المطران عطا الله حنا

أكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس السبت، أن القدس مدينة مستهدفة في تاريخها وتراثها وهويتها ومقدساتها وأوقافها ويراد اقتلاعها من الجسد الفلسطيني، ولكن كل هذه المؤامرات والمخططات التي تستهدف مدينتنا ستبوء بالفشل، لان القدس ليست حجارة صماء وليست الأماكن المقدسة التاريخية التي نفتخر بها فحسب، بل هي أيضا الإنسان الذي يناضل من اجل حريته واستعادة حقوقه وتحقيق أمنياته وتطلعاته الوطنية.

جاء ذلك خلال استقبال وفدا أكاديميا من البرازيل ضم عددا من أساتذة الجامعات البرازيلية والذين وصلوا في زيارة تضامنية مع شعبنا الفلسطيني كما وسيقومون بزيارات لعدد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الفلسطينية وأضاف أن القرار الأميركي الأخير المتعلق بالقدس تجاهل بشكل كلي شعبنا الفلسطيني في هذه المدينة المقدسة، وكأننا لسنا موجودين في حين أننا في القدس باقون وبها متمسكون ومتشبثون ولن نتخلى عن مدينتنا المقدسة مهما تآمر عليها البعض وخطط لاقتلاعها من الجسد الفلسطيني وطمس معالمها وتشويه ملامحها وتهميش الحضور الفلسطيني الأصيل فيها، وأوضح أن القدس لأبنائها ولن تكون إلا كذلك ولن تؤثر علينا اي قرارات أميركية جائرة أو إجراءات احتلالية تعسفية، ولا يحق لأي جهة في العالم ان تشطب وجودنا وان تلغي حقوقنا وانتماءنا وارتباطنا بهذه المدينة المقدسة .

 وقال: "نحن لم نفاجأ بالموقف الأميركي الأخير العدائي لشعبنا فهذه هي السياسة الأميركية وهذا هو الموقف الأميركي وهكذا كانت دوما سياسة أميركا تجاه شعبنا ومنطقتنا العربية، ولكن ما حدث مؤخرا هو أن ترامب كشف الوجه الحقيقي للسياسات الأميركية في منطقتنا وأماط اللثام عن وجه أميركا الحقيقي وأصبح العرب جميعا والفلسطينيين جميعا يعرفون جيدا ماذا تريد أميركا وماذا تعمل أميركا في منطقتنا، وما كان واضحا بالنسبة إلينا منذ سنوات أصبح اليوم واضحا لدى الجميع، ولذلك فإنني أود أن أقول لكم بأننا لن نستسلم لترامب وقراراته الظالمة وغير القانونية والغير شرعية ولن نتعاطى مع هذه القرارات التي نرفضها جملة وتفصيلا، فالقدس ستبقى فلسطينية وعاصمة لفلسطين والقرار الأميركي الأخير لن يزيدنا إلا ثباتا وصمودا وتمسكا بمدينتنا المقدسة ".

 وتمنى المطران حنا لزيارة الوفد التوفيق والنجاح وان يتعرفوا عن كثب على معاناة شعبنا، وقال: "تجولوا في القدس واذهبوا إلى كافة المدن والمحافظات الأخرى لكي تعززوا من أواصر الصداقة والمحبة والأخوة بين شعبنا وشعبكم، نحن نريد أصدقاء لنا في سائر أرجاء العالم يتفهمون قضيتنا ويتضامنون معنا ويدركون جسامة الظلم الواقع علينا وضرورة أن يزول الاحتلال لكي ينعم شعبنا بالحرية التي يستحقها ويناضل في سبيلها".

وتحدث المطران عن الحضور المسيحي في فلسطين مؤكدا على "عراقة هذا الحضور وتشبث المسيحيين الفلسطينيين بانتمائهم لإيمانهم وتراثهم الروحي وكذلك لانتمائهم الوطني فهم مكون تساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني جنبا إلى جنب مع إخوتنا المسلمين الذين وإياهم نشكل الأسرة الوطنية الواحدة والشعب الفلسطيني الواحد"، كما أجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات.