الجنود المصرين في سيناء

علّقت وسائل إعلام عبرية ومحللون إسرائيليون على تصريحات أدلى بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كشف فيها أن عدد الجنود المصرين في سيناء لمواجهة الإرهاب يتراوح بين 20 إلى 25 ألف جندي.

ورأى موقع "إسرائيل ديفينس" أن العدد ورغم أنه يفوق بكثير ما ورد في معاهدة السلام، إلا أن مصر لا تشكل تهديدا على تل أبيب، فهي "حليف"، تحارب الإرهاب الذي يمكن أن ينزلق إلى إسرائيل.

فيما أبدى أحد المعلقين بإذاعة جيش الاحتلال تعجبه من "عدم قدرة" هذا العدد الهائل من الجنود على هزيمة تنظيم "داعش" الذي لا يزيد عدد مقاتليه في سيناء وفقا للتقديرات عن ألف مقاتل، معتبرا أن السيسي يمنح بهذا التصريح "امتيازا" للتنظيم المتطرف.

وكان الرئيس المصري قد أدلى بتلك التصريحات غير المسبوقة خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامى عمرو أديب مساء الاثنين 9 يناير/كانون الثاني 2017 ببرنامج "كل يوم" المذاع على قناة "On EE"، وقال السيسي "لدينا 41 كتيبة هناك تضم من 20 إلى 25 ألف مجند وضابط".
 
وقالت مجلة "إسرائيل ديفينس" المتخصصة في التحليلات الأمنية على موقعها الإلكتروني إن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل تنص على إدخال فرقة عسكرية (division)، أي بين  10 آلاف إلى 15 ألف جندي على مسافة تصل حتى 50 كم من قناة السويس. وأضافت :”على ما يبدو تنتشر القوات المصرية في سيناء على كافة المناطق (الشمال والوسط والجنوب)، وتصل حتى حدود إسرائيل. وتنهمك هذه القوات في الحرب على الإرهاب".

وتابعت:”إذا ما صح هذا الكلام، فإن ذلك يعني أن السيسي أدخل لسيناء تقريبا ضعف القوات المسموح بها في معاهدة السلام، ولم يُكشف النقاب فيما نُشر عن الأسلحة والمعدات التي أدخلها الجيش المصري إلى سيناء وكمياتها. ومع ذلك، لا ترى إسرائيل في  هذا العدد تهديدا، حيث تعتبر مصر حليفا وكون سيناء منطقة واقعة تحت سيادتها، فإن من مسؤوليتها القضاء على الإرهاب، ولا يمكن القيام بذلك دون جنود وأسلحة".

وبحسب "إسرائيل ديفينس" :”جنبا إلى جنب، يمكن الوقوف مما نشر في مصر على عدة أشياء "بين السطور". بينها أن إسرائيل وافقت على ما يبدو على كل هذه التغييرات في معاهدة السلام (سواء شفهيا أو كتابيا)، وكذلك الولايات المتحدة التي هي الراعي الرسمي للمعاهدة". علاوة على ذلك- والكلام للمجلة الإسرائيلية- "ليس لدى المصريين طموحات إقليمية فيما وراء سيناء الواقعة تحت سيادتهم، كذلك تمثل المساعدات الأميركية عنصرا رادعا عن محاولات المغامرة أمام إسرائيل. ولأن الأوضاع الاقتصادية سيئة للغاية في مصر، فإن المساعدات الأميركية العسكرية (1.3 مليار دولار سنويا) والمدنية (تتراوح بين 150- 250 مليون دولار سنويا) تعتبر عنصرا رادعا يعزز من الاستقرار. يتذكر النظام في مصر أحداث الربيع العربي، وأحد أهدافه الحفاظ على مستوى معيشة ملائم للمواطنين المصريين، بقدر المستطاع، من أجل البقاء في الحكم".

وفي إطار التعليقات الإسرائيلية على تصريحات الرئيس السيسي حول عدد الجنود المصريين في سيناء، كتب "تال ليف رام" المحلل العسكري بإذاعة الجيش الإسرائيلي "جالي تساهال" في تغريدة على موقع التدوينات المصغرة "تويتر" :"يتحدّث الرئيس المصري عن 25000 جندي بسيناء. في مواجهة 1000 مقاتل من تنظيم أنصار بيت المقدس، الذي قتل ما يزيد عن 1000 جندي مصري. هذا هو أفضل امتياز لـ"داعش".