الحكومة البلجيكية

خصصت الحكومة البلجيكية، 19 مليون يورو (23 مليون دولار)، لمساعدة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، للاضطلاع بمهامها في تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة وقال وزير التعاون والتنمية البلجيكي ألكسندر دي كرو في بيان له، إن هذه الخطوة تأتي بناء على دعوة أطلقها المفوض العام لـ"أونروا" بيير كرينبول لتقديم المساعدات للوكالة الأممية". وأشار دي كرو إلى أنه يمتلك الكثير من التقدير لعمل أونروا التي يتحتم عليها العمل في أصعب الظروف وأخطرها”، لافتاً إلى صعوبة الأوضاع المعيشية للاجئين في قطاع غزة وسورية والضفة الغربية.

وأضاف أنه في ضوء الصعوبات المالية التي تواجهها "أونروا" حاليا، فإن المساهمة المالية البلجيكية السنوية إلى الوكالة الأممية سيتم تقديمها "فورا". والخطوة البلجيكية تأتي بعد إعلان الولايات المتحدة، الثلاثاء، تجميد 65 مليون دولار من مساهماتها في ميزانية "أونروا".

ودعا المفوض العام للأونروا بيير كرينبول جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الوقوف بجانب الوكالة لمواصلة دعم لاجئ فلسطين. وجاء ذلك في بيان صحافي أصدره بعد أن أرسلت حكومة الولايات المتحدة خطابا إلى الأونروا تعهدت فيه بالمساهمة بـ60 مليون دولار للوكالة خلال عام 2018، وكانت المساهمة الأميركية في عام 2017 تقدر بأكثر من 350 مليون دولار.

وقال كرينبول إن الخطر يهدد تعليم 525 ألف طالب، في 700 مدرسة تابعة للأونروا ومستقبلهم، ويدخل في دائرة الخطر أيضا كرامة وأمان الملايين من لاجئي فلسطين الذين هم بحاجة للمساعدات الغذائية الطارئة وأشكال الدعم الأخرى في الأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية وقطاع غزة.

وأضاف أن هذه المساهمة المقلصة تهدد أحد أكثر المساعي نجاعة وإبداعا في مجال التنمية البشرية في منطقة الشرق الأوسط، محذرا من تبعات ذلك على الأمن الإقليمي، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط العديد من المخاطر والتهديدات، خاصة تزايد التطرف.

وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى خبر تقليص المساهمة في مؤتمر صحافي بالمقر الدائم، معربا عن قلقه الشديد إزاء ذلك، وأمله في أن تبقي الولايات المتحدة على حصتها الهامة جدا في تمويل الأونروا في نهاية المطاف. وقال "الأونروا ليست مؤسسة فلسطينية، بل مؤسسة تابعة للأمم المتحدة أنشئت في عام 1948 بقرار أممي، وتقدم الأونروا خدمات حيوية للاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والأردن وسورية ولبنان، هناك قلق كبير هنا إزاء ذلك، ولكن أيضا في رأيي، الذي يشاركني فيه المراقبون الدوليون، بمن فيهم بعض الإسرائيليين، فإن هذه الخدمات تحقق استقرارا مهما".

وبينما أعلنت الأونروا عن إطلاق حملة تبرعات عالمية للإبقاء على مرافق الوكالة مفتوحة خلال عام 2018 وما بعده، دعا كرينبول ذوي الإرادة الطيبة في جميع أرجاء العالم إلى التضامن مع لاجئي فلسطين والاستجابة لهذه الأزمة عبر هاشتاغ (#تبرع_للأونروا) لضمان استمرار دعم لاجئي فلسطين.

وتوجه المفوض العام إلى كافة طلبة مدارس الأونروا في كل مكان برسالة قائلا إن "أبواب المدارس ستبقى مفتوحة حتى تتمكنوا من الحصول على التعليم"، وإلى جميع المرضى والمنتفعين من خدمات الوكالة الاجتماعية وكافة أشكال الدعم الأخرى، "أقول لكم إنكم ستتلقون الرعاية والمساعدة التي هي من حقكم"، وإلى 30 ألفا من موظفي الأونروا والأطباء والممرضين والمعلمين؛ هذه أوقات صعبة ولكننا سنبذل كل ما في وسعنا وطاقتنا لحمايتكم.