المفاعلات النووية الليبية

أصدر الكاتب الليبي أبو القاسم عمر صميدة، كتابًا جديدًا يحمل عنوان "الملف النووي الليبي والخروج بالورقة الحمراء"، كشف فيه معلومات تقال لأول مرة عن الملف النووي الليبي، مؤكدًا تمكن ليبيا من تصنيع جهاز طرد مركزي عالي الدقة عام 2001، وعمل وحدات صغيرة لتخصيب اليورانيوم كبديل عن المفاعلات النووية، وذلك بمساعدة عالم ألماني كبير وآخر سويسري.

وأوضح صميدة في حوار لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن ليبيا كان لديها مفاعل نووي تجريبي روسي للطاقة السلمية في مدينة تاجوراء، ولكن رفض الاتحاد السوفيتي وقتها إطلاع العلماء والفنيين الليبيين على أي معلومات تخص حتى تشغيل المفاعل السلمي، في الحقيقة روسيا كانت جادة جدًا في منع انتشار السلاح النووي حول العالم، كما رفضت أيضًا كوريا الشمالية مساعدة ليبيا علميًا في المشروع ولكن منحتها 200طن من اليورانيوم الجاهز كهدية، ومع البحث والإرادة الليبية، وصلت ليبيا للعالم الألماني إيميل شتاخي وهو كبير العلماء في مؤسسة "يورنكو" العالمية، وقد حدث خلاف بينه وبين الشركة، وتواصل مع ليبيا للعمل ضمن مشروعها النووي، وهذا أيضًا ما حدث مع فريدريك العالم النووي السويسري المتخصص  في فصل مكونات اليورانيوم وتنقية المعجلات، وهما ضمن المجموعة التى ساعدت باكستان في مشروعها النووي.

 

ونفى صميدة أن تكون هذه الأسلحة هدايا من كوريا الشمالية إلى ليبيا، حيث قامت الدولة الليبية بالوصول إلى شخصيات وشركات أوروبية ذات علاقة بالتحضيرات للمشروع، واستطاعت توفير الكثير من أجهزة ومستلزمات الإنتاج، اعتمادًا على أن الغرب سوق مفتوح بعضه علني والبعض الآخر سري، يمكنك من خلاله الحصول على أي من احتياجاتها بالمال بما فيها مستلزمات إنتاج سلاح نووي، دونما أي محظورات قانونية أو اعتبارات إنسانية.

وكانت الدولة الليبية تمتلك 18 كيلوغرامًا من اليورانيوم الخاص بمفاعل تاجوراء، لكن هذه الكمية كانت مراقبة دوليًا، وقد تم إنتاج المواد الخاصة بالمشروع النووي الليبي في دول عدة مثل؛ جنوب أفريقيا، ماليزيا، الإمارات العربية المتحدة، سنغافورا وتركيا، بعيدًا عن أعين حتى مسؤولي تلك الدول، عبر شبكة ضخمة أقامها القذافي في الكثير من مدن العالم بهدف خدمة المشروع النووي الليبي، وقد تم شراء جهاز "سيمانك7"  من الولايات المتحدة، وهذا الجهاز المهم بالنسبة لإنتاج السلاح النووي يستخدم فقط في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا".

كما تم جلب أجهزة الكمبيوتر "السوبر" من فرنسا وحجزت هناك وتم اكتشاف أمرها، ولكن استطاعت ليبيا نقلها إلى سويسرا ومنها إلى ليبيا، وهكذا استطاعت الدولة الليبية الحصول على مستلزمات المشروع النووي بالمال والإرادة، فضلًا عن نجاح العلماء الليبين السابق ذكرهم في إنتاج جهاز طرد مركزي عالي الدقة.

وبشأن تشكيك الكثير في قدرات ليبيا النووية وعلى رأسهم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق محمد البرادعي، قال صميدة إن الدكتور محمد البرادعي حينما اطلع على المشروع الليبي قال للدكتور مقيق أثناء عشاء بمطعم الغزالة إن "علماء ليبيا يتقدمون على نظرائهم العرب بـ 25 عامًا، وأضاف "في مصر علماء كثر ولكن توجهوا للجانب النظري فقط ".

وأعتقد تصريحات البرادعي كانت انتقامًا من القذافي الذي وبخه ذات مرة بشكل جارح عن انتقاده للمشاريع النووية العربية وعدم انتقاده لمشروع إسرائيل النووي، وهناك تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي شارون نشر في جريدة "معاريف" الإسرائيلية 2002، يقول إن معلوماته الاستخباراتية تؤكد أن ليبيا ستكون أول دولة عربية نووية، كذلك تصريحات العالم الباكستاني عبدالقدير خان والذى أبدى إعجابه وذهوله بقدرات ليبيا النووية وتصاميم العلماء الليبيين للصواريخ ذات الرؤوس النووية.