جثمان أحمد أبو الحسين


تتوالى الأنباء الصادمة على الأسرة الصحافية الفلسطينية، حيث تتلقى نبأ مقتل الصحافي أحمد أبو حسين، متأثراً بإصابته في الجمعة الثالثة من مسيرة العودة الكبرى، 13 نيسان/أبريل الجاري، قبل أن يمض ثلاثة أسابيع على رحيل الصحافي ياسر مرتجى "31 عاماً"، بعد أن أدى واجبه الإعلامي في توثيق جرائم الاحتلال "الإسرائيلي".

وتجسدت مشاهد نقله في نظرة وداع من مخيم العودة شمال قطاع غزة، الذي أصيب فيه أثناء تأديته رسالته الإعلامية السامية، رافعاً أصبع السبابة، بدت كأنها رسالة منه "هذا وداعنا الأخير لكم، فلا توقفوا المسيرة بعدنا".

ويمضي الصحافي أبو حسين، الذي نقل من مستشفيات قطاع غزة للعلاج في مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله في الضفة الغربية، ثم إلى مستشفى "تل هاشومير" في الداخل المحتل، بعد تراجع حاد في حالته الصحية، نتيجة إصابته بطلق متفجر في بطنه بشكل مباشر، اليوم شهيدًا في درب الحقيقة ومهنة المتاعب.

ولم ينقطع لسان الصحافي، أثناء إصابته عن الحمد لله فيما أصابه، حيث استيقظ أثناء علاجه في مجمع فلسطين الطبي في رام الله للحظات، ليسأله من في غرفته: "كيف حالك يا أحمد"، مجيبًا إياهم "الحمد لله"، ثم يعود لحالته الصحية التي قست عليه كثيراً بعد إصابته برصاص القناص "الإسرائيلي".

وعمل الصحافي أبو حسين مراسلًا صحفيًا في إذاعة الشعب، ومصورًا لدى وكالة بيسان للأنباء في قطاع غزة، ويتعمد قناصة الاحتلال استهداف الصحفيين الفلسطينيين، بشكل مباشر أثناء أدائهم مهامهم الصحفية والإعلامية على الحدود الشرقية لقطاع غزة لمتابعة فعاليات وأنشطة مسيرة العودة الكبرى وما يتخللها من اعتداءات للاحتلال.

واستنكر الصحافيون ومؤسسات إعلامية استهداف الاحتلال الإسرائيلي الطواقم الصحفية والإعلامية على حدود غزة، بشكل مباشر، مطالبين بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي "2222"، الخاص بحماية الصحافيين في أوقات النزاعات والحروب، ومنع إفلات المعتدين عليهم من العقوبة.

وكتب الصحافي في قناة الجزيرة تامر المسحال عبر تغريدة له على "تويتر" موقع التواصل الاجتماعي "ما أكثر أحزانك يا غزة .. الإعلان عن استشهاد الزميل الصحفي أحمد أبو حسين متأثرا بجراحه"، مرفقًا إياها بصورة الصحافي أبو حسين مرتدياً الخوذة والدرع الصحافي.

ووصف الصحافي أحمد حسونة، المشهد الأخير من حياة الصحافي أبو حسين قبل فقدانه الوعي أثناء إصايته قائلاً "آخر نظره وأخر صورة، نطق الشهادة ورفع أصبع السبابة ونطق الشهادتين، شهيد الحقيقة الصحافي أحمد أبو حسين لروحك السلام"، ناشرًا صورة للصحافي لحظة تقيدم الإسعاف الأولي له.

 

وحمَّل أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة، الصحافي القتيل أبو حسين أمانة بأن يوصلها للشهيد ياسر مرتجى، قائلًا "يا أحمد بلغ ياسر، أن الحقيقة الموقعة بالشهادة ملأت أرجاء الأرض و لم يمنعها المحتل الغاصب".

وأكد الصحافي عبدالمتعال شحيبر في منشور له على "فيسبوك" أن موكب الصحافيين سيستمر في نقل جرائم عدونا الصهيوني، قائلًا "شهيد ورا شهيد..وموكب الصحفيين سيستمر في نقل جرائم عدونا الصهيوني، اليوم يرتقي الشهيد الصحفي احمد أبو حسين متأثرا بجراحه ليلحق بالشهيد الصحفي #ياسر_مرتجى ..، رحمهم الله هم وجميع شهدائنا".

 

وأشار الصحافي محمود هنية الصحافي في مؤسسة الرسالة للإعلام، أن غزة تشيع في هذا الزمان رجالا من خيرة الرجال وصفوة الأبطال، قائلًا "رحم الشهيد أحمد وتقبله وشهيدنا ياسر في الفردوس الأعلى.. غزة يا سادة تشيّع في هذا الزمان رجالا من خيرة الرجال وصفوة الأبطال.. أحمد وياسر ومحمد وفادي.. وقائمة طويلة حق أن نبكي عليها دما بدلا من الدموع .. شآبيب رحمته تتزل عليهم جميعا".

وقال الصحافية هدى بارود "مرة أخرى يطل الفراق بكامل هيئته، يلقي سهمه، يأخذ الأحباب ويرحل، ما أوجعَ الموت.. ما أوجعه #أحمد_أبو_حسين #شهيد_الحقيقة".