قصف صهيوني علي قطاع غزة

يدور حديث متسارع بشأن إمكانية التوصل لاتفاق هدنة بين الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة، مقابل البدء في إجراءات رفع الحصار الممتد لأكثر من 11 عامًا على القطاع وذكرت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأميركية نقلًا عن مصادر إسرائيلية مطلعة، أن اتفاقًا بين "إسرائيل" وحركة "حماس" أصبح جاهزًا تقريبًا بعد يومين من الهدوء على حدود غزة.

وعاد الهدوء إلى القطاع و"غلاف غزة" بعد سريان اتفاق تهدئة مساء الخميس الماضي بين المقاومة والاحتلال برعاية مصرية وأكد المحلل السياسي طلال عوكل أن التركيز في الفترة الحالية كله ينصبُ على قطاع غزة، خاصةً بعد مجيء وفد حركة "حماس" من الخارج، مما أعطى مؤشراً قوياً على وجود مشروع اتفاقٍ عنوانهُ الأول التهدئة.

وتوقع عوكل في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن يكون اتفاق التهدئة القادم طريقاً نحو تغيير طبيعة الأوضاع في قطاع غزة نحو المزيد من الانفتاح ورفع القيود المفروضة على القطاع، مبيناً أن جولات التصعيد الأخيرة كان تهدف عمليًا إلى تحسين شروط التهدئة، وضغط كل طرف على الطرف الآخر.

وأوضح أن الحديث عن اتفاق تهدئة يفتح الباب نحو إمكانية تحقيق المصالحة الفلسطينية، في ظل الإصرار الدولي والمصري لإنجاز الملفات التي تتابعها مصر فيما يتعلق بملفات التهدئة والمصالحة وموضوع الأسرى في وقت لاحق.

وأشار إلى وجود عمل قوي من أجل إنجاز المصالحة، خاصة بعد وصول الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة، مضيفاً: "الفصائل إما عديت للاحتفال والتوقيع على اتفاق المصالحة، أو دعيت للنقاش ووضع الرتوش الأخيرة على الاتفاق".

وتابع "سواء تأخرت المصالحة أو أنجزت بشكل سريع، فالتهدئة لن تؤدي إلى رفع كامل للحصار الإسرائيلي عن غزة، وإنما مرحلة أولى من التسهيلات، لكن بعد ذلك العمل وفق خطة ميلادينوف يحتاج إلى وجود السلطة".

وتشمل خطة ميلادينوف مشاريع في قطاعات الطاقة والمياه والمجاري والتجارة والصناعة بقيمة إجمالية تصل إلى نحو مليار دولار.
وقال المحلل السياسي مصطفى الصواف "إن وصول وفد حماس ووفود الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة يعني وجود مشاورات لم تصل إلى مرحلة التوصل لاتفاق تهدئة بشكل كامل".

واعتبر الصواف في حديثه لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن تلويح سلطات الاحتلال بالتسهيلات لقطاع غزة، نوع من الإغراء للوصول إلى تفاق تهدئة.
وشدد على أن التهدئة قرار فلسطيني وليست قرار حركة "حماس" وحدها، بل تحتاج إلى توافق الفصائل جميعًا، مشيرًا إلى أن "السيناريوهات جميعها قريبة من بعضها البعض، لأن أي نقطة يتم الاختلاف عليها قد لا تؤدي إلى الوصول إلى اتفاق تهدئة، وربما عودة التوتر من جديد، فالسيناريوهات متوازنة".
وأضاف "لا أعتقد أن يكون عدم التوصل إلى مصالحة حجر عثرة، فإذا لم يقبل محمود عباس بالمصالحة التي يفهما الكل الفلسطيني فأعتقد أن تجاوزه بات مسألة وقت".
وتابع "وصول حركة فتح إلى القاهرة في ظل وجود حركة حماس والقوى الفلسطينية قد يؤدي إلى انفراجة في ملف إنهاء الانقسام، فالكل يحتاج إلى المصالحة لأنها مسألة مهمة تقوي من مواقفه وباتت ضرورية ومهمة".

وكانت حركة "حماس" قالت في 19 يوليو الماضي إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أبلغ وزير المخابرات المصرية عباس كامل موافقة حركته على ورقة مصرية بلورتها القاهرة لتطبيق المصالحة، لكن حركة "فتح" تقول إن ما عرضته القاهرة رؤية وأطروحات غير نهائية.

وعقب ذلك سلّم وفد حركة "فتح" في 31 من شهر يوليو موقف "قيادة السلطة" حول الورقة المصرية التي قدّمت لتنفيذ المصالحة الفلسطينية المتعثرة.
وتستضيف القاهرة حوارات المصالحة بين حركتي فتح وحماس، بالإضافة لمباحثات دولية لحل الأزمات الإنسانية التي تعصف بالقطاع.