إسماعيل رضوان

أطلقت حركة حماس الأسبوع الحالي، مخيمات صيفية للأطفال والفتية في قطاع غزة تضم نحو 50 ألف مشارك .حيث قال القيادي في حماس إسماعيل رضوان خلال مؤتمر صحافي عُقد في مرفأ غزة إن المخيمات تستهدف "تربية الجيل الفلسطيني وتنشئته على حب المقاومة وتحرير فلسطين والمسجد الأقصى".

وأضاف رضوان "أننا نعد جيل النصر والتحرير ليستثمر وقته للعمل لصالح دينه ووطنه وأمته، وتأكيد أن المقاومة هي الطريق الأمثل لتحرير الأقصى والأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية".

وتحمل المخيمات اسم "انتفاضة القدس" في إشارة إلى موجة التوتر المستمرة مع إسرائيل منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي التي أدت إلى استشهاد 214 فلسطينيا من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، ومقتل 40 إسرائيليا، بحسب إحصائيات رسمية.

من جهته، قال منسق المخيمات أمجد مزين خلال المؤتمر، إن عدد المسجلين في المخيمات بلغ نحو 50 ألف مشارك من كافة محافظات قطاع غزة على أن تستمر طيلة ثلاثة أسابيع.

وذكر مزين أن المشاركين في المخيمات سيتلقون برامج ترفيهية وتثقيفية وتربوية متنوعة أعدت من قبل مختصين ومنها ما يختص بالطلبة الموهوبين والأوائل، ومنها المخيمات الكشفية والإعداد البدني وأخرى لحفظ القرآن الكريم.

ونظمت حماس خلال الأعوام الثلاثة الماضية مخيمات تحت اسم (الفتوة) لتدريبات شبه عسكرية لطلبة المدارس في المرحلة الثانوية في قطاع غزة الذي تديره عليه الحركة منذ منتصف عام 2007. وقوبلت تلك المخيمات بانتقادات من قبل وسائل إعلام عبرية اعتبرتها تحريضا على العنف ضد إسرائيل.

حيث باتت المخيمات الصيفية التي تشرف عليها عدد من الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، تُشكل حاضنةً لمئات الأشبال من هم دون سنة الـ 15 عامًا، حيث يتلقون العلوم الأمنية والعسكرية، عدا عن الأمور الدينية والتثقيفية.

ورغم صغر سن تلك الفئة، والتي لا تُطيق تحمل التدريبات العسكرية، إلا أن فصائل المقاومة، ترى في هؤلاء جيل التحرير القادم، ويُستدل ذلك من الشعارات التي تحملها تلك المخيمات سنويًا.

وتحاول الفصائل أن تتلقف الأجيال الصاعدة أولاً بأول، وتدربها على العلوم الأمنية والعسكرية والدينية، لتوعيتهم، قبل أن يتأثروا بالاحتلال الإسرائيلي، الذي يعمل على تجهيل الجيل الصاعد وترهيبه بمختلف الوسائل.

"الشبل المقاوم" كان عنوانًا لمخيم ضم نحو "300 فتى" من سكان بلدات شرقي محافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، الذي تُشرف عليه حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين هذا العام.

ويقول الأسير محرر مصعب البريم أحد القائمين على إدارة المخيم: "هذا المخيم الذي حمل عنوان (الشبل المقاوم) ويُشارك به نحو 300 فتى، هدفه توعية الجيل وتنمية قدراته العقلية والجسدية والفكرية".

ويضيف البريم "هذه المخيمات رسالة لكل من يراهن على سحب سلاح المقاومة، وكي وعيه، ويسلخ فكره؛ ونحن نؤكد أنه لا أحد يستطيع تحدي هذا الجيل، لأنه بات أكثر وعيًا وصلابةً، بفضل جهود القائمين على تلك المخيمات التوعوية الدعوية".

ويتابع "حمل المخيم عنوان أيضًا (اليد التي تنتفض على المخرز وزرد السجان وتحلق كالنسر شامخة)، في اشارة ولفته بأن الأسرى في عيوننا وقلوبنا وفي وعي هذا الجيل الذي سيكبُر، وسيكبُر همه وهي حرية وقضية الأسرى، وحقهم في التحرر؛ هذا الجيل الذي سيحمل القلم والدعوة والسلاح والقرار السياسي لتحرير أسراه".

وأكثر ما ميز المخيم تركيزه على قضية الأسرى، وأوضح البريم بأن قاعات المخيم حملت أسماء سجون منها "نفحة، شطة، هداريم، جلبوع، عسقلان، مجدو"، في محاولة للتأكيد على قضية الأسرى، من خلال تدريس معلومات مهمة جدًا حول اضراباتهم، شهداء الحركة الأسيرة، الصفقات التي تحرر بها الأسرى.

ولفت إلى أن هنا أفكار يحاولون ترسيخها في وعي الشباب، وهي "الفقه العملي، الذي يتضمن الصلاة والوضوء وآداب الطريق..، والإسعافات الاولية، وكيف يتعلم الجيل إدارة أزماته خاصة الحروب، كي لا يتفاجئ باي معركة، ويكون له أثر في مجتمعه وألا يرتبك ويتعامل مع الأزمة وينتصر، كذلك هناك دورة دفاع مدني وإخلاء جرحى..".

وبين البريم إلى أن هذا الجيل يبحث عن دور وتغيير في المجتمع؛ مُشيرًا إلى أن التدريب العسكري الميداني يؤكد بأنه جيل لا ينسى قضيته، ومستقبله في عين المقاومة؛ لافتًا إلى أن تركيزهم على هذا الجيل، كون هذه الفترة مهمة وحساسة في وعي هذا الجيل، والعالم يتكالب عليه ويحاول سلخ وعيه، ونريد له أن يكون واعي وأكبر من عمره، وبالفعل اثبت بحضوره في المخيم انه انتصر على عمره.

أحد مُدربي المُخيم، يؤكدأنهم وجدوا تجاوبًا واستيعابًا كبيرًا لمحتوى المخيم، وفقراته، خاصة قضية الأسرى، وكيف يحملوا همهم، ويصبحوا جيل التحرير، ما شجعهم على اعطائهم المزيد من المهارات الدعوية والعسكرية والأمنية والتثقيفية، التي ستساعدهم مستقبلاً.

بعض الأطفال المشاركين، أكدوا أنهم جاءوا للمشاركة في هذه المخيمات، للتثقيف في قضية الأسرى، ومعرفة الكثير من المعلومات عنها، وتعلم العلوم العسكرية والدعوية، وتقوية أجسادهم، وكسر حاجز الخوف، بدلاً من ضياع الإجازة دون فائدة".