الاحتلال الإسرائيلي

أصيب 7 من الشباب الفلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في مواجهات عنيفة، اندلعت بينهم وقوات الاحتلال، بالقرب من حاجز مستعمرة "بيت إيل"، المقامة على أراضي المواطنين في مدينة رام الله.
 
وانطلقت مسيرة من خيمة الاعتصام الدائمة المقامة على ميدان الشهيد ياسر عرفات، وسط مدينة رام الله، وتوجهت سيرًا على الأقدام نحو حاجز "بيت إيل" في ظل حالة الغضب في الشارع الفلسطيني جراء تدهور الوضع الصحي لعديد الأسرى المضربين عن الطعام لليوم 29 على التوالي وإحياءً لذكرى نكبة فلسطين الـ69، وما أن اقتربت المسيرة من دوار فلسطين، القريب من الحاجز، حتى أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز السام نحو الشبان، الذين هاجموا قوات الاحتلال بالحجارة، في الطريق المؤدية إلى الحاجز العسكري.
 
وأطلقت جنود الاحتلال الرصاص المتفجر بشكل غزير نحو الشبان، إضافة إلى إطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ما أوقع عديد الإصابات في صفوف الشبان، واندلعت المواجهات عقب مسيرة انطقت في ذكرى النكبة، ونصرة للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، هذا وأصيب عدد من المواطنين بالاختناق وبرضوض خلال فتح الأمن الفلسطيني لشارع بلدة عنبتا الرئيسي شرق طولكرم، بعد اغلاقه من قبل الشبان بالشاحنات والإطارات المطاطية والحجارة تضامنًا مع الأسرى المضربين لليوم الـ 29 على التوالي.
 
وكشف إسعاف جمعية الهلال الأحمر في طولكرم أن 3 مواطنين أصيبوا بالاختناق بالغاز خلال محاولة عناصر الأمن فتح شارع عنبتا الذي أغلقه الشبان لدقائق، وأكد إسعاف الهلال الأحمر أن جميع الإصابات تم التعامل معها ميدانيًا.
 
ومن جانب آخر، أشارت مصادر أمنية إلى أن الشارع الرئيسي لبلدة عنبتا يعد أهم شوارع المحافظة كونه يربطها في مدن نابلس ورام الله، وإبقاؤه مغلقًا يُعطل حياة الناس وحركة السير، وألمحت ذات المصادر إلى أن أهمية الشارع استدعى تدخل الأمن على وجه السرعة، وسط محاولات مغلقي الشارع منع أفراد الأمن من فتحه، وهو ما تسبب بحدوث بعض المناوشات بين الأمن والمحتجين، قبل فتحه وتنظيم حركة مرور المركبات.
 
وأفاد شهود عيان  أن شارع عنبتا الرئيسي تم فتحه بعد إغلاقه فيما تجمهر الشبان قرب مبنى البلدية ورددوا شعارات تضامنية مع الأسرى، كما أغلق مجموعة من الشبان قبل ظهر اليوم شارع حوارة الرئيسي جنوب مدينة نابلس، وقال شهود عيان إن مجموعة من الشبان أغلقت بالسلاسل البشرية لفترة نصف ساعة الشارع الرئيسي لقرية حوارة، بعد وقفة تضامنية مع إضراب الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي.
 
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال الاسرائيلي قامت بفتح الشارع بالقوة وسمحت لحركة المركبات بالعبور واجبرت المتظاهرين على مغادرة المكان، هذا ونظمت القوى و الفصائل الوطنية والإسلامية مسيرات جماهيرية بمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية التاسعة والستين وجابت المسيرات العديد من الشوارع في الضفة الغربية و قطاع غزة .
 
وفي مدينة نابلس أحييت، الجماهير اليوم الاثنين نكبة الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرضه في العام 1948، وشارك في حفل إحياء ذكرى النكبة وسط مدينة نابلس، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمود العالول، ومحافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني وعدد من ممثلي الفعاليات الرسمية والشعبية، وقال مجدلاني، "إن هذه الذكرى الأليمة، حملت كل معاني الظلم وتتزامن اليوم مع إضراب الأسرى، إضراب الحرية والكرامة بقيادة مروان البرغوثي وأحمد سعدات وكل قيادات الحركة الاسيرة، التي لم تطرح إلا مطالب عادلة تنسجم مع القانون الدولي والإنساني".
 
وتابع، "أن اسرائيل حاولت ضرب الحركة الأسيرة وتوجيه السهام للحركة الفلسطينية والضغط على القيادة الفلسطينية، إلا أن الموقف الفلسطيني أكد أنه لا يمكن المساس بمخصصات  الشهداء والأسرى فهو التزام للنضال الوطني". وتابع مجدلاني: "بعد شهر ستمر ذكرى النكسة الـ 50 واحتلال الضفة، وما زالت حكومة الاحتلال تتنكر  لكل أسس عملية السلام وتحاول فرض الشروط لضرب حلم الدولة الفلسطينية وخيار حلّ الدولتين ونحن نقول: لا سلام من دون القدس عاصمة وتقرير المصير وإنهاء الاحتلال".

وبدوره ، قال العالول "اليوم  هو ذكرى أكبر جريمة في التاريخ ضد الفلسطينيين وتواطؤ بعض الأطراف، لاحتلال أرضنا وتشريدنا منها، هذه  أرض المقدسات،  ونحن لن نترك قضيتنا ونضالنا من أجل تحقيق أهداف الشعب بالعودة إلى دياره"، مضيفًا "نحن نحافظ على مفاتيح العودة ونورث الفكرة من جيل إلى جيل للحفاظ على حق التمسك بالعودة، ونسعى إلى أن تكون البوصلة باتجاه فلسطين والهدف موحد وأن يكون التناقض مع الاحتلال وسنحافظ على هذه الأهداف، رغم كل المعيقات".
 
وفي محافظة طوباس والأغوار الشمالية انطلقت المسيرة من أمام خيمة إسناد الأسرى، وسط مدينة طوباس حتى ميدان الدولة، رفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية، والرايات السوداء، واللافتات التي تؤكد حق العودة والتمسك بالثوابت الوطنية، فيما أطلقت صافرات الإنذار في أرجاء المحافظة .
 
وتُقدّم المسيرة نائب محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد أسعد، وقادة الأجهزة الأمنية، وممثلو فصائل العمل الوطني، ورؤساء الهيئات المحلية واللجنة الوطنية لإحياء فعاليات ذكرى النكبة في المحافظة، وأكد أسعد في كلمته أن إحياء ذكرى النكبة رسالة للاحتلال والعالم أجمع بأن الشعب الفلسطيني متمسك بثوابته وعودته مهما طال الزمن، مستذكرًا تضحيات الشهداء والأسرى نحو الحرية والاستقلال.
 
ونقل نائب المحافظ تحيات الرئيس لجماهير المحافظة، مؤكدًا أن الاحتلال زائل وأن الوحدة الوطنية هي الدرع الواقي لقضيتنا، وفي بيت لحم قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، وانطلقت المسيرة من منطقة باب الزقاق في مدينة بيت لحم، مرورًا بشارع القدس الخليل، وصولًا إلى المدخل الشمالي لبيت لحم، حيث اعترضها جنود الاحتلال المتمركزون في البرج العسكري بإطلاق وابل من قنابل الغاز والصوت، ما أدى إلى إصابة عدد من المشاركين بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز.

وفي مدينة أريحا أكد أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح محافظ أريحا والأغوار، ماجد الفتياني، أن شعبنا متمسك أكثر من أي وقت مضى بالثوابت الفلسطينية وفي المقدمة حق العودة لأرض الآباء والأجداد، وجاء ذلك خلال كلمة له في حفل إحياء ذكرى النكبة وإقدام الاحتلال الإسرائيلي على تهجير الآلاف وتدمير المدن والقرى الفلسطينية عام 1948، والذي أقيم في مدينة أريحا بمشاركة المئات من أبناء شعبنا.
 
وشدد الفتياني على أن حق العودة هو حق مقدس وفردي، وأن بوصلة الثورة الفلسطينية ومنذ انطلاقتها عام 1965 كانت دومًا نحو فلسطين والدفاع عن المشروع الوطني بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، مشيرًا إلى إصرار وتمسك  الرئيس محمود عباس والقيادة السياسية بالقرار الوطني المستقل والحقوق الوطنية، مجددًا وقوف شعبنا ودعمه الكامل واللامحدود لإضراب الأسرى داخل سجون الاحتلال حتى نيل حريتهم بالكامل وتحقيق مطالبهم الانسانية والاجتماعية والتي كفلتها القوانين والانظمة الدولية والانسانية.

وألقيت بالمناسبة كلمات أكدت على مواصلة الشعب الفلسطيني بكافة قواه وأطيافه السياسية، النضال ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي حتى نيل الاستقلال وإقامة الدولة المستقلة وخروج أسرى الحرية من داخل زنازين الاحتلال الاسرائيلي، وكانت الحركة توقفت 69 ثانية تمامًا لدى سماع صفارة الإنذار وسط مدينة أريحا.