عناصر من المقاتلين السوريين الذين يعملون داخل مدينة الرقة

نجت أم بريطانية وأولادها الخمسة من تنظيم "داعش" في الرقة في سورية في عملية إنقاذ جريئة للواء من المقاتلين السوريين الذين يعملون داخل مدينة الرقة، حيث مقر التنظيم المتطرف، وتم نقل العائلة من المدينة في جوف الليل، وقيادتهم إلى أراض آمنة بالقرب من الحدود التركية، ولم يكشف لواء ثوار الرقة (كتائب ثوري الرقة)، وهي المجموعة التي  نفذت عملية الإنقاذ، عن اسم المرأة البريطانية، ولكن هناك على الأقل احتمالين، وكلاهما إنها من بادفورد، وإنها فرت مع عائلتها العام الماضي.

ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قال مقاتل في (ثوار الرقة) خلال حوار عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن "السيدة كانت بريطانية ولديها 5 أطفال". وأضاف: "تم قيادة العائلة إلى منطقة يسيطر عليها (الجيش السوري الحر)"، ولكن هذه العائلة كانت بعيدة عن المجموعة الوحيدة من لواء ثوار الرقة، التي تتمركز بقواتها حول القرى والضواحي في جميع أنحاء المدينة، والتي أنقذت خلال الأسابيع الأخيرة امرأة فرنسية ونقلتها إلى المنطقة الآمنة، وأعربت السيدة عن امتنانها بعد ظهورها على موقع "يوتيوب"، وكانت السيدة الفرنسية، 25 عاما، تعيش مع صبيها الصغير في في الرقة تحت سيطرة توأمين من "داعش"، وتفجيرات التحالف لمدة عام قبل إنقاذها.



واعترف المتحدث باسم اللواء: "في الأسابيع القليلة الماضية أنقذنا كثير من الأشخاص من داعش، بما في ذلك عدد من المقاتلين الأجانب". وقال إن:"غالبية المقاتلين في ثوار الرقة سوريين، ولكن هناك كثير من الجهاديين البريطانيين ضمن صفوفهم"، ويبدو من المحتمل أنهم كانوا وراء إنقاذ  أبو علي، 38 عاما، الذي أجبر على التسلل إلى سورية تحت راية محاربة "داعش"، ليدرك أنه ارتكب خطئًا فادحا عندما أجبر على مشاهدة فيديو للمتطرفين يحرقون زميله الطيار معاذ آل الكساسبة  حتى الموت.

وتواصل مع المجموعة خلال "واتس اب"، وقضى ليلة متوترة منتظرا في مقهي في الرقة قبل ظهور دراجتين بخاريتين، وصرخ من عليهما عبر الباب:"الطعام جاهز، آسفين على التأخير"، وتم نقله عبر شوارع المدينة، ثم إخفائه في بيت حتى يستطيع أخذه  مجددا لمكان آخر في السياج في مايو الماضي.

 ويعد (لواء الرقة) في موقع أفضل عن الغالبية لتنفيذ هذه المحاولات الخطيرة، والناجحة أحيانا للإنقاذ. وكانت إحدى الألوية المشاركة في الدفاع عن الرقة ضد "داعش" قبل اجتياح قوات "أبو بكر البغدادي" للمدينة في عام 2013، ومنذ عام 2013، عارض مقاتيلها، وعدد من سكان الرقة "داعش" في منطقة خارج المدينة وسجلوا بعض النجاحات، ثم تحالف اللواء في وقت لاحق مع حركة "جبهة النصرة"، ذات الصلة بتنظيم "القاعدة"، ولكنها اختلقت تحالفات مع مجموعات أكبر من الألوية المعتدلة تحت مظلة ما يعرف بـ"القوات الديمقراطية السورية"، وفي الأسابيع الأخيرة، كانت "كتائب ثوار الرقة" "قادرة على شن عدد من عمليات الإنقاذ لعائلات غربية"، كما حظيت  بتزايد أعداد المنضمين لها لمقاتلة "داعش"، بما في ذلك مجموعة واحدة من 35 مقاتلا.

وأكد المتحدث باسم "لواء ثوار الرقة":"نحن الآن نريد فقط تحرير الرقة من والحفاظ عليها بقدر ما نستطيع"، ولكن المجموعة تشعر بالإحباط، إذ قال قائد المجموعة أبو عيسى لموقع "المونتير" إن الغرب فشل في دعم جهودها لاستعادة الرقة. وأضاف:" القوى الديمقراطية السورية تعتمد عليهم لتلقي الدعم الكافي لمكافحة (داعش) والتطرف"، ولكن حقيقة الأمر هي أن العالم خذلنا في هذه المعركة وفشل في تزويدنا بالدعم الكافي"، وتابع:"حتى الدعم الأميركي كان متراخيا مع عدد قليل جدا من الشحنات المرسلة إلى القوى الديمقراطية السورية".

وحسب الصحيفة، التقى عيسى قادة المتمردين المحليين، منذ 6 أسابيع، مع قادة المتمردين المحليين للحصول على المزيد من الدعم من قوات التحالف. وأوضح أبو عيسي:"بالطبع، لا يمكنني إنكار الدور الذي لعبته القوات الجوية للتحالف الدولي، إذ أن هجماتها  الجوية تدعم القوى الديمقراطية السورية، ولكن هناك الكثير من الحديث عن الدعم غير صحيح، فنحن لم نر أي جهود جدية لدعم تحرير الرقة"، وقال:"كان سيتم إبلاغنا إذ أعلنت أي كيانات عن رغبتها في تقديم الدعم، وتحرير الرقة بقيادة (لواء ثوار الرقة)". وأضاف:"المجموعة الكاملة من الأسلحة لدينا حاليا تتكون من الأسلحة المصادرة من (داعش)، ولكن هذه الأسلحة ليست كافية لتحرير الرقة وريفها".