صواريخ "كورنيت"

أكدت صحيفة معاريف العبرية، في عددها الصادر الأحد، أنّ صواريخ "كورنيت" المضادّة للدبابات، التي تدخل إلى قطاع غزة، تمثل أكبر تهديد لقوات الجيش الإسرائيليّ. وأشارت إلى أنّ أحد الصواريخ المضادة للدبابات، من نوع "كورنيت"، أُطلق في اتجاه دبابةٍ إسرائيليّة، خلال عملية "الجرف الصامد". ونقلت الصحيفة عن ضابط في الجيش الإسرائيليّ قوله إنّ هناك العديد من الاشتباكات بين الجيش والمقاومة الفلسطينية، شمال قطاع غزة، مؤكدًا أنّ الإصابات في صفوف الجيش سببها صواريخ "كورنيت" الموجهة.

ولفت الضابط إلى أنّ الجيش يعتبر "كورنيت" أكبر تهديد، مقارنة بالصواريخ المضادة للدبابات الأخرى التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية في غزة. وزعم أنّ هذه الصواريخ المضادة للدبابات وصلت إلى حركة "حماس" من سوريّة، قبل عدة سنوات، وبكميات ليست قليلة.

وأوضح أنّ صاروخ "كورنيت"، المعروف باسم (AT-14)، جيل روسي مضاد للدبابات، دخل الخدمة العسكرية في 1994، ليصبح الصاروخ المعتمد لدى الجيش الروسي رسميًا. ووفق "معاريف"، فإنّ هذا الصاروخ يمكنه أن يخترق الدروع الفولاذية السميكة، ما بين 1000 و1200 ميلليمتر، ويمكن ضربه ما بين 100 متر و3.5 إلى 5.5 كيلومتر. ونوهت بأنّ الصاروخ يمكن استخدامه لإسقاط الطائرات المروحية بطيئة السرعة، والتي تطير على مستويات منخفضة.

وأكّدت الصحيفة أنّ صواريخ "كورنيت" استخدمت في حرب لبنان الثانية، ضد دبابة "الميركافا"، ما أدى إلى وقوع إصابات وقتلى على نطاق خمسة كيلومترات من مكان العمليات العسكريّة الإسرائيليّة.

وزعم موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" على الإنترنت أنّ ما أسماه بـ"محور الشر" انكشف، وجاء في التفاصيل أنّ حركة "حماس" تُجري مفاوضات مع كوريا الشماليّة، بهدف الحصول على صواريخ مُتقدّمة ومُتطورّة، بالإضافة إلى أجهزة اتصّال حديثة وذكيّة، وذلك بهدف مواصلة تنفيذ الهجمات العسكريّة ضدّ إسرائيل. ولفت الموقع الإسرائيليّ إلى أنّ هذا ما أكده عدد من المصادر الغربيّة الرفيعة لصحيفة "تيلغراف" البريطانيّة. ووفق تقديرات المصادر عينها، فإنّ الصفقة تٌقدّر بمئات آلاف الدولارات.

علاوة على ذلك، أوضح الموقع العبريّ أن الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة تُرجّح قيام خبراء من كوريا الشماليّة بتدريب عناصر وكوادر من "حماس" على كيفية حفر وإقامة الأنفاق الهجوميّة، التي باتت تل أبيب تعتبرها تهديدًا استراتيجيًا.

ومن ناحيته، رأى إيلي أفيدار، ممثل إسرائيل السابق لدى قطر، أنّ "حماس" أوجدت ميزان رعب حيّال إسرائيل، بموجبه لا تعمل بشكلٍ مباشرٍ ضدّ إسرائيل من حدود غزة، سواءً بإطلاق الصواريخ أوْ بإرسال الخلايا في الأنفاق، بينما إسرائيل تمتنع عن الهجمات المباشرة ضد أهداف المنظمة الاستراتيجيّة، وضد مسؤوليها. وتابع أنّ المواجهة تجري بين الطرفين في ساحات بديلة، وبقوى منخفضة، مبينًا أن إسرائيل تُدمر، بمنهجية، الأنفاق الهجوميّة لـ"حماس"، وتعمل ضدّ بنيتها "الإرهابية" التحتية في الضفة الغربيّة، وفق تعبيره.

وأكد المُستشرق الإسرائيليّ أنّ "حماس" تبادر بالقيام بعمليات في أراضي السلطة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة، وهكذا تكسب "حماس" مرتين، تضرب الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة، كما تُشدد الضغط على محمود عبّاس، وتُحقق النقاط في الرأي العام الفلسطينيّ، وتُنجز، على حد فهمها، وسائل ضغط أخرى حيّال إسرائيل، على حدّ تعبيره.

وأوضح أنّ النهج، المتمثل بالتآكل التدريجيّ للوضع الراهن، لم يولد في غزة، فمن طورّه كان حسن نصرالله، الأمين العّام لحزب الله اللبنانيّ، منذ التسعينات، وقبل الانسحاب الإسرائيليّ من الحزام الأمنيّ، وقال: "يؤمن نصرالله بأنّ المجتمع الإسرائيليّ هش، وأنّ تنقيط العمليات والإنجازات العملياتية تدفع الدولة العبريّة إلى اليأس والانسحابات، فالانسحاب من لبنان جعل حزب الله بطلًا في العالم العربيّ ودفع منظمات عديدة، وعلى رأسها حماس، إلى محاولة تبنّي طريقة عمله".

وفي رأيه، من المحتمل أنْ تندلع مواجهة جديدة بين إسرائيل و"حماس"، مبررًا ذلك بأنّ وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، يُفكّر بجديةٍ في إسقاط "حماس"، وبالتالي فإنّ طول نفسه حتى لحظة الخروج إلى الحرب سيكون أطول، وذلك ليصل إلى المواجهة مع كامل الدعم الجماهيريّ والدوليّ.

ولكن المُستشرق الإسرائيليّ، الذي خدم لفترةٍ طويلةٍ في الموساد، استدرك قائلاً: "طالما واصلت حماس قراءة إسرائيل من خلال المفهوم المغلوط لنصرالله، فإننّا نواصل السير نحو مواجهةٍ شاملةٍ، والتي، فقط بسبب الحظ، لم تقع حتى الآن.

ووفق التقدير الاستراتيجيّ الإسرائيليّ الجديد للعام 2017، يحتل حزب الله المرتبة الأولى بين أعداء تل أبيب، تليه إيران و"حماس"، ومن هنا فإنّ الانشغال الإسرائيليّ بمُراقبة الترسانة العسكريّة لحركة المقاومة الإسلاميّة هو تحصيل حاصل، وعلاوة على ذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ وزير الأمن "ليبرمان" يؤمن بضرورة حسم المواجهة مع "حماس" مرّةً واحدةً وإلى الأبد، عن طريق تسوية قطاع غزّة، وإسقاط حكم "حماس"، على حدّ وصفه.

ويُشار إلى أنّه، بعد أنْ وضعت حرب غزّة الأخيرة أوزارها، في صيف العام 2014، قال الجنرال في الاحتياط، يعقوب عميدرور، رئيس مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق، إنّه طيلة فترة عمله في المجلس لم يعلم أنّ حركة "حماس" استطاعت صنع صواريخ يتخطى مداها تل أبيب. وأشار، في تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تعليقًا على قدرات "حماس" في المعركة، إلى أنّه تفاجأ بالصواريخ التي وصلت إلى أبعد من غوش دان، في تل أبيب.