معبر رفح البري

أثار تحسن العلاقات بين مصر وحركة حماس أخيرًا، قلقًا في الجانب الإسرائيلي من أن يؤدي ذلك إلى رفع وتيرة فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة وإلى إدخال الحديد والأسمنت عبر المعبر بصورة غير مراقبة وتستخدم حماس هذه المواد لبناء أنفاق، حسبما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الأحد.

وبحسب الإذاعة، فإن إسرائيل تتخوف أيضًا من إدخال مواد وأسمدة زراعية إلى القطاع والتي قد تستخدم لصنع مواد متفجرة للصواريخ. وقالت الإذاعة، إنه بين كانون الثاني/يناير وتشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي فتحت مصر معبر رفح لمدة إجمالية وصلت إلى 14 يومًا، بينما خلال الأشهر الستة الأخيرة فتحته لمدة 34 يومًا.

ويأتي التخوف الإسرائيلي، بحسب الإذاعة، هو من أن يتم فتح معبر رفح بصورة دائمة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه 'في إسرائيل يتخوفون كثيرًا من عبور بضائع بصورة غير مراقبة وأن تستخدمها حماس في صناعة الأنفاق والصواريخ.

وأوضحت الإذاعة أنّ هذه البضائع تدخل بكميات كبيرة أخيرًا، مشيرةً إلى أنه ليس واضحًا الآن من سيدير عبور البضائع ومسألة الرقابة عليها مما يثير قلق إسرائيل'.. وأضافت الإذاعة أن هناك عدة جوانب للتغيير الحاصل في العلاقات بين مصر وحماس، وأن التأثير المباشر لذلك سيكون بخفض مستوى التوتر الاقتصادي في القطاع، 'الأمر الذي يعمل لمصلحة السياسة الإسرائيلية المعلنة، بأن تحسين الوضع الاقتصادي في غزة يبعد التصعيد'.

وتعتبر إسرائيل، أن فتح معبر رفح يقلل من مسؤوليتها على القطاع بنظر العالم، 'لكن في الأمد البعيد قد يقود ذلك إلى تزايد قوة حماس بشكل سريع'.  هذا وبدأت القاهرة أخيرًا بالسماح بدخول عدة سلع إلى قطاع غزة أهمها الأسمنت للمساعدة في إعادة بناء المنازل التي تضررت أو دُمرت من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وذكر أشرف أبو الهول الخبير المصري في الشؤون الفلسطينية، أن المحادثات التي عُقدت في الآونة الأخيرة في القاهرة بين مسؤولين مصريين ووفد حماس ربما قادت إلى قرار بنقل السلع عبر رفح.. وأضاف أبو الهول: "الكل يعلم أن حماس حسّنت بشكل ما من الوضع الأمني على حدود قطاع غزة مع مصر. ربما كانت هذه أجواء إيجابية تساعد على تحقيق الهدف المصري في التخفيف على المواطنين بقطاع غزة".

وأغلقت السلطات المصرية مساء السبت، معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، بعد فتحه استثنائيًا في اتجاه واحد لعودة العالقين إلى القطاع. . وقال مدير الإعلام في معبر رفح البري، وائل أبو عمر، إن إحصائية العمل على معبر رفح خلال فتحه ليوم واحد استثنائيًا وفي اتجاه واحد، وصول عدة حافلات تحمل مسافرين عالقين إلى الصالة الفلسطينية من المعبر، بواقع (449) مسافرًا.

وأوضح في تصريح صحافي، أنّ السلطات المصرية سمحت بدخول جثامين خمسة فلسطينيين، توفوا بالخارج.. وبيّن أبو عمر أنه لم يتم السماح لأي مسافر مغادرة قطاع غزة، باتجاه الصالة المصرية، منوهًا بأنه تم فتح البوابة المصرية صباح السبت، الساعة 9:40 صباحًا، وأغلقتها السلطات المصرية الساعة 11:10 مساءً، معلنة انتهاء العمل على معبر رفح.

وفتحت السلطات المصرية، السبت الماضي، المعبر، لثلاثة أيام أمام حركة المسافرين في الاتجاهين، ويربط معبر رفح البري قطاع غزة بمصر، وتغلقه مصر بشكل شبه كامل، منذ يوليو/ تموز 2013 وتفتحه على فترات متباعدة لسفر الحالات الإنسانية.