النقب, جراء إطلاق الاحتلال النار صوب المواطنين المتضامنين, لمنع محاولة تنفيذ قرار الترحيل وهدم البيوت، حيث يتوقع إقامة مستوطنة حيران اليهودية في المكان.