جانب من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني

كشف برنامج غزة للصحة النفسية، في بيان نشره اليوم الثلاثاء، بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، أن الشعب الفلسطيني يعاني آثارًا نفسية بالغة القسوة بسبب الاحتلال الإسرائيلي، ويحتفل العالم باليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يصادف العاشر من تشرين أول من كل عام، وهذه مناسبةً لتذكير العالم بأهمية الصحة النفسية ولرفع الوعي بشأن قضايا الصحة النفسية في العالم، وتعزيز الجهود والخدمات النفسية لكل البشر أينما يعيشون.

ويأتي عنوان هذا العام كما حددته الفيدرالية الدولية للصحة النفسية بعنوان "الإسعاف النفسي الأولي"، للفت الأنظار لضرورة مساعدة الضحايا الذين يمرون بالأزمات وتقديم المساندة والعون لهم بالشكل والوقت المناسبين عند حدوث الأزمات، وتحل هذه الذكرى، وفق البيان، "بينما تعاني فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص من استمرار لتدهور الأوضاع السياسية والانسانية التي يعاني منها الفلسطينيين، حيث يستمر الاحتلال بممارساته وانتهاكاته المختلفة وتشديد الحصار الخانق على غزة الأمر الذي يزيد من معدلات الفقر والبطالة وتقييد حرية الحركة، مما يؤدي إلى العديد من أشكال المعاناة النفسية والمشاكل الأسرية والعنف المجتمعي، وتعتبر الفئات المهمشة خصوصًا النساء والأطفال والضحايا ممن فقدوا أحباءهم أو منازلهم بعد الحرب مباشرة من أكثر الفئات التي تتأثر بهذه الأوضاع الصعبة".

وأورد البيان، "لقد كان للحروب الإسرائيلية الثلاثة الأخيرة آثار نفسية بالغة القسوة على السكان الفلسطينيين في قطاع غزة حيث أظهرت تجربة برنامج غزة للصحة النفسية والملاحظات المهنية ونتائج الأبحاث، أن 30% من مجمل السكان عانوا من أعراض كرب ما بعد الصدمة وأن 10% ما زالوا بحاجة إلى التدخل النفسي المتخصص"، وقام برنامج غزة للصحة النفسية، حسب البيان، بإعداد خطة تدخل منظمة بعد الحروب الثلاثة الأخيرة على غزة وبعد عدوان عام 2014 بشكل خاص، حيث تم تشكيل العديد من الفرق الميدانية، والتي قامت خلال التسعة أشهر التي تلت الحرب ب 4300 زيارة منزلية إلى جميع مناطق قطاع غزة المتضررة مع إعطاء الأولوية لأهالي الشهداء ثم الجرحى ثم أصحاب المنازل التي دمرت كليًا أو جزئيًا، وقد تم تنسيق ذلك مع مؤسسات حقوق الإنسان في غزة.

وأكد برنامج غزة للصحة النفسية، على أهمية استعداد المجتمع الفلسطيني لأية أزمات في المستقبل والبقاء على حالة التأهب والجهوزية لدى العاملين في المجال لتقديم الإسعاف النفسي الأولي عند الضرورة، مشددًا على ضرورة حماية شعبنا الفلسطيني من أي عدوان مقبل وضرورة الضغط على اسرائيل لإلزامها، باحترام حقوق الانسان وقواعد القانون الدولي أثناء الحرب، كما نصت عليه اتفاقيات جنيف الدولية وأهمية رفع الحصار المفروض على غزة لما له من نتائج وآثار سلبية على الوضع النفسي للسكان في القطاع.

وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بتقديم الدعم الكافي للخدمات التي تعنى بالجانب النفسي والاجتماعي ليس فقط وقت الأزمات ولكن وما بعدها أيضًا، خصوصًا أن الكثير من الأزمات يدوم تأثيرها النفسي لفترة طويلة من الوقت ولا يتوقف تأثيرها بانتهاء الحدث الصادم، حسب ما أثبتته الدراسات والأبحاث التي قام بها برنامج غزة للصحة النفسية في العام 2013.

وأكد برنامج غزة للصحة النفسية أن تحقيق السلامة النفسية للإنسان لا يمكن أن يتم بمعزل عن عيشه بكرامة واحترام لحقوقه الانسانية ومن ضمنها حقه في الحرية وإنهاء الاحتلال والعيش الكريم وحقه في تلقي أشكال الدعم والمساندة النفسية والاجتماعية في الوقت والشكل المناسبين، وفي السياق ذاته قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الثلاثاء، إن النزاع في قطاع غزة خلّف جروحًا بدنية ونفسية غائرة، مضيفة، "قد يخلق العنف مناخًا من الفوضى والخوف وعدم اليقين ويلحق أضرارًا بدنية ونفسية، ليس فقط بالأفراد والأسر بل بمجتمعاتهم بأسرها.

ويتحمل الناس والمجتمعات الأعباء الناتجة عن تلك الأوضاع ويتصدون لها بما يتبقى لديهم من موارد، وغالبًا ما تكون فرص حصول الكثيرين ممن هم بحاجة إلى المساعدة على خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي منعدمة أو تكاد تكون كذلك، بينما يخشى غيرهم من الوصم إذا ما سعوا طلبًا للمساعدة".

وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أنها تسعى إلى تلبية الاحتياجات النفسية والاجتماعية لضحايا العنف من خلال العمل بشكل وثيق مع المجتمعات المحلية، لتعزيز مواردها الذاتية والقدرة على تقديم الدعم للمحتاجين. وقالت إن النزاع في غزة، ترك بصماته على عدد لا يحصى من الناس والأسر، مخلفًا جروحًا بدنية ونفسية غائرة، فالكثيرون فقدوا أطرافهم ومعها القدرة على التأقلم مع حياتهم الجديدة، وقالت إنها توفر التدريب والمساعدة لوزارة الصحة لتشغيل أحد البرامج التي يطلق عليها "مداواة الجروح"، وهو برنامج يقدم الدعم على مستوى الصحة النفسية والدعم النفسي للأشخاص الذين يعانون من إعاقات بدنية كي يواصلوا العيش.