جنيف - منيب سعادة
عبّر عدد من مسؤولي الأمم المتحدة، عن قلقهم إيزاء استمرار الانتهاكات الاسرائيلية التي نظمها الاحتلال على المدارس الفلسطينية أو بالقرب منها في الضفة الغربية منذ بداية العام الدراسي، خصوصًا مع استئناف الفصل الدراسي الثاني.
وفق ما جاء في بيان مشترك من منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة جيمي ماكغولدريك، والممثلة الخاصة لليونيسف جينيفيف بوتان، ومنظمة اليونسكو، فأن هذه الانتهاكات "تؤثر على وصول الأطفال الآمن إلى التعليم".
وأضح البيان أن "حوادث التدخل في المدارس من قبل القوات الإسرائيلية وعمليات الهدم والتهديد بالهدم والمصادمات في الطريق إلى المدرسة بين الطلاب وقوات الأمن وتوقيف المعلمين عند نقاط التفتيش وأعمال العنف التي تقوم بها القوات الإسرائيلية والمستوطنون في بعض الأحيان، تؤثر على الوصول إلى بيئة تعليمية آمنة والحق في التعليم الجيد لآلاف الأطفال الفلسطينيين".
وقد وثقت الأمم المتحدة على مدار العام الماضي 111 تدخلا في التعليم في الضفة الغربية أثر على قرابة 20 ألف طفل.
وبحسب البيان، شملت أكثر من نصف الحوادث/ الانتهاكات، التي تم التحقق منها: الذخيرة الحية، والغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية، التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلية على المدارس أو بالقرب منها، مما أثر على التعلم أو إصابة الطلاب.
وقد وقع ما يقرب من ثلثي جميع هذه الانتهاكات، التي تم التحقق منها، في المدارس بالضفة الغربية خلال الأربعة أشهر الأخيرة من عام 2018.
وكانت أخبار الأمم المتحدة قد نشرت تقريرا ميدانيا مصورا عن مدرسة قرطبة الفلسطينية في المنطقة العسكرية الإسرائيلية المغلقة المعروفة في الجزء المعروف بـ H2 في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة. وقد أعلنت منطقة المستوطنات في H2 منطقة عسكرية منذ أواخر عام 2015 بسبب أعمال العنف.
وأشار البيان إلى هدم السلطات الإسرائيلية، في نفس العام، خمس مدارس في الضفة الغربية أو الاستيلاء عليها بما في ذلك مدرسة إزبيك الأهلية الواقعة إلى الشمال من مدينة نابلس، ومدرسة السميعي جنوبي الخليل، ومدرسة أبو نوار وجبل بابا في القدس الشرقية. ولا تزال مدرسة قرية خان الأحمر الواقعة شرقي القدس مهددة بالهدم، مع بقية القرية.
وقال البيان إن عنف المستوطنين أدى إلى إغلاق مدرسة عوريف الثانوية للبنين بالقرب من نابلس مرتين، وتم نقل أطفال من المدرسة إلى المستشفى مصابين بجروح متعددة، بما فيها طلقات نارية.
أما في منطقة H2 في الخليل، فيشير البيان إلى استخدام الغاز المسيل للدموع بشكل منتظم حول المدارس، فيما يتم تطبيق تدابير جديدة على نقاط التفتيش تعرض الطلاب والمدرسين للعنف. واستدل البيان بواقعة معينة في مدرسة في منطقة H2، حيث تم توثيق أكثر من 20 من هذه الحوادث عام 2018.
وبالإضافة إلى ذلك، أثر التصعيد العسكري، في الفترة من 11 إلى 13 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، على المدارس في غزة وجنوب إسرائيل، حيث أُغلقت ليوم واحد على الأقل، بما في ذلك أربع مدارس في غزة تضررت بصورة طفيفة ومركز للتعليم ومركز رياضي.
وأكد البيان على ضرورة احترام المدارس باعتبارها أماكن للتعلم والسلامة والاستقرار، وأن يكون الفصل الدراسي ملاذا من النزاع. وقال "لا يجوز أبدا أن يكون الأطفال هدفا للعنف ويجب ألا يتعرضوا لأي شكل من أشكال العنف".
قد يهمك ايضا :الأمم المتحدة تصرف مليون دولار لمنع انهيار الخدمات في غزة
"أونروا" والاتحاد الأوروبي يطلقان مشروع تحسين المرافق التعليمية